تقرأ في هذا التقرير «آخر حروب طومان باي ضد سليم الأول، العربان وميزان القوة، تفاصيل ما جرى بمعركة وردان، الطريق إلى المشنقة»
نجح المماليك في خامس حروب طوبان باي في إجبار سليم الأول على الصلح لكن لم يتم الاتفاق إذ قتل قادة طومان باي رسل سليم الأول فشن الأخير حربًا في ترسا فشل فيها، وبقي بين اختيارين إما الحرب أو الصلح.
معركة وردان آخر معارك طومان باي ومعادلة العربان
رفض سليم الأول الأخذ بمبدأ الصلح 100 % لوجود عرب غزالة الذين كانوا يكرهون المماليك، بينما طومان باي حاول استمالتهم، ووقعت معركة كبرى عند قرية أم دينار ووردان هُزِم فيها العثمانيين، وأُسِر جان بردي وكان طومان باي أن يقتله لولا قيام الخائن بالتوسل له بجاه النبي والشيخ أبو السعود الجارحي فتركه طومان باي في مقابل أن يقف بمماليكه على الحياد.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «1» قصة معركة غزة والطريق للريدانية
خان جان بردي مرتين وانضم عربان غزالة إلى العثمانيين فتغيرت موازن القوى نهائيًا وقسم سليم الأول قواته 4 فرق الأولى بقيادته شخصيًا، والثانية بقيادة جان بردي، والثالثة بقيادة يونس باشا والرابعة بقيادة إياس باشا قائد الإنكشارية، وتم تطويق طومان باي واستمرت المعارك طيلة النهار حتى توقف القتال بلا منتصر ولا مهزوم، فقرر طومان باي السفر إلى البحيرة ليقابل حسن بن مرعي وابن عمه شكر ويفكر في مقاومة جديدة.
لقاء طومان باي وحسن بن مرعي
بدأت قصة طومان باي وحسن بن مرعي حين سُجِن الأخير بأمرٍ من قنصوة الغوري نتيجة أعمال السلب التي قام بها عربان البحيرة، لكن طومان باي نجح بعد فترة وجيزة في إخراج حسن بن مرعي من سجنه ونشأت بينهما صلة وصداقة؛ ويبدو التحليل لذلك أن طومان باي ما كان ليرغب في فتح جبهة على قنصوة الغوري من العربان.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «2» الريدانية وخطة النصر الكارثي
يصف بن إياسٍ في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور الجزء الخامس صفحة 174 و 175، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1984 م؛ علاقة طومان باي وحسن بن مرعي بأن شيخ العربان هو من أعز أصحاب طومان باي وله عليه غاية الفضل والمساعدات من أيام السلطان الغوري، وأقام عنه بما عليه من المال.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «3» الصليبة وقصة أول معركة شوارع
بدأت نهاية طومان باي حين اتجه إلى قرية تروجة في الغربية ولاقاه حسن بن مرعي وابن أخيه شكر في منطقة تسمى البوطة، ونزل طومان باي عند حسن بن مرعي على سبيل الضيافة، وأحضر طومان باي مصحفًا وطلب من حسن بن مرعي وابن أخيه شكر أن يحلفان على كتاب الله 7 مراتٍ أن لا يخوناه ولا يغدرانه ولا يدلان عليه.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «4» معركة أطفيح وعودة الخيانة
لكن حسن بن مرعي خان طومان باي مع ابن أخيه شكر وسرب للعثمانيين خبر طومان وسهل عملية التسلل إليه والقبض عليه، وأخذ حسن بن مرعي حصان طومان باي فيما تم اقتياد الأخير إلى القاهرة وهناك جرت عملية إعدامه على باب زويلة.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «5» الجيزة وخطأ العار من المماليك
بقي حسن بن مرعي حيًا بعد خيانته لطومان باي مدة 3 سنوات، إلى أن تمكن منه إينال طراباي كاشف الغربية، الذي كان يبحث عنه ثأرًا لطومان باي، ونفذ حيلة حين استدعى حسن وابن أخيه شُكْر لحفلٍ عنده وقدم لهما الخمر في بيت له بمنطقة سنهور مركز دمنهور في البحيرة، ولما استبد السُكْر منهما دخل المماليك الجراكسة وقطعوا رأسيهما، وبعضهم شربوا من دماءهما وآخرين جزلوا لحومها بالسيف.
اقرأ أيضًا
للتاريخ | قائمة أسماء خونة طومان باي «ماذا فعلوا وكيف انتهوا»
واستيقظت القاهرة على مشهد دخول حصان طومان باي يحمل رأس حسن بن مرعي وابن أخيه شكر وتم تعليق رأسيهما على باب النصر وسط فرحة عمت أرجاء مصر.