إشارة لحق أدبي | صور منزل نيازي مصطفى المنشورة في هذا التقرير على موقع تراثيات، التقطتها عدسة الزميلة صابرين عبدالحكيم لأحد المواقع الإخبارية التي كان يعمل بها كاتب تراثيات وتمت إضافة تفاصيل غير منقولة من ذلك الموقع.
تقرأ في هذا التقرير «عنوان منزل نيازي مصطفى وتفاصيل مقتله، الجريمة من واقع التحقيقات الرسمية، أصابع الاتهام تشير والنهاية ضد مجهول»
كتب | وسيم عفيفي
سكن في شارع مراد 3 فنانين بأماكن متفرقة منه لكن الأخير منهم كانت نهايته أشبه بالمأساة، أولهم كان كمال الشناوي الذي استقر في العقار رقم 56 وثانيهم كانت شادية التي استوطنت في العقار رقم 49، وآخرهم كان المخرج نيازي مصطفى الذي عاش في 1 شارع قرة بن شريك متفرع من شارع مراد، لكنه اختلف عن شادية وكمال الشناوي بأنه مات في محل إقامته مقتولاً.
منزل نيازي مصطفى .. العنوان والمأساة
في ظهيرة يوم 20 أكتوبر من العام 1986 م وداخل غرفة نومه بشقة رقم 12 بعقار 1 شارع قرة بن شريك المتفرع من شارع مراد، عُثِر على المخرج نيازي مصطفى مخنوقًا ومطروح على الأرض بين الدولاب والسلاير، مكبل اليدين بكرافته وعلى فمه فوطة ومفرش الوسادة حول رقبته.
أول من اكتشف الجريمة في مساء اليوم التالي كان محمد عبدالله «طباخ نيازي مصطفى» الموظف في وزارة الزراعة، وكان يتجه للشقة دائمًا من باب المطبخ طيلة 18 سنة هي فترة عمله كطباخ له.
أفاد الطباخ أن آخر مرة رأى فيها نيازي مصطفى كان في الثامنة مساء 19 أكتوبر، ومواعيده عمله من العام 1968 م هي الثامنة صباحًا والثانية عشر ظهر والسادسة مساءًا، وكان يدخل من باب الخدامين، وفي يوم اكتشاف الجريمة اتجه للشقة صباحًا فوجد باب المطبخ مغلقًا فراح لباب الشقة ورن الجرس دون رد فظن أن المخرج نائم فاتجه إلى عمله الحكومي وعاد له بعد الظهر كان باب المطبخ مغلقًا، فدق على جرس الباب ولم يتلقى ردًا فقرر الذهاب إلى منيل الروضة ليأخذ نسخة من الحاجة زينب شقيقة القتيل، فأعطته ثم اتجه إلى هناك وفتح الباب ليجد سجادة الصالون غير منضبطة فهرول لغرفة النوم ليجد المخرج قتيلاً.
أما بواب العمارة فكان طه سيد أحمد والذي أفاد أنه أنهى عمله في تمام الساعة التاسعة والنصف وأغلق باب العقار واتجه لمنزله لكي ينام، وقبل أن يذهب كان سيارة نيازي مصطفى موجودة.
الخيط الوحيد لكشف لغز الجريمة كانا طرفين زادا من غموض القضية، أولهما البصمة المجهولة لسيدة داخل الشقة، وثانيهما علاقاته النسائية التي أشار لها الطباخ وكانت الممثلة منى إسماعيل صاحبة اهتمام جهات التحقيق الأبرز.
الممثلة منى إسماعيل ومذكرات داخل منزل نيازي مصطفى
مسيرة فنية خاطفة للممثلة منى إسماعيل وغالبية أعمالها كانت من إخراج نيازي مصطفى وهي «وحوش المينا (الجزء الثاني من فيلم رصيف نمرة 5)، فتوة الناس الغلابة، الدباح»؛ لكن اتجه اهتمام جهات التحقيق إلى الممثلة منى إسماعيل، لأن نيازي مصطفى في مذكراته كتب أنه أحبها وفكر في إسناد البطولة لها وتزوجها عرفيًا وداخل أوراقه المالية عُثِر على شيك بمبلغٍ لها كان ينتوي إهداءه لها، لكنه تعرض لوجعٍ منها حيث أنها كانت تعامله كأب نظرًا لفرق السن بالإضافة إلى أنها تزوجت من أحد رجال الأعمال.
قبل مقتل نيازي مصطفى قررت الممثلة الشابة اعتزال الفن بعد زواجها، وغادرت إلى الممكة العربية السعودية لأداء العمرة، وحين استدعتها جهات التحقيق لسؤالها أقسم عليها زوجها بالطلاق أن لا تذهب إلى هناك بصفة الضبط والاحضار وتأتي جهات التحقيق لها بالمنزل وهو ما تم من اللواء إسحاق محمود العشماوي «مدير المباحث الجنائية».
تعرضت منى إسماعيل إلى لعنة شارعي مراد وقرة بن شريك بسبب منزل نيازي مصطفى الذي احتوى على مذكراته التي أفادت بحبه لها وزواجه منها، وهي ما نفته الممثلة حيث أكدت أنها لا علم لها بهذه المذكرات، وكذلك زوجها الذي أفاد أنها «بنت بنوت».
اقرأ أيضًا
«مدينة نصر والإخوان» نذير شؤم روى لعنة الجغرافيا على تاريخ الجماعة
استجوبت جهات التحقيق مالا يقل عن 100 شخص من عائلة نيازي مصطفى والعاملين معه في الوسط الفني من كومبارس وإداريين وممثلين مثل فاروق الفيشاوي وطارق النهري وسمية الألفي الذين عملوا معه بآخر أفلامه فيلم القرداتي، كما تم استجواب طباخه ومصممة ملابس أفلامه السيدة بهجة والتي تغسل ملابسه.
تعقدت القضية أكثر وأكثر فالمخرج نيازي مصطفى المعروف عنه الثراء لم يُقْتَل بدافع السرقة لأنه لا يحتفظ بأموالٍ في منزله، وأمواله المودعة في البنوك لم يُسْحَب منها إلا 150 جنيه إلا عن طريق الجاني عليه، ومسألة أن يدخل الجاني من باب العمارة والشقة لا يعني إلا أنه احتفظ بنسخة من مفاتيح نيازي مصطفى نفسه، الحس الأمني يقضي بأن الجريمة وقعت بدافع الانتقام لكن لا يوجد دليل وبالتالي قيدت القضية ضد مجهول.