تقرأ في هذا التقرير «معنى صور تتر مسلسل ممالك النار عبر 135 ثانية، استلهامات تاريخية هذه معانيها في 15 صورة، الأرواح ختام التتر»
كتب | وسيم عفيفي
حمل تتر مسلسل ممالك النار البالغ مدته 130 ثانية مالا يقل عن 15 صورة مصممة بالجرافيك للتعبير عن فترة الصراع المملوكي العثماني، ولم تكن الموسيقى ملحمية بقدر ما اتسمت بالهدوء القلق ذا الصراعات واعتمد التأثير البصري على عنصري السواد والنار مع الضباب.
اقرأ أيضًا
تراثيات ممالك النار
ورغم انتقادات وجهها البعض للتتر أن له تشابه مع تتر Game of Thrones لكن صور تتر مسلسل الممالك النار حملت معاني تاريخية؛ بداية من تصميم اسم المسلسل الذي يشير إلى رمز الدولة العثمانية مشتعلاً بالنيران
ضباب البحر .. رمزية غدر ما بعد السقوط
في فك شفرات صور تتر مسلسل ممالك النار نجد أن الصورة الأولى تشير إلى البحر المتوسط حيث حدود مصر المملوكية مع قصر الحكم في تركيا، ويشير الضباب في حقيقته التاريخية إلى ضباب البحر الذي رسم جزءًا من تاريخ مصر والعثمانيين بعد سقوط المماليك.
الضباب يدلل تاريخيًا على مدى قتامة غدر سياسة القصر العثماني، فبعد سقوط مصر أخرج سليم الأول حملة بحرية عام 1517 م لحرب البرتغاليين، وحين دخل العثمانيين عدن للتزود بعد اتفاق مع حاكمها نهبوا البلدة وأسقطوها مما جعل بقية الإمارات الإسلامية تستنفر ضد العثمانيين فتركوهم فريسة سهلة للبرتغاليين الذي هزموهم.
الباب العالي ومنارات الكنيسة
جاءت ثاني صور تتر مسلسل ممالك النار لترمز إلى قصر «طوب قابي» الذي تأسس على مكان عالي يطل على نهر البسفور وصار مقر حكم الدولة العثمانية مدة 400 سنة من العام 1465 حتى 1856 وعُرِف لدى الولايات باسم الباب العالي.
اقرأ أيضًا
تراثيات ممالك النار
وأبرز ما يميز تلك الصورة عدد المنارات وفي حقيقتها هي كنيسة آيا ايرين والتي تحولت إلى جبه خانة لحفظ العتاد الحربي وفي نهاية تلك الجبخانة حراسة الحريم، وقد نفعت الجبه خانة تسليح الدولة العثمانية جنبًا إلى جنب مع صراعات حريم القصر السياسية.
قبة آلتي .. العقل المدبر للسياسة العثمانية
تجيء قبة آلتي لتكون هي الصورة الثالثة من صور تتر مسلسل ممالك النار وقبة آلتي التي معناها القبة الذهبية ترمز إلى قبة قاعة الديوان الكبير، مقر انعقاد الاجتماعات الهامة في الإمبراطورية العثمانية بين السلطان ووزراءه.
العروش المنهارة تحت القبة
الصورة الرابعة من صور تتر مسلسل ممالك النار تشير إلى ما تحت قبة الحكم حيث عرشين بوضعية تنافسية مائلة، في إشارة إلى صراع قيام سليم الأول بقتل أخويه في صراعه على السلطة معهم؛ وقد بلغ عدد قتلى السلاطين والأمراء على يد بعضهم إلى 60 أميرًا عثمانيًا من الأقارب كالإخوة والأبناء؛ حيث تم إعدام 16 من منفذي انقلابات داخلية، بالإضافة إلى 7 آخرين بتهمة موالاة الثورة على السلطان، بينما أُعْدِم 37 أميرًا تنفيذًا لمبدأ المصلحة حسب زعم القانون العثماني الذي وضعه محمد الفاتح مؤسس القصر.
علم الدولة المملوكية والأهلة السوداء
تجيء الصورة الخامسة من صور تتر مسلسل ممالك النار لترمز إلى العلم المملوكي وهو لونه أصفر ذهبي ويطرز فيه ألقاب السلطان؛ أما الأهلة السوداء التي به فهي ترمز إلى الخلافة العباسية حيث كان علمها اللون الأسود.
اقرأ أيضًا
أخطاء مسلسل ممالك النار في الحلقة الأولى والصحيح منها
وقد أعاد الظاهر بيبرس المملوكي الخلافة العباسية من مصر عقب هزيمة المغول، بعد أن أنهى التتار وجودها في العراق، وصار الخليفة موجودًا كمنصب شرفي أما السلطان فهو مملوكي.
مبخرة النار
حملت الصورة السادسة من صور تتر مسلسل ممالك النار مبخرة عليها رماد ناري، وتدلل المبخرة إلى العصر المملوكي بينما جاء الرماد ليطفئ بخورها ويصير عثمانيًا، وتمثل المبخرة أوج تعبير عن سقوط المماليك حيث أن جذور النهاية بدأت عندما قتل طومان باي المشهور عنه حبه للبخور كما ينص على ذلك بن إياس في تاريخه.
العلم العثماني واختفاء الهلال الأسود
ظهر علم الدولة العثمانية قبل سقوط مصر في أيدي سليم الأول كسابع صور تتر مسلسل ممالك النار ليختفي العلم المملوكي الأصفر ويضمحل هلال العباسيين الأسود؛ في إشارة إلى حقيقة رغبة سليم الأول في جعل نفسه خليفة.
اقرأ أيضًا
ملحوظات مسلسل ممالك النار الحلقة الثانية «ميزتان وخطأ فني وحيد»
حيث نجح سليم الأول في اعتقال آخر خلفاء العباسيين بالقاهرة الذي كان يملك ولا يحكم، وتم نفيه إلى إسطنبول وأعلن نفسه خليفة وهو لقب يحمل مهابية روحية ومادية؛ غير أن علماء الأزهر دخول في صراع فكري ضد سليم الأول حيث أن من شروط الخلافة أن يكون الخليفة قريشًا، وقام الأزهريون بالدخول في مقاومة مسلحة ضد سليم الأول مع طومان باي ومثل الأزهريين فيها مشايخ المذاهب الأربعة كمال الدين الطويل الشافعي، ويحيى الدميري المالكي، وأحمد الفتوحي الحنبلي، وحسام الدين بن الشحنة الحنفي، وتلامذتهم وقد قُتِل الكثيرون منهم.
اقرأ أيضًا
حقيقة صراع سليم الأول وأخويه وأبيه وأبناءه بعيدًا عن ممالك النار
تراجع سليم الأول عن أخذ لقب الخليفة للمعارضة الفقهية بمصر الأزهر والآستانة ولم يذكر أيٍ من مؤرخي عصر سليم الأول المؤيدين له لقب خليفة على رأسهم ابن أبي السرور البكري المؤرخ المصري الذي أيد الدولة العثمانية قبل دخولها مصر في كتابه «التحفة البهية في تملك آل عثمان الديار المصرية».
الإنكشارية كلمة سر النصر
الصور الثامنة والتاسعة والعاشرة من صور تتر مسلسل ممالك النار، مثلت الحرب المملوكية العثمانية حيث مقاتلي المماليك والإنكشارية نخبة الجيش العثماني واللاعب الأساسي في انتصاراتهم ودعم سلاطينهم.
اقرأ أيضًا
تاريخ قنصوة الغوري الحقيقي «حكم مصر 15 سنة بـ 3 وجوه»
وعاث الإنكشارية في مصر فسادًا وقتلاً خلال السنوات الأولى من حكم العثمانيين حتى صاروا فيما بعد خناجر بظهر العثمانيين أنفسهم حتى انتهوا عام 1826م على يد محمد الثاني الذي قتل منهم 6 آلاف شخص حاولوا الانقلاب عليه.
خوذة ودرع .. رمز طومان
في الصورتين الـ 11 و 12 من صور تتر مسلسل ممالك النار جاء الدرع والخوذة كرمزٍ لطومان باي خلال قتاله ضد العثمانيين في الريدانية، وقد رمز الدرع إلى عملية المقاومة التي قام بها طومان باي بعد هزيمته في الريدانية.
حصان طومان باي المسروق بخيانة صاحبه
جاءت الصورة الثالثة عشر من صور تتر مسلسل ممالك النار لترمز إلى حصان طومان باي إشارة إلى سقوط فارسه وسرقة جواده من الخائن.
اقرأ أيضًا
طومان باي وحسن بن مرعي «شيخ العربان يخون رغم القسم وهذه نهايته»
تاريخيًا فإن طومان باي تمت خيانته حسن بن مرعي وابن أخيه شُكْر حيث قام الأخير بتسليمه إلى العثمانيين وسرق حصانه، وبقي حيًا 3 سنوات إلى أن قتله إينال طراباي كاشف الغربية واستيقظت القاهرة على مشهد دخول حصان طومان باي يحمل رأس حسن بن مرعي وابن أخيه شكر وتم تعليق رأسيهما على باب النصر وسط فرحة عمت أرجاء مصر.
مشنقة طومان باي
جاءت الصورة الرابعة عشر من صور تتر مسلسل ممالك النار لترمز إلى المشنقة التي شُنِق عليها طومان باي عند باب زويلة.
الأرواح ختام التتر
أظهرت الصورة الخامسة عشر والأخيرة من صور تتر مسلسل ممالك النار منظرًا لمنشآت القاهرة وشوارعها وترتفع منها الأجساد، وتشير الأجساد إلى أرواح مذبحة الـ 4 أيام حيث قُتِل آلاف المصريين داخل شوارع القاهرة في أول 4 أيام من دخول سليم الأول إلى مصر بعد نهب وسلب تعرضت لها البيوت وأبواب القاهرة مع مساجدها.