تقرأ في هذا التقرير «كيف كانت وفاة قانصوه الغوري الحقيقية ؟، تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الغوري، مسألة الرأس وقطعها للتمويه ما أصلها التاريخي»
كتب | وسيم عفيفي
أعطى مسلسل ممالك النار حق أغلب الأحداث التاريخية الهامشية المتسمة بالمحورية اهتمامًا لافتًا، غير أنه لم يوفِ حق معركة مرج دابق حقها من حيث الإخراج والتنفيذ لإظهار تفاصيلها التاريخية كما حدثت بكل ما فيها من بطولات ومآسي.
اقرأ أيضًا
تراثيات ممالك النار «ملف خاص»
وقع مسلسل ممالك النار في عيبين خلال تصوير معركة مرج دابق، أولهما أنه لم يفصل ما جرى خلال تلك الحرب وثانيهما مسألة طريقة قتل الغوري، فالأخير توفي جراء أزمة قلبية وليس بسهمٍ من خاير بك.
قبل ساعات من وفاة قانصوه الغوري
وقعت معركة مرج دابق يوم الأحد 25 رجب سنة 922 هجري الموافق 24 أغسطس سنة 1516 وبدأت بتقدم أصلان بن بادق نائب حمص مع عدد من الجنود صوب العثمانية فأوقع منهم القتلى ليتقدم بعده الأمير سيباي نائب الشام وبعده سودون العجمي وجانبلاط وعلان دودار وتنمر الزردكاش وبخشباي وأنس باي وقانصوت كرت وتاني الخازندار وتاني النجمي وبيبرس بن عمر الغوري وخاير برك وجان بردي وتمراز.
وكان هجومًا كاسحًا يصفه أحمد بن زنبل الرمال في مخطوطه بقوله «حملوا حملة واحدة وصادموا الروم (يقصد العثمانية) ومالة في القتال ولم نرى في التواريخ القديمة والحديثة وقعة مثل هذه».
اقرأ أيضًا
تاريخ زوجة قانصوه الغوري «أحبت الحج وحزن أهل مصر لموتها»
قابل العثمانية هجوم المماليك أولاً بالفرسان فقُتِل الآلاف من العثمانيين الأكثر عددًا، ليأمر سليم الأول بضرب المدافع والبنادق فصارت الصحراء كالمجزرة من الرمال، حتى أمر خاير بك وجان بردي بالانسحاب قائلين «الفرار الفرار فإن السلطان سليم أحاط بكم وقتل الغوري».
لم يكن الغوري قد قُتِل فصاح بصوته «يا أغوات الشجاعة، اصبروا ساعة» فلم يستمع له أحدًا حتى من جلبانه، ليغضب سودون العجمي ويقول له «أين جلباءك، أين خاصيتك، هكذا عملت بنا ولا زلت قائمًا في حظ نفسك حتى أهلكتها ونحن معها ولكن القيامة تجمع بيننا ليحكم الله بالعدل».
بقي من جيش المماليك بعد ضرب المدافع 100 فارس ولم يتحمل قانصوه الغوري هول المنظر فسقط مغشيًا عليه وفارق الحياة، ليقوم قائده علان بقطع رأسه قائلاً «إن العدو سيأخذون رأسه ويطوفون بها جميع بلاد الروم» فقطع رأسه ودفنها وبقيت الجثة بلا رأس.
سبب هزيمة مرج دابق
كانت الفوارق واضحةً في التسليح بين المماليك والعثمانيين ورغم أن عدد قتلى المماليك المماليك إذ كان الضحايا ألف فارس بينما قتلى العثمانيين 4 آلاف؛ لكن هزيمة المماليك كانت محتومة بسبب الفساد العسكري والاختلاف.
اقرأ أيضًا
تشكيلات جيش المماليك «ممالك النار وأضواء على التاريخ المجهول»
فالغوري جعل جيش المماليك مكون من 6 عناصر لكل عنصر منها ووضع وقصة بمعركة مرج دابق وهم «القرانيص» و«الأجلاب» و«الخاصكية» و«عساكر الأمراء» و«أولاد الناس».
اقرأ أيضًا
قانصوه الغوري والبندقية «حماقة تاريخية قادت سلطان مصر للموت»
جند القرانيص (مقاتلي المماليك من ذوي الأقدمية) كانوا يكرهون الغوري لأنهم محرومين من الإقطاعيات وحتى يتخلص منهم الغوري جعلهم ركن قوي في جيشه ليتخلص منهم لكنهم لم يخلصوا في القتال، أما الجلبان (الجنود المرتزقة) فبينهم وبين القرانيص عداء بسبب المال فلم يحاربوا أيضًا، أما الخاصكية (جند السلطان) فهمهم كان حماية الغوري وحده ومع قتلة عددهم قُتِلوا؛ أما بقية التشكيلات فكانت تعاني من سوء التدريب وعدم التمرس على القتال.