تقرأ في هذا التقرير «ثأر الجيش المصري في المولد النبوي له صلة بمعركة بدر؟، نتذكر المآسي ولا نذكر المباهج .. الأزمة في التوثيق، تفاصيل عملية الثأر ثم مبادرة روجرز»
كتب | وسيم عفيفي
وقعت الذاكرة المصرية الشعبية في آفة تاريخية حول تاريخ الجيش المصري حيث اتسمت بتذكر الكوارث دون استكمال فصول الصراع المصري الإسرائيلي ويدلل على ذلك ما جرى في سنوات حرب الاستنزاف التي بدأت بعد النكسة وانتهت بمبادرة روجرز التي ألزمت الطرفين وقف إطلاق النار.
قبل ثأر الجيش المصري في المولد النبوي .. ماذا جرى ؟
في العام 1970 م شنت إسرائيل غارتين ضد مدنيين في عُمْق مصر كانت أولهما يوم 12 فبراير على مصنع أبو زعبل واستشهد 70 عاملاً وأصيب 69 آخرين، أما الثانية فكانت 8 إبريل على مدرسة بحر البقر في محافظة الشرقية واستشهد 30 طفلاً وأصيب 50 آخرين.
كانت عمليتا مصنع أبو زعبل ومدرسة بحر البقر لهما دلالتين إحداهما أن هذا ضرب للعمق والثاني مدى تطور سلاح الجو الإسرائيلي بالدعم الأمريكي، فكان لازمًا أن يتم الرد لكن يجب في البداية أن يتم نوع من التعبة المعنوية وكان للأزهر دور مباشر في ذلك.
3 قطع من أرض غزوة بدر برعاية أزهرية
كان الفريق محمد فوزي «وزير الحربية» على تنسيق الشيخ محمد الفحام «شيخ الأزهر» حيث زار الأخير قوات الجبهة 3 مرات بين العام 1969 و1970 م.
ألقى الشيخ محمد الفحام خطبة أمام قادة وأفراد الجيش المصري قبل المولد النبوي بيوم وبالتحديد في 17 مايو خطبة قال فيها «يا جنود الحق على خط النار، تحية الظفر والنصر نبعثها إليكم في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، والتاريخ يسجل لكم من الأمجاد ما سجله لأسلافكم مما عزت به الحرية وسادت به الكرامة وانتصر به الإسلام، فسيروا على هذا الدرب وأنتم مؤمنون بالله واثقون بنصر».
كان مع الشيخ الفحام، الدكتور عبدالعزيز كامل وزير الأوقاف والذي سلم الفريق فوزي 3 قطع أحجار من أرض معركة بدر التي جرت في رمضان بين المسلمين وكفار قريش، وقد أخذها من عالم الجيولوجيا المصري درويش الفار مكتشف منجم فحم المغارة بسيناء والذي رافق بعثة الحج وأخذ قطع من أرض معركة بدر وسلمها إليه.
ثأر الجيش المصري في المولد النبوي
في 18 مايو من العام 1970 الموافق 12 ربيع الأول عام 1390 هجري، تصدت الطائرات المقاتلة المصرية لطيران العدو الإسرائيلي الذي حاول الإغارة على القطاعين الأوسط والجنوبي من الجبهة واستمرت المطاردة حتى الضفة الشرقية دون خسائر، مع تغطية من المدفعية المصرية.
في هذا اليوم قررت القوات المصرية أن تغير من طريقة تعاملها من الدفاع إلى الهجوم فقامت قوة مصرية من 90 جنديًا بعبور قناة السويس وتدمير طابور مدرع إسرائيلي جهة منطقة الشلوفة، ونجحت القوات المصرية في تدمير دبابتين وعربتين نصف جنزير في معركة استمرت حتى فجر اليوم التالي أسفرت عن قتل 20 جنديًا إسرائيليًا واستشهاد مصري واحد وإصابة 6 آخرين.
وردًا على تلك العملية حاولت القوات الإسرائيلية قصف بعض المواقع المصرية لكن تصدت لها قوات المدفعية المصرية وأسقطت 6 طائرات كما ذكرت إسرائيل ومصر، فيما تمكنت قوات البحرية المصرية من إنقاذ طاقم مدمرة.
اعترفت البنتاجون بخسائر إسرائيل عبر بيان نشرته وكالة أسوشييتد بريس الأمريكية وأدت معركة الجيش المصري في المولد النبوي بعد شهر إلى بدء مفاوضات مبادرة روجرز في 5 يونيو 1970 عن طريق وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز لإيقاف النيران لمدة 90 يوم بين مصر وإسرائيل وأن يدخل الطرفان في مفاوضات جديدة لتنفيذ القرار 242 وبدأ سريانها من 8 أغسطس 1970 حتى 4 فبراير 1971 م.