طومان باي وحسن بن مرعي «شيخ العربان يخون رغم القسم وهذه نهايته»

تقرأ في هذا التقرير «حكاية طومان باي وحسن بن مرعي التاريخية، كيف بدأت صلة طومان وحسن، ما هي تفاصيل الخيانة، كيف انتهى حسن بن مرعي»

كتب | وسيم عفيفي

جسد الممثل محمد جمعة شخصية حسن بن مرعي شيخ عربان البحيرة في مسلسل ممالك النار حيث بدأ ظهوره خلال أحداث الحلقة الثالثة.

اقرأ أيضًا
أخطاء مسلسل ممالك النار في الحلقة الأولى والصحيح منها

اعتقد كثيرون أن مشهد طومان باي وحسن بن مرعي في ممالك النار من وحي خيال المؤلف، لكن الكاتب محمد سليمان عبدالمالك لجأ إلى حبكة فنية في ثنائي طومان وحسن تلك العلاقة التي بدأ يومًا إلى أعلى قمة وانتهت على بابي زويلة والنصر بعد أن وصلت لأسفل قمة.

اقرأ أيضًا
ملحوظات مسلسل ممالك النار الحلقة الثانية «ميزتان وخطأ فني وحيد»

تشبه قصة طومان باي وحسن بن مرعي المأساة الإغريقية في نهايتها، فقد بدأت بالتعارف عبر جَمَيلٍ جمع الفارس بشيخ العربان وانتهى بخيانة الأخير له رغم قسمه على المصحف 7 مرات.

قصة طومان باي وحسن بن مرعي الحقيقية

على عكس ما يتصوره الكثيرين فإن هزيمة طومان باي على يد سليم الأول لم تكن سهلة ولا سريعة، كذلك فإن نهاية طومان باي لم تكن خلال معركة الريدانية فهو هُزِم فيها لكنه شن حملة مقاومة أرهقت العثمانيين، «وسيأتي تفصيل ذلك في موضوع آخر»؛ وبالتالي فإن الوصول إلى طومان باي ما كان ليحدث لولا وجود عنصر خائن داخل حلقة معارفه الضيقة.

بدأت قصة طومان باي وحسن بن مرعي حين سُجِن الأخير بأمرٍ من قنصوة الغوري نتيجة أعمال السلب التي قام بها عربان البحيرة، لكن طومان باي نجح بعد فترة وجيزة في إخراج حسن بن مرعي من سجنه ونشأت بينهما صلة وصداقة؛ ويبدو التحليل لذلك أن طومان باي ما كان ليرغب في فتح جبهة على قنصوة الغوري من العربان.

انقضى عصر قنصوة الغوري وجاء طومان باي بدلاً منه وكان سليم الأول على مشارف مصر المحروسة والذي دخلها في اجتياح دموي شهير ـ سيتم تفصيله في حينه ـ؛ لكن لم يستسلم طومان باي وفضل المقاومة على الاستسلام.

قاوم طومان باي في مواقع متعددة بعد معركة الريدانية فواجه عساكر سليم الأول في القاهرة والجيزة ثم قرر تغيير خط سيره فاتجه إلى تروجة التابعة لإقليم الغربية آن ذاك وهي حاليًا تتبع مركز أبو المطامير في محافظة البحيرة.

يصف بن إياسٍ في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور الجزء الخامس صفحة 174 و 175، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1984 م؛ علاقة طومان باي وحسن بن مرعي بأن شيخ العربان هو من أعز أصحاب طومان باي وله عليه غاية الفضل والمساعدات من أيام السلطان الغوري، وأقام عنه بما عليه من المال.

بدأت نهاية طومان باي حين اتجه إلى قرية تروجة في الغربية ولاقاه حسن بن مرعي وابن أخيه شكر في منطقة تسمى البوطة، ونزل طومان باي عند حسن بن مرعي على سبيل الضيافة، وأحضر طومان باي مصحفًا وطلب من حسن بن مرعي وابن أخيه شكر أن يحلفان على كتاب الله 7 مراتٍ أن لا يخوناه ولا يغدرانه ولا يدلسان عليه.

لكن حسن بن مرعي خان طومان باي مع ابن أخيه شكر وسرب للعثمانيين خبر طومان وسهل عملية التسلل إليه والقبض عليه، وأخذ حسن بن مرعي حصان طومان باي فيما تم اقتياد الأخير إلى القاهرة وهناك جرت عملية إعدامه على باب زويلة.

نهاية حسن بن مرعي

بقي حسن بن مرعي حيًا بعد خيانته لطومان باي مدة 3 سنوات، إلى أن تمكن منه إينال طراباي كاشف الغربية، الذي كان يبحث عنه ثأرًا لطومان باي، ونفذ حيلة حين استدعى حسن وابن أخيه شُكْر لحفلٍ عنده وقدم لهما الخمر في بيت له بمنطقة سنهور مركز دمنهور في البحيرة، ولما استبد السُكْر منهما دخل المماليك الجراكسة وقطعوا رأسيهما، وبعضهم شربوا من دماءهما وآخرين جزلوا لحومها بالسيف.

واستيقظت القاهرة على مشهد دخول حصان طومان باي يحمل رأس حسن بن مرعي وابن أخيه شكر وتم تعليق رأسيهما على باب النصر وسط فرحة عمت أرجاء مصر.