تقرأ في هذا التقرير «قصة حروب طومان باي ضد سليم، ما قبل الجيزة، سليم الأول يعرض الصلح، المماليك يقعوا في خطأ العار ثانيةً، وردان والمحطة الأخيرة»
كتب | وسيم عفيفي
طيلة 4 معارك في حروب طومان باي هي «بيسان والريدانية والصليبة وأطفيح» تأكد العثمانيين من إجادة المماليك للحروب بالميادين الواسعة، وعنصر القوة هو وجود مصريين في حرب الشوارع أما الضعف فهو سهولة اختراقهم بالخيانة، لكن مثلت معركة أطفيح ثاني اهتزاز للعثمانيين إذ أكدت أن المماليك لهم قدرة على المعارك النيلية.
معركة الجيزة .. الجولة قبل الأخيرة في حروب طومان باي
تمكن طومان باي وشاد بك الأعور من إلحاق هزيمة بجيش العثمانيين في أطفيح، فقرر سليم الأول عرض الصلح على طومان باي وصب جام غضبه على خاير بك متهمًا إياه بتوريطه في دخول مصر، وحاول خاير بك إثناءه عن الصلح لكن سليم الأول أصر عليه.
سليم الأول يعرض الصلح على طومان باي
حاول سليم الأول إيجاد بنود عرض تحفظ كرامته العسكرية، لكن طومان باي باغته بضرب حصار على مصر كلها وقت «التشحيطة» وهو مصطلح شح النيل، فبدأ العامة يثورون على العثمانيين من جانب وطومان باي يضرب من جانب آخر، فكان الصلح ببنود استسلام كاملة بها شيء من الكرامة.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «1» قصة معركة غزة والطريق للريدانية
اقتضت شروط الصلح على انسحاب سليم الأول بقواته من مصر على أن يمثله رجل عثماني يكون وزيرًا لطومان باي، بينما تكون قوة مصر العسكرية من المماليك والحكم السياسي في طومان باي إلى أن يموت؛ في مقابل أن يُكْتَب اسم سليم الأول على العملة وينال شرعية الحكم بالدعاء له في المساجد بصفته سلطانًا.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «2» الريدانية وخطة النصر الكارثي
تشجع سليم الأول أكثر على الصلح حين راسله طومان باي بنفس البنود وأزاد عليها «لك الخراج» لكنه هدده في نفس الرسالة بقوله «إن لم تقبل وقررت أن لا تحقن الدماء فلاقني في الجيزة».
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «3» الصليبة وقصة أول معركة شوارع
أرسل سليم الأول وفدًا إلى طومان باي ضم شيوخ الصوفية والفقه الأربعة ونائب الخليفة العباسي ومندوب عثماني، والتقوا جميعًا في البهنسا.
قتل الرسل وموت الصلح
وقع الشقاق داخل المماليك إذ أنهم رفضوا الصلح بينما أراد طومان باي إتمامه حفاظًا على الدولة والأرواح، لكن الوفد العثماني ضم محمود بن الشحنة الأزهري قاضي قضاة الأحناف، وشقيقه نائب المذهب أبو بكر بن الشحنة وهو جاسوس عثماني عمل بصاصًا للإنكشارية ودل العثمانيين على قادة المماليك فقتلوهم بالصليبة.
اقرأ أيضًا
حروب طومان باي ضد سليم الأول «4» معركة أطفيح وعودة الخيانة
بمجرد أن ظهر الوفد وفيه أبو بكر بن الشحنة هاجم قادة المماليك الوفد فقتلوا العثمانيين منهم وقاضي المذهب الحنفي، بينما سرقوا ونهبوا متاع البقية، في تكرارٍ ثانٍ لعملية قتل الرسل إذ كانت الأولى قبل الريدانية.
اقرأ أيضًا
للتاريخ | قائمة أسماء خونة طومان باي «ماذا فعلوا وكيف انتهوا»
توقفت المفاوضات وقرر سليم الأول ذبح 54 من أسرى قادة المماليك المسجونين ردًا على قتل رسله إلى طومان باي، ثم أمر سليم الأول بترك جثث الأسرى في الشارع تنهشها الكلاب ثم تستلم زوجات القتلى أشلاء جثثهم ويتم مصادرة أموالهن.
وبدأت معركة ترسة النيلية في مدينة أبو النمرس حاليًا في الجيزة، وبدأت معركة عنيفة في حروب طومان باي ضد سليم الأول لعب فيها العربان دورًا مشرفًا على غير العادة إذ حارب عربان أطفيح وبني حرام مع عدد من فلاحين الأهرام المصريين قوات العثمانية، ليتقهقر سليم الأول إلى الخلف وينسحب إلى إمبابة ليتخذ قرارًا إما العودة للحرب أو تكرار الصلح، فقرر أن يعيد الصلح مرة أخرى.