الرئيسية » شائعات تاريخية » حقيقة صراع سليم الأول وأخويه وأبيه وأبناءه بعيدًا عن ممالك النار
صراع سليم الأول وأخويه وأبيه - ممالك النار
صراع سليم الأول وأخويه وأبيه - ممالك النار

حقيقة صراع سليم الأول وأخويه وأبيه وأبناءه بعيدًا عن ممالك النار

تقرأ في هذا التقرير «تفاصيل صراع سليم الأول وأخويه وأبيه وأبناءه، ممالك النار الحلقة 3 في ميزان التاريخ، ما هي حكاية سليم الأول مع زوجتيه، أولاد سليم الأول ما تفاصيلهم، الصراع بين الإخوة»

كتب | وسيم عفيفي

تسببت الحلقة الثالثة من مسلسل ممالك النار في جدلٍ واسعٍ عبر مواقع التواصل الإجتماعي خاصةً في حسابات محبي الدولة العثمانية، إذ اتهموا العمل بتزوير سيرة سليم الأول وأسرته من خلال مشاهده مع زوجته حول نجليهما الصغيرين المرضى، فضلا عن علاقته مع إخوته.

اقرأ أيضًا 
طومان باي وحسن بن مرعي «شيخ العربان يخون رغم القسم وهذه نهايته»

ولأن مسلسل ممالك النار الحلقة الثالثة تعرض لهجومٍ تاريخي، قمنا في تراثيات بالتعرض إلى تلك الجدليات وتحديدها وتفنيدها وشرح كل شيءٍ على حداه.

ممالك النار الحلقة 3 .. سليم وزوجتيه

مسلسل ممالك النار الحلقة الثالثة

مسلسل ممالك النار الحلقة الثالثة

الخطأ الذي وقع به مسلسل ممالك النار في مسألة سليم الأول وزوجتيه هو خطأ فني وليس تاريخي حين ظهر الممثل الطفل معتز هشام وهو يتزوج في نفس مرحلته العمرية التي ظهر بها في الحلقة الأولى دون تغيير شكلي؛ حيث أن سليم الأول تزوج مرتين أولهما في العام 1494 أي كان عمره 24 عامًا.

سليم الأول وزوجتيه في مسلسل ممالك النار الحلقة الثالثة

سليم الأول وزوجتيه في مسلسل ممالك النار الحلقة الثالثة

تاريخيًا فإن مسلسل ممالك النار لم يخطئ في مسألة أن سليم الأول تزوج مرتين، لكنه باللغة الدارجة «وقع في اللخبطة» بين الزوجتين، لأن سليم الأول تاريخيًا تزوج مرتين وزوجتيه حملتا نفس الإسم، وزوجته الأولى هي عائشة حفصة سلطان التي تزوجها عام 1494 م وأنجبت له 3 بنات و 4 أبناء منهم سليمان القانوني؛ أما زوجته الثانية فهي عائشة منلي جيراي الأول وقد تزوجها سنة 1511 وأنجبت له ولدين و 3 بنات.

ممالك النار الحلقة 3 .. سليم الأول ومصير أبناءه

رسم سليم الأول على طابع فرنسي

رسم سليم الأول على طابع فرنسي

أنجب سليم الأول من زوجتيه 6 ذكور و6 بنات «زوجته الأولى عائشة حفصة سلطان أنجبت له 4 ذكور هم سليمان، أورخان، موسى، كوركوت، و 3 بنات هن خديجة وشاه وفاطمة»؛ أما «زوجته الثانية عائشة منلي جيراي الأول، أنجبت له ولدين هما أويس باشا وصالح، و3 بنات هن حفيظة وهانم وقمر شاه».

سليمان القانوني

سليمان القانوني

كافة المصادر في التاريخ العثماني تشير إلى أن جميع أولاد سليم الأول الذكور ماتوا صغارًا، إلا اثنين فقط هما أويس بن عائشة منلي جيراي وسليمان ابن عائشة حفصة سلطان؛ أما سليمان فقد تولى حكم الدولة العثمانية بعد أبيه سليم الأول؛ بينما أويس فقد حكم عليه السلطان سليم الأول أن يتم نفيه إلى خارج بلاد الإمبراطورية العثمانية وبقي في النفي حتى الموت، ولم تشير المصادر إلى سبب قرار سليم الأول بنفي ابنه.

بعيدًا عن ممالك النار الحلقة 3 .. ماذا فعل سليم مع والده وإخوته

سليم الأول - بايزيد الثاني - قتال الإخوة

سليم الأول – بايزيد الثاني – قتال الإخوة

المصادر التاريخية التي تناولت صراع سليم الأول وأخويه وأبيه

تعتبر قصة سليم الأول مع أبيه بايزيد الثاني وأخويه أحمد وقورقود إغريقية رومانية ببصمة عثمانية حيث كانت مأساةً أسرية سطرتها الدماء على صفحات الحروب، وقد رصدتها مراجع شتى في التاريخ العثماني وصل عددها إلى 6 كتب من المراجع الموالية للإمبراطورية العثمانية، وهي «تاريخ الدولة العلية العثمانية لـ محمد فريد، وكتاب الإمبراطورية العثمانية لـ سعيد أحمد برجاوي، و الإمبراطورية العثمانية المجهولة لـ أحمد آق كوندز وسعيد أوزتوك، وكتاب يافوز سلطان سليم للمؤرخ يلماز أزتونا، وكتاب التاريخ العثماني المصور الصادر عن وزارة الثقافة التركية، ومحاضرات المؤرخ التركي قدير مصر أوغلو المعروف بعشقه للدولة العثمانية».

صراع سليم الأول مع أبيه 

سليم الأول - بايزيد الثاني

سليم الأول – بايزيد الثاني

المأساة بدأت حين أصدر بايزيد الثاني قرارًا بتعيين حفيده سليمان بن سليم الأول واليًا على بلدة كافا إحدى بلاد القرم مما أثار غضب سليم الأول فطلب من والده بايزيد اختياره ليكون مسئولاً عن إحدى ولايات الدولة العثمانية في أوروبا، لكن الأب رفض طلب ابنه سليم وأبقاه واليًا على طرابزون.

سليم الأول

سليم الأول

كان أحمد بن بايزيد الثاني من الذين يخشون تنامي قوة شقيقه سليم وكان لتوه خارج من انتصار قاده ضد تحالف بين التركمان والصفويين، فتحرك أحمد بجيشه إلى القسطنطينية للقيام باستعراض عسكري يوصل من خلاله رسالة إلى سليم أنه الأقوى.

بايزيد الثاني

بايزيد الثاني

أدرك سليم الأول رسالة أخيه فنفذ فتنة داخلية في مدينة تراقيا أعلن من خلالها عصيانه لوالده بايزيد الثاني، وتشير الدكتورة كارولين فينكل المتخصصة في التاريخ العثماني بجامعة اسطنبول في كتابها «حلم آل عثمان»؛ أن سليم الأول أخرج سجناء التتار وضمهم إلى جيشه لإعلان التمرد العسكري على والده، فاضطر بايزيد إلى إرسال جيش لحرب ولده سليم الأول، لكنه تراجع عن قراره بالحرب وعينه واليًا على إمارتي سمندريه وفيدن بصريبا، كما أعلن منع دخول ابنه أحمد إلى عاصمة الدولة العثمانية خوفًا من قتال الإخوة.

خوذة بايزيد الثاني

خوذة بايزيد الثاني

انضم قورقود إلى الصراع فعين نفسه واليًا على بلدة صروخان القريبة من القسطنطينية وبعد فترة قرر بايزيد الثاني جعل ابنه أحمد سلطانًا بعد رحيله، مما أثار ثائرة سليم الأول وجهز جيشًا لمقاومة هذا القرار، فرد بايزيد بجيش مكون من 40 ألف مقاتل ونجح الأب في هزيمة ابنه سليم ثم جرد فصيلاً من جيشه إلى صروخان لتأديب قرقود، وقرر بايزيد الثاني تعيين ابنه أحمد سلطانًا للدولة العثمانية.

قبة مسجد بايزيد الثاني حيث دفن

قبة مسجد بايزيد الثاني حيث دفن

رغم أن أحمد يستمد قوته من أبيه إذ أنه الأكبر سنًا لكنه كان الأضعف في مواجهة سليم الأول، لسببين أولهما قوة الصلة بين أحمد والصفويين أعداء الدولة العثمانية، وثانيهما أن جنود الإنكشارية مع سليم الأول فطلب قادة الإنكشارية من بايزيد الثاني العفو عن ابنه سليم وإرساله واليًا على سمندريه فاستجاب لهم، لينفذوا بعدها انقلابًا أبيضًا مع سليم الأول ضد أبيه وينجحوا في إجبار بايزيد الثاني على التنحي ويموت في الطريق من عاصمته إلى بلدة ديموتيقا اليونانية.

صورة نادرة لمسجد بايزيد الثاني حيث مقر دفنه

صورة نادرة لمسجد بايزيد الثاني حيث مقر دفنه

اتهم بعض المؤرخين سليم الأول بتسميم أبيه، لكن هذا غير ثابتٍ تاريخيًا بدليل ما أورده المؤرخين «شفيق حجا ومنير البعلبكي، وبهيج عثمان» في كتابهم المصور في التاريخ الجزء السادس صفحة 129 نفوا هذه القصة واستدلوا برسالة أرسلها أحمد إلى سلطان المماليك أخبره فيها أن بايزيد مات موتة طبيعية.

صراع سليم الأول وأخويه بعد أبيهم كيف انتهى ؟

رسمة قتل أحمد شقيق سليم الأول

رسمة قتل أحمد شقيق سليم الأول

صراع الإخوة أحمد وقورقود سليم تم حسمه لصالح الأخير، حيث قام أحمد بتنصيب نفسه واليًا على أنقرة وتنصيب ابنه علاء الدين واليًا على بورصة، فجرد سليم الأول جيشًا لقتال أخيه هناك لكن أحمد تمكن من الهرب بمساعدة الوزير مصطفى باشا فقام سليم الأول بقتله مع 5 من أبناء أخيه أحمد في مدينة بورصة حتى التقى الشقيقين بمدينة يكي شهر وتمكن سليم الأول من قتل أخيه في الرابع والعشرين من شهر إبريل لعام 1513 م، بالتوازي مع حملة عسكرية قادها بنفسه إلى بلدة صروخان حيث عاصمة حكم أخيه قرقود والذي هرب إلى الجبال فتمكن منه سليم الأول وقتله مثلما قتل أخيه أحمد وأبناءه الخمسة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*