تقرأ في هذا التقرير «تشكيلات جيش المماليك بين التاريخ وممالك النار، سر 6 تشكيلات في جيش المماليك قبل زوالهم، مصير كل تشكيل في نهاية الدولة المملوكية»
كتب | وسيم عفيفي
تعرضت الحلقة السابعة من مسلسل ممالك النار إلى وضع مصر الاقتصادي والعسكري خلال عهد قانصوه الغوري ومدى الانحلال الذي كان به المماليك.
اقرأ أيضًا
تراثيات ممالك النار
واستغرب كثيرون من مسألة وجود مرتزقة داخل جيش المماليك على عكس ما كان البعض يتصوره، لكن تاريخيًا فإن جيش المماليك كان له مقومات بالغة السوء خلال عصر قانصوه.
ماذا يقول التاريخ عن جيش المماليك
كانت تشكيلات جيش المماليك مكونة من 6 عناصر لكل عنصر منها ووضع وقصة وهم «القرانيص » و«الأجلاب» و«الخاصكية» و«عساكر الأمراء» و«أولاد الناس» و«الحلقة»؛ وقد شكل الثلاثي دعائم جيش المماليك وكان بعضهم جزءًا من انهيارها.
التشكيل الأول في جيش المماليك كان جند القرانيص عبارة عن مماليك ضمن الجيش وكانوا من أصحاب الأقدمية، وعلى رتبة أمراء الخمسات (5 ألوية) وبعض منهم مرشحون للإمارة بالولايات؛ وتشير فهارس كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة أنهم كانوا دائمًا محرومين من الإقطاعات السلطانية فكانوا يشاركون في التمرد.
اقرأ أيضًا
حرب المماليك والبرتغاليين «القاهرة تنتصر وسذاجة الغوري تهزمها»
ويؤكد مخطوط بن زنبل أن الغوري شك في ولاء القرانيص نتيجة لتراكمات سياسية في تاريخهم شككته في ولاءهم فلم يعتمد عليهم كثيرًا.
التشكيل الثاني من جيش المماليك كان من الأجلاب، وهم المجلوبين المرتزقة الذين يحاربون من أجل المال وكانت تقدم لهم الإقطاعيات وينفق عليهم السلطان ببذخ، ونشبت الخلافات بين القرانيص والأجلاب خاصة وأن الأجلاب كانوا يمثلوا القوة الضاربة في جيش المماليك.
اقرأ أيضًا
قانصوه الغوري والبندقية «حماقة تاريخية قادت سلطان مصر للموت»
خلال عهد قانصوه الغوري وللظروف المالية لم يشترك الأجلاب في الحرب ضد العثمانيين ويصفهم بن زنبل مع القرانيص في موقعة مرج دابق بقوله «ولم يقاتل أكثر من ألفي فارس، فأما جلبان الغوري فلم يتحركوا من مواضعهم ولم يهزوا رمحًا ولا جبذوا سيفًا، وقد الغوري القرانصة لكونهم أعرف بالحرب من الجلبان، لكن كان قصده أن ينقطع القرانصة ليكفي شرهم فأمر بتقديهم وأخر الجلبان فتغير ثبات القرانصة وقالوا نحن نقاتل بأنفسنا مع النار وأنت واقف تنظر إلينا كالعين الشامتة، فكان العسكر مختلفًا في بعضه مفسود النية».
أما تشكيل الخاصكية في جيش المماليك فهم الجند الخاص بالسلطان الغوري الذي أشرف شخصيًا على تدريبهم وميزهم عن الجميع، وأبلوا بلاءًا حسنًا في المعركة لكن قلة عددهم أنهت الحرب بالهزيمة.
اقرأ أيضًا
قصف جبهات بالأشعار «كيف رد الغوري وسليم الأول على الشاه الصفوي»
أما التشكيل الخامس في جيش المماليك فكانوا عساكر الأمراء وهم جند ولاءه للأمير قائده لا السلطان وبالتالي كانوا يتمنوا موت السلطان لا انتصاره، أما تشكيل أولاد الناس فكانوا من أبناء المماليك بمثابة فرقة احتياطية، ولأنهم من صفوة الناس فلم يتدربوا جيدًا ويصفهم بن زنبل بأنهم لا يعرفوا سوى حجور أمهاتهم.
آخر تلك التشكيلات هم جند الحلقة، كانوا العدد الأكثر في الجيش المملوكي والنسبة الأكبر منهم من العربان، ويوضح المؤرخ بولياك في كتابه الإقطاعية في مصر وسوريا وفلسطين، أن غالبيتهم عملوا في المراسلة ولم يكن لهم علم بالقتال فقُتِل منهم الكثير.