الرئيسية » حكايات فنية » البابا شنودة في الفن «قنبلة مشاكل صنعها حسن يوسف فهل يفككها ماجد الكدواني»
البابا شنودة في الفن

البابا شنودة في الفن «قنبلة مشاكل صنعها حسن يوسف فهل يفككها ماجد الكدواني»

تقرأ في هذا التقرير « البابا شنودة في الفن .. وجدي غنيم يشعل الفكرة، حسن يوسف ينفعل فيقرر، الكنيسة تواجه ثم تختلف، نهاية الفكرة مع ماجد الكدواني»

كتب | وسيم عفيفي

أنهى الدكتور ماهر أسعد كتابة تقريره الطبي عن وفاة البابا شنودة الثالث يوم السبت 17 مارس 2012 م وأعلن الأنبا بيشوي سكرتير البطرك خبر الوفاة، وما هي إلا ساعات حتى خرج التكفيري وجدي غنيم في فيديو هاجم فيه البابا شنودة.

اقرأ أيضًا 
«قبل البابا شنودة» شخصيات قبطية مثلها ماجد الكدواني للكنيسة

شُيَّع جثمان البابا شنودة في 20 مارس 2012 إلى مقره الأخير في دير الأنبا بيشوي، ومع وتيرة استنكار فيديو وجدي غنيم خرج الفنان حسن يوسف في اليوم التالي للدفن وأعلن أنه سيجسد شخصية البابا شنودة في عمل درامي.

حسن يوسف يعلن قصة البابا شنودة في الفن

حسن يوسف - البابا شنودة

حسن يوسف – البابا شنودة

بعد موجة غضب من فيديو وجدي غنيم وعقب دفن البابا بيوم واحد، أعلن الفنان حسن يوسف في تصريح لجريدة روز اليوسف أنه أجرى اتصالاً بأحد الكتاب ليبدأ في تحضير مسلسل عن البابا شنودة منذ نشأته حتى وفاته، تقديرًا لمواقفه إزاء مصر وشعبها.

اقرأ أيضًا
البابا شنودة في السينما «حكاية فيلم كتب قصته»

وكشف حسن يوسف عن إعجابه بشخصية البابا شنودة حين حدثه عنه الشيخ الشعراوي ووصفه بأنه رجل شاعر خفيف الظل وكثير الوطنية، مؤكدًا أنه خلال أيام قليلة سيرتدي الزي الكنسي ويمسك الصليب ويقوم بعمل الماكياج اللازم لتقمص شخصية البابا شنودة.

البابا تواضروس الثاني - البابا شنودة

البابا تواضروس الثاني – البابا شنودة

كانت الكنيسة القبطية مشغولةً بمسألة اختيار البابا الجديد فلم تصدر بيانًا مما دفع حسن يوسف بإجراء تواصل مع الإعلامي وائل الإبراشي عام 2013 وأعلن عن استعداده لتقديم شخصية البابا شنودة، وشجع صمت الكنيسة القبطية التي كانت تلملم جراحها في أعمال العنف التي شهدتها مصر في 2013 م، الفنان حسن يوسف لتكرار ما قاله عام 2016 م، لكن كان للكنيسة المصرية رد فعل غير متوقع جعل حسن يوسف ينفي ما أعلنه عن تحضيره للمسلسل.

الكنيسة القبطية ترفض فكرة البابا شنودة في الفن

حسن يوسف - ماجد الكدواني - البابا شنودة

حسن يوسف – ماجد الكدواني – البابا شنودة

في يوم 29 فبراير عام 2016 م أصدر المجلس الملي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانًا تحذيريًا لكافة جهات الانتاج في مصر باللجوء إلى القضاء في حال تجسيد شخصية البابا شنودة في الفن تحت أي ظرف.

اقرأ أيضًا
تاريخ الألحان القبطية .. أنقذها الأزهر وطورها هشام نزيه

واعتبر المجلس الملي أن تاريخ البابا شنودة ملك للكنيسة القبطية وهي الجهة صاحبة الحق في الإشراف وإعطاء الموافقة على أي نص فني يتناول سيرة البابا شنودة الثالث سواءًا كان العمل سينمائيًا أو دراميًا أو مسرحيًا وحتى وثائقيًا.
وعلى الرغم من إعلان حسن يوسف أن الكنيسة ستشرف على العمل منذ الكتابة حتى التصوير، لكن المجلس الملي طالب بالتريث مؤكدًا أن الكنيسة لن تحرم الشعب من أعمال فنية تتناول قصة حياة البابا شنودة.

البابا شنودة في الفن .. الكنيسة تفشل وتنجح بتواضع

البابا شنودة الثالث

البابا شنودة الثالث

بعد عامٍ واحدٍ من وفاة البابا شنودة وبالتزامن مع إعلان حسن يوسف تجسيد شخصية البابا، أنتج دير الأنبا بيشوي فيلم «الراعي» عن حياة البابا شنودة منذ مولده حتى تعيينه أسقفًا للتعليم عام 1962 م، وجسد شخصيته الممثل القبطي أيمن أمير الذي سبق وأن مثل شخصية ملاك مدينة الخدام بفيلم حدث في تلك الليلة الذي كتب البابا شنودة قصته.

أفيش فيلم الراعي

أفيش فيلم الراعي

وفي 3 مارس عام 2013 م حضر البابا تواضروس الثاني فعاليات عرض فيلم الراعي على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية في العباسية لكن العمل لقي فشلاً ذريعًا، فالإنتاج كان متواضعًا كذلك القصة كانت محدودة في مدتها الزمنية إذ أن سيرة البابا شنودة تبلغ 89 سنة ومن المستحيل أن تتم في فيلم مدته ساعتين.

أفيش فيلم المزار

أفيش فيلم المزار

أغضب فيلم الراعي عددًا كبيرًا من الأقباط بعد فشله، فلجأ دير الأنبا بيشوي إلى تكرار تجربة أخرى لكن هذه المرة وثائقيًا فتم إنتاج فيلم المزار الذي أذيع على قناة CTV في 16 مارس عام 2016 م، ولقي الفيلم نجاحًا نسبيًا من الناحية الفنية لكنه فشل توثيقيًا إذ اكتفى باستضافة عدد من أصدقاء وتلامذة البابا ولم يضف جديدًا فيما يعرف الكثيرين عن البابا، وحتى المحتويات الوثائقية التي استعان بها الفيلم كانت متواضعة وبعضها مستنسخ من وثائقي قناة الجزيرة عام 2010 م، عن البابا بعنوان «البابا شنودة رحلة مؤسسة ومسيرة بطرك».

أعاد دير الأنبا بيشوي تجربة البابا شنودة في الفن بعد فشلٍ سينمائي ووثائقي لكن عن طريق الدراما بمسلسل بابا العرب الذي كان من المفترض أن يقوم ببطولته ماجد الكدواني إلى أن أصدر موقع من دير الأنبا بيشوي بيانًا أفاد فيها أن مشروع المسلسل توقف لأسباب إنتاجية وظروف خاصة لم يعلن عنها الدير.

لماذا مسلسل عن البابا أفضل من فيلم ؟

ماجد الكدواني - البابا شنودة

ماجد الكدواني – البابا شنودة

هناك 3 أسباب وراء فشل أي فيلم والأفضل تناول المسيرة دراميًا.

أول هذه الأسباب طول مدة حياة البابا شنودة حيث أنها تبلغ 89 سنة مقسمة على 4 مراحل تاريخية «31 سنة ما قبل الرهبنة، و8 سنوات رهبنة، و 9 سنوات كأسقف للتعليم، و41 عامًا في الباباوية»؛ وكل مرحلة فيها شديدة الدراماتيكية ومن ثم يستحيل على فيلم أن ينجح في التوثيق.

ثاني هذه الأسباب هو ضعف الإنتاج، وهو ما تفاداه المسلسل الذي رصدت ميزانية له تتجاوز الـ 50 مليون جنيه، حيث أن البابا شنودة عاصر العهد الملكي و60 سنة من العهد الجمهوري، وهذا التاريخ لابد أن يُصْرَف ماديًا عليه.

أما ثالث أسباب فشل فكرة تحويل حياة البابا شنودة إلى فيلم فهو الخصوصية الكنسية، حيث أن العمل يستهدف الأقباط فقط وهذا خطأ كارثي حيث أن البابا شنودة وإن كان رمزًا مسيحيًا لكنه شخصية تاريخية كان لها تأثير قوي في تاريخ مصر المعاصر؛ وعليه فإن عرض المسلسل على قنوات غير مسيحية يبسط الخصوصية لأنه سيكون للجميع.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*