تقرأ في هذا التقرير «تاريخ حرب المماليك والبرتغاليين من البداية حتى النهاية، 3 معارك وخيانة الصفويين واضحة، سذاجة الغوري»
كتب | وسيم عفيفي
تطرقت الحلقة الخامسة من مسلسل ممالك النار إلى الصراع المملوكي البرتغالي بعدما ساهم اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح عام 1488 جنوب غرب دولة جنوب أفريقيا؛ والذي أثر بشكلٍ سيء على اقتصاد الإمبراطورية المملوكية.
مناوشات المسلمين والبرتغاليين بعد اكتشاف رأس الرجاء
شن البرتغاليين حرب قرصنة على المسلمين بدأت سنة 1504 بتدمير 17 سفينة في ميناء بانان الهندي، وعلى الصعيد المصري سُرِقَت سفينة تابعة للمماليك خلال عودتها من الهند ويذكر فرانسيس إي بيترز أن حادث سرقة السفينة المصرية جعل قانصوه الغوري يرسل إلى البابا أنه إن لم ينتهي البرتغاليين عن أفعالهم المسلمين فسوف يأتي هو بجيشه لإحلال الخراب داخل الاماكن المقدسة المسيحية في الشام.
جاء وفد من فينيسا إلى قانصوه الغوري برئاسة فرانشيسكو تيلدي وانتهى اللقاء على أن يقوم المماليك بمنع الملاحة البرتغالية والاتصال بأمراء الهند لمقاطعة الملاحة والتجارة البرتغالية فقام البرتغاليين بحصار البحر الأحمر وسرقة سفن المسلمين.
تاريخ حرب المماليك والبرتغاليين
بدأ قانصوه الغوري في تجهيز أسطول وخاض معركتين أولهما عرفت باسم معركة شول وكان قائد أسطول المماليك هو الأمير حسين الكردي بعدما تحالف طومان باي مع سلطان الكجرات الهندي المسلم ونجحوا في هزيمة أسطول لورينكو دي ألميدا عام 1808 م.
بعد معركة شول بعام واحد وقعت معركة ديو والتي نجح البرتغاليين فيها في القضاء على أسطول المماليك نظرًا لاختلاف موازين القوى بين الجانبين.
سببت هزيمة المماليك في ديو للاتصال مع العثمانيين وبدأ التعاون بينهما عام 1514 م بقيادة سلمان ريس العثماني وقاد 2000 مقاتل من بلاد الشام وتحالف مع السلطان قانصوه في السويس وتم إنشاء دفاعات للمدفعية أيضا في جدة و الإسكندرية.
كانت سذاجة الغوري هذه المرة أنه تشجع لفكرة التحالف مع العثمانيين إذ كلفه هذا التحالف بدفع 400 ألف دينار لبناء أسطول كان قادر على سحق المماليك، غير أن أغلب هذا المبلغ كان في خزينة الجيش العثماني الذي كان يقاتل الصفويين ثم قاتل المماليك وتم قتل الغوري في مرج دابق سنة 1516 م؛ سقطت مصر في يد سليم الأول عام 1517 م ودخل العثمانيون في حرب مع البرتغاليين لم تكن في نهايتها لصالح سليم الأول.
وضع الصفويين
في مرحلة حرب المماليك والبرتغاليين كان إسماعيل الصفوي مؤسس دولة الصفويين الشيعية في بلاد فارس على تحالف سياسي مع قانصوه الغوري والبرتغاليين في آنٍ واحد، وتشير وثيقة خطاب بين الصفوي أفونسو دلبوكيرك مترجمة إلى الإنجليزية، أن خطة وضعها الصفوي بهدف شغل قانصوه الغوري سياسيًا مع العثمانيين ليتمكن أفونسو دلبوكيرك من التوغلِ في البحر الأحمر والاستيلاء على جدة ثم الوصول للسويس.
أراد الصفوي إخراج قانصوه للتوصل إلى حل بين الصفويين والعثمانيين، وفي نفس الوقت حرض الشاه الصفوي البرتغاليين على الحرب ضد المماليك والعثمانيين فخرج السلطان قانصوه الغوري وهو غير مستعد حتى قُتِل ثم تمكن سليم الأول من إزاحة المماليك بعد هزيمة الصفويين لكنه لم يتمكن من إلحاق الهزيمة بالبرتغاليين.