تقرأ في هذا التقرير «من هو أحمد عبدالخالق حلاق جمال عبدالناصر وكيف بدأ عمله معه ؟، أهمية الكتمان وهل كان في ذلك أسباب أمنية، كيف جاء الوفاء بالوفاة»
رفض الحاج أحمد عبدالخالق أن يكشف لأي مخلوق أنه حلاق الرئيس جمال عبدالناصر بعد موت ناصر سنة 1970 م رغم الاغراءات المادية التي عُرضت عليه، وقد خلفه ابنه محمد في المهنة وكان قريبًا من والده حتى رحل واستطاع أن يحصل منه على كم لا بأس به من أسرار العلاقة مع الرئيس الراحل عبدالناصر.
الكتمان سيد الموقف في مسيرة أحمد عبدالخالق حلاق جمال عبدالناصر
كان الحاج أحمد كتومًا وقليل الكلام ولا يذيع أسرار زبائينه، وظلت العلاقة بينه وبين عبدالناصر ممتدة لما يقرب من 13 عامًا، وكان حريصًا خلالها على عدم التباهي بأنه حلاق رئيس الجمهورية لدرجة أن أهالي المنطقة لم يعرفوا أنه حلاق الرئيس إلا بالصدفة حين جاءت سيارة من رئاسة الجمهورية لطلبه والدي بعد أن وجدوا المحل مغلقًا، وكان حرصه على عدم التباهي من أسباب إعجاب عبدالناصر به.
كيف بدأ الحاج أحمد عبدالخالق عمله
كان الحاج أحمد عبدالخالق يمتلك صالون حلاقة في حي السيدة زينب مقر إقامته ثم انتقل للعمل في منطقة وسط البلد لرقي مستوى زبائنها واستطاع في عام 1956 أن يفتتح صالونًا خاصا به وانتقل معه زبائنه الذين كانوا ذوي مستويات اجتماعية ومهنية راقية، فأغلب الأطباء والمهندسين والمستشارين والضباط كانوا زبائنه ومنهم محمد أحمد السكرتير الخاص للرئيس عبد الناصر الذي ظل زبونًا له.
اقرأ أيضًا
جمال عبدالناصر وكسوة الكعبة «حقيقة شائعة منع إرسالها للسعودية بقرار من رئيس مصر»
في عام 1957 ذهب إلى الحاج أحمد أحد المسؤولين في القصر الجمهوري إلى الحاج أحمد وجعله حلاقًا للرئيس جمال عبدالناصر، وفي ذلك قال نجله «لم يكن والدي يحلق للرئيس فقط بل كان محل ثقة معظم رجال الدولة في ذلك الوقت وكان من زبائنه أبناء الرئيس بالطبع خالد وعبد الحكيم وزوجا ابنتي الرئيس حاتم صادق وأشرف مروان وكذلك علي صبري وحسين الشافعي وزكريا وخالد محيي الدين بالإضافة إلى عدد كبير من المحافظين والوزراء في ذلك الوقت».
حول طريقة الاستدعاء فقد كانت للرئيس عبد الناصر مواعيد محددة للحلاقة حيث كانت الرئاسة تستدعي الحاج أحمد كل أسبوعين تقريبًا وكان يتم الاتصال به في تليفون محل مجاور له وفي إحدى المرات اتصلت الرئاسة به فلم تجده فقرروا الاستعانة بحلاق آخر لكن الرئيس رفض تمامًا وطلب استدعاء الحاج أحمد فذهبوا إلى بيته في حي السيدة زينب وأتوا بع ووقتها فقط عرف أهل المنطقة أنه يعمل حلاقًا للرئيس عبد الناصر.
عن أسباب الكتمان قال نجله «لأن والدي لم يكن يقول لأحد لقناعته بأنه يؤدي مهمة محددة وعليه أن يؤديها على اكمل وجه دون ثرثرة أو متاجرة وهذه هي طباع والدي طوال عمره حيث كان قليل الكلام ولا يتدخل فيما لا يعنيه وكان مواطنا عاديا ينزل من بيته إلى المحل في السابعة صباحا ويعود في الحادية عشرة مساء وليس له اختلاط بأحد من زملائه في المهنة أو زبائنه وظل يؤدي عمله مع الرئيس عبد الناصر حتى وفاته وبعدها انقطعت صلته برئاسة الجمهورية لكن صلته لم تنقطع بمهنته التي ظل يؤديها حتى وصل إلى سن الثمانين وهو أمر نادر في مهنة الحلاقة».
قبل حلول ذكرى تأميم قناة السويس وبالتحديد في 22 يوليو عام 1996 رحل الحاج أحمد عبدالخالق عبدالجواد حلاق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن عمر يناهز 83 عاما، أثناء استعداده لزيارة قبر الرئيس عبدالناصر.