تراثيات نافذتك الأولى على التاريخ
تقرأ في هذا التقرير «حكاية قانصوه الغوري والبندقية كيف بدأت ؟، تاجر سلاح تنبأ بالكارثة قبل وقوعها ؟، آخرون كانوا على نفس الرأي عدا طومان باي»
كتب | وسيم عفيفي
أظهرت الحلقة الخامسة من مسلسل ممالك النار استخدام سليم الأول للبندقية كسابقة تسليحية لم يسبق للدولة العثمانية أن استخدموها، وكان السلاح الآلي فيما بعد أحد عناصر انتصار العثمانيين على قانصوه الغوري في مرج دابق.
قانصوه الغوري والبندقية .. نبؤة تاجر سلاح
قانصوه الغوري والبندقية
عرفت مصر فكرة استخدام البنادق قبل سليم الأول بسنوات وفق ما ينص عليه مخطوط بن زنبل وتاريخ بن إياس، وكان ذلك في عهد السلطان قانصوه الغوري لكن الأخير رفض استخدامها لسبب عجيب ألبسه ثوب الدين.
مخطوط بن زنبل
يروي المخطوط الموجود في دار الكتب المصرية، أن تاجر سلاح مغربي أتى إلى قانصوه الغوري ببندقية وعدد له مزاياها قائلاً «ظهرت في بلاد الروم ويستخدمونها»، فطلب قانصوه الغوري منه أن يعلم مماليكه عليها لكنهم لم يتمكنوا من الجمع بين مهارتهم الفروسية والضرب بالنار فاستاء قانصوه الغوري ورفض استخدامها.
اقرأ أيضًا
تاريخ قنصوة الغوري الحقيقي «حكم مصر 15 سنة بـ 3 وجوه»
ساق قانصوه الغوري مبررًا لرفض استخدام البندقية وهو أن استخدام البندقية يعني التشبه بغير المسلمين وهذا مخالف للإسلام فقد اعتاد المماليك على المبارزة والكر والفر كما في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لكن مبرر الغوري الخفي أن استخدام السلاح من على ظهر الحصان كان يعيق مهارة المماليك بالفروسية.
اقرأ أيضًا
المنجمون في العصر المملوكي «قصة الغوري وعراف حرف السين حقيقية»
تعجب تاجر السلاح من موقف قانصوه الغوري ورجع خائب الرجاء ثم قال «من عاش فلينظر إلى هذا الملك وهو يُؤْخَذ بهذه البندقية»؛ ويبدو أن مبرر الغوري كان مشهورًا عند قادة المماليك إذ أن كرتباي رفض استخدامها لأنها دليل على الغدر لا البطولة.
رسمة لـ طومان باي قبل إعدامه
طومان باي وحده كان من المقتنعين بأهمية هذا السلاح واهتم به وكان ضمن عتاد جيشه لولا خيانة أحد قادة جيشه الذي دل العثمانيين على مكانه.
