تقرأ في هذا التقرير « الشيخ عبدالحليم محمود في المولد النبوي ، زيارة للجيش المصري تفتح تساؤل حول التدخين، رأي الشيخ عبدالحليم محمود في التدخين وحكاياته»
كتب | وسيم عفيفي
في الثامن من مايو لعام 1971 م الموافق 12 ربيع الأول لعام 1391 م، أجرى الشيخ عبدالحليم محمود وقت أن كان يشغل منصب وزير الأوقاف وشئون الأزهر، زيارة إلى مقر القوات البحرية واستقبله قائدها آن ذاك اللواء محمود فهمي.
جاءت زيارة الشيخ عبدالحليم محمود في المولد النبوي لمقر القوات البحرية في إطار سياسة رفع الروح المعنوية لها بعد إنجازات حرب الاستنزاف واستعدادًا لمعركة النصر، وخلال جلسته مع اللواء محمود عبدالرحمن فهمي ناوله الأخير علبة سجائر عارضًا عليه التدخين.
الشيخ عبدالحليم محمود والتدخين
لم يكن الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر من المدخنين لكن عرض اللواء محمود عبدالرحمن فهمي السجائر عليه، نابع من قيام بعض المشايخ بالتدخين مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي والقارئ كامل يوسف البهتيمي أيضًا.
لكن للشيخ عبدالحليم محمود حكايات وفتاوى في مسألة التدخين، فقد هاجم التدخين دون أن يذكر حكمه حيث قال «بعض الناس تَحتَمِل صحته، ويحتمل جسمُه التدخين ولا تُضِرُّه السجائر كثُرت أو قَلَّت، ولا يُلحِق به التدخين ضرَرًا من حيث نفقتُه ولا نفقة مَن يَعُول، وفي هذه الحالة يكون حكم التدخين أنه مكروه؛ لأنه إنفاق المال فيما لا يُفيد، وإنفاق المال فيما لا يفيد ليس من عمل المُتَّزِنين رؤيةً وتفكيرًا وعقلًا؛ ومن أجل ذلك يُعْتَبَر التدخين في هذه الحالة مكروهًا فقط، أي أنه ليس بحرام؛ أما إذا انعكس الأمر وأضرَّ التدخين بالصحة فإنه يكون حرامًا وشربه يكون إثمًا ومعصية وإذا أضر التدخين بمَن يَعُولُهم شارب الدخان، وذلك كما لو كان في حالة ضنْك في معيشته، وكان محتاجًا إلى المال في إنفاق على أسرته من أجل مسكنها أو ملبسها أو مأكلها أو من أجل علاج مريض في الأسرة فإن التدخين في هذه الحالة يكون ـ أيضًاـ حرامًا وكفى بالمرء إثمًا أن يهمل مَن يَقُوت بإنفاق المال فيما لا يُجدِي».
الشيخ عبدالحليم محمود وحكاياته مع التدخين
رغم موقف الشيخ عبدالحليم محمود من التدخين لكن كان بعض أفراد عائلته يدخنون مثل شقيقه الشيخ محمد المهدي محمود ونجله الدكتور منيع عبدالحليم محمود.
اقرأ أيضًا
إذاعة القرآن الكريم يوم 6 أكتوبر 73 «قصة تلاوة ضمن خطة الخداع»
يذكر الشيخ الصوفي محمد ياسر القضماني نقلاً عن القارئ عبدالسلام حبوس «مقرئ جامع الصالح أبو خليل»، أن الشيخ محمد المهدي محمود شقيق شيخ الأزهر السابق عبدالحليم محمود كان مدخناً فرأى مرة في الرؤيا أن النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الشيخ الصالح محمد أبو الصالح محمد أبو خليل شيخ الطريقة الخليلية، وأنه سلم على الجميع عدا مدخناً أبى أن يسلم عليه، فتأثر الشيخ محمد المهدي وصار شديداً في أمر الدخان، وألف أكثر من رسالة في تحريم التدخين.
اقرأ أيضًا
إعلانات زمان | دخن “كريفن” وحافظ على صحتك !
حكاية أخرى يذكرها الشيخ عاشور محمود عاشور في جريدة عقيدتي يقول فيها «كنت أدخن السجائر لكن في عدم وجود الشيخ عبدالحليم محمود ولم يعرف بذلك إلا عندما دخل المكتب ذات يوم فشم رائحتها وسأل: من يدخن السجائر؟ فقالوا له: محمود .. وحينما كنا في باكستان سألني: إيه أخبار السجائر هنا؟ هل ستشتري؟ وأعطاني لأشتري خرطوشة لابنه د. منيع رحمه الله .. فقلت له: وهل تعرف أنه يدخن؟ وهل تشتريها له؟ فأجابني : نعم».