تقرأ في هذا التقرير «تاريخ أغنية Porom pom pero وجنسيتها، موضوع أغنية بورومبومبو الشهيرة، البداية من إبراهيم بن محمد علي باشا، تأثير الأغنية»
على مدار نصف قرن لم تتحكم أغنية في مزاج العالم كأغنية Porom pom pero التي كانت حاضرة في الملاهي الليلية وسهرات الرحلات وخضعت لعمليات توزيع غنائي على مستوى دول العالم كروسيا وصربيا واليونان واليابان وإيطاليا وإسبانيا، حتى في الدول العربية.
الـ Porom pom pero وإبراهيم باشا .. القلعة جنب البحر !
كان ظهور أغنية Porom pom pero لأول مرة عام 1963 م من خلال الفيلم الإسباني « Los guerrilleros» (الفدائيين)؛ والذي يتناول سنوات حرب الاستقلال الإسبانية من عام 1807 م حتى عام 1818 م، بين تحالف إسبانيا وانجلترا والبرتغال ضد الجيش الفرنسي الذي أراد الاستيلاء على شبه جزيرة أيبريا وفشلت محاولاته بسبب رجال العصابات الفدائيين والذين هم محور الفيلم.
بسبب قصة الفيلم كان لابد من أغنية تراثية الشكل والغرض وإن كان مضمونها متغيرًا، وتأثر صناع الفيلم بالتراث الفني لحرب الاستقلال اليونانية التي وقعت بعد حرب إسبانيا، خاصة وأن شعراء اليونان تغزلوا في جمال لاسكارينا بوبولينا صاحبة السفن التي ساهمت في استقلال اليونان.
زخر تراث شعراء اليونان من الغجر وسكان الجبال حتى غير اليونانيين منهم مثل جورج جوردون بايرون بقصص ورويات شعرية ملحمية تهاجم إبراهيم باشا وتمدح الأزهار والزروع التي جرفها خلال تدميره لثلث اليونان فوق رأس أهلها الثائرين ضد الدولة العثمانية حتى نالوا الاستقلال؛ فكان لابد من إيجاد أغنية للفيلم الإسباني عن تاريخ بلدهم بنفس الغرض وهو مدح البلد وطبيعيتها الجمالية التي دمرتها فرنسا.
اقرأ أيضًا
السبحة في الدراما والسينما «نفاق وتصوف مع أبعادٍ أخرى»
تنتسب أغنية الـ Porom pom pero إلى إيقاع الرقصات الكوبية الغجرية القديمة المعروفة باسم الرومبا ورغم تعدد الأغاني المتعلقة بالرومبا لكن كانت أغنية بورومبومبو هي الأوسع انتشاراً منذ بداية العمل عليها سنة 1960 م، حتى ظهورها في الفيلم.
كتب أغنية الـ Porom pom pero اثنين من شعراء إسبانيا الكبار، وهما خوسيه أنطونيو أوشينا وساندرو فاليريو، وكان هدف الاثنين هو مزج التراث الأندلسي مع الفن الشعبي الإسباني من الزاوية الغجرية في أغنية تتكلم عن الطبيعة والحب، وبالتالي تجد هذا ظاهراً في كلماتها التي تتكلم عن القمح والأزهار مع المحبوبة، لكن صعوبة الأغنية في إيجاد لحن يتناسب مع روحها.
أما ملحن الأغنية فهو خوان سولانو بيدريرو أحد أفضل الموسيقيين في إسبانيا وصاحب الخبرة في التراث الأندلسي إذ اشتهر بلحن الأغاني الشعبية الإسبانية من خلال روائع تربى عليها أجيال من إسبانيا.
أما أول من غنى Porom pom pero فهو مانولو اسكوبار والذي اختاره المخرج بيدرو لويس راميريز كممثل ومغني في الفيلم وكان حينها يبلغ من العمر 32 سنة في أول مشاركته السينمائية لتكون أغنيته هي أيقونة الموسيقى العالمية في عالم المرح خلال القرن العشرين.
تأثير بورومبومبو
لقيت الأغنية أكثر من توزيع عالمي وقامت عليها أغنية يا ستي يا ختيارة للمطربة اللبنانية الأردنية طروب، كذلك فظهرت لأول مرة في السينما المصرية بفيلم معسكر البنات في مشهد الرقصة التي جمعت سمير صبري مع نوال أبو الفتوح على صوت أعضاء فرقة Los Alcarson يوم 20 مارس من العام 1967 م، وتسبب المشهد في معرفة العالم العربي بالـ بورومبومبو.