تقرأ في هذا التقرير «فكرة الإعدام في الدولة العثمانية كيف تأسست ؟، الخيط المُقَوَّى لماذا يتم استخدامه، وسائل 4 للقتل لهم معنى وأسباب»
كتب | وسيم عفيفي
استهلت الحلقة التاسعة من مسلسل ممالك النار بمشهد السلطان سليم الأول مع ولي عهده سليمان وهو يعطيه حبلاً رفيعًا ليشنق به أحد، وكثيرون رأوا أن هذا خيال واسع من المؤلف، غير أن قراءة التاريخ العثماني تشير إلى أن محمد سليمان عبدالمالك قرأ التفاصيل المجهولة لدى الكثيرين.
فكرة الإعدام في الدولة العثمانية .. دراما تركيا تؤكدها
المتابع لمسلسل قطاع الطرق لن يحكموا العالم سيجد أن الممثل سافاش أوزديمير المؤدي لشخصية تيبي هو الوحيد في رجال المافيا الذي يستخدم أسلوب الخنق، وهي فكرة لها جذور في التاريخ العثماني، إذ أن الخنق هو وسيلة ضمن 4 وسائل تقوم عليها فلسفة الإعدام.
وحتى الدراما التركية المتعلقة بالتاريخ العثماني أشارت إلى استخدام الخيط في الخنق، كمسلسل حريم السلطان بمشهد إعدام نجل سليمان القانوني بحضور والده.
التاريخ وفلسفة الإعدام في الدولة العثمانية .. الوسائل وأوضاعها ؟
مصدرين أشارا إلى فكرة الإعدام في الدولة العثمانية وهما كتاب «صفحات من أسفار المجد المزيف» للدكتور نور الدين أبو لحية؛ وكتاب «الموت والحياة سباق في الدولة العثمانية» للباحث مايك داش.
اقرأ أيضًا
تراثيات ممالك النار
كانت وسائل الإعدام في الدولة العثمانية كبلاطٍ للحكم هم «الخنق وقطع الرأس والخزوقة والإغراق»؛ ولكل وسيلة من الوسائل الأربعة معنى ودلالة.
كان الإعدام بالخنق خاصًا بالأمراء في البلاط العثماني كون أن التقاليد القبلية للقبائل المنغولية التي ينتسب لها العثمانيين تحظر إراقة الدم للأمير عن طريق أمير مثله، وهذا هو تفسير أن أغلب أمراء العثمانيين تم قتلهم خنقًا.
أما قطع الرأس فكان خاصًا بمن يتولى منصب الصدر الأعظم «الوزير الأعظم»، وتقوم تلك الفلسفة على أن الصدر الأعظم هو رأس البلاط في الخارج وقتله يتم بقطع رأسه، ويسجل محمد فريد بك في كتابه «تاريخ الدولة العلية العثمانية» وقائع قتل 22 صدر أعظم؛ كان أولهم جاندارلي زاده خليل باشا في عهد مراد الثاني ونجله الفاتح، أما آخرهم فكان مدحت باشا في عهد السلطان عبدالعزيز الذي مات قبل إعدامه
بينما جاءت فكرة الخزوقة بفلسفة الإعدام في الدولة العثمانية لتكون حكرًا على الجند والعوام، ووثقها أغلب مؤرخي الدولة العثمانية مثل يلماز أوزتونا والرحالة جان دي تيفنو والمؤرخ بن إياس، وتميزت فكرة الخزوقة بدقة غير متناهية، إذ أن المشرف على عملية الخزوقة لهم علم بتشريح جسم الإنسان وبالتالي يمنع وصول الخازوق لمنطقة القلب إذ أنه لو ضُرِب قلبه فهذا يعني راحته، ومن أجل أن يستمر المتهم على الخازوق مدة يتم إعطاءه مخدر الحشيش حتى يعيش ساعات وهو على الخازوق.
آخر وسائل الإعدام في الدولة العثمانية هو الإغراق وتلك طريقة خاصةً بالنساء إذ أن جرائمهم تمثل العار والماء يغسل العار، وأغلب الغارقات كن متورطات في الخيانة السياسية مثل سبرانزا مالخي التي شاركت في ثورة ضد الإنكشارية؛ كذلك كان حال الجارية سيشر بارا زمن السلطان إبراهيم الأول التي تم وضعها في كيسٍ به 6 قطط مع سيشر بارا وإغراقهم جميعًا، وكانت الألم ألمين إذ أن محاولة القطط لإنقاذ نفسها تعني العبث بجسد الجارية داخل الكيس وهي حية قبل أن تغرق مع الهررة.
يا ساتر يا رب
أوسخ ناس العثمانيين