تقرأ في هذا التقرير «تاريخ معسكر فيلم الممر الحقيقي وحكاياته، بطولة يوسف عفيفي الذي أسقطه، النقطة الحصينة الآن وزيارة الإسرائليين لها ؟»
حين كفر بني إسرائيل بالله بعد عبورهم البحر الأحمر وعبادتهم عجل السامري ذا الخوار كان حكم الله عليه أن يذهب ويقول لا مساس، وهو نفس المصير الذي لقي معسكر إسرائيل في عيون موسى فقد كان يسميه أهل السويس «معسكر مدافع أبو جاموس» لأن صوت مدافع مدفع هاوتزر يشبه صوت البقر؛ وبعد عبور الجيش المصري للقناة لم تمس إسرائيل أي انتصار خلال أيام أكتوبر الأولى وقرروا مغادرة النقطة الحصينة مهزومين.
تاريخ معسكر فيلم الممر الحقيقي
على أرض معركة تاريخية حقيقية تم تصوير معسكر إسرائيل في فيلم الممر ليذكر الكيان الصهيوني بواقعة كانت ولا زالت حتى الآن تبكيهم حين يزورون هذا الموقع.
اقرأ أيضًا
معنى العربي الطيب هو العربي الميت «مقولة تاريخية غير خيالية»
قال الممثل إياد نصار على لسان شخصية ديفيد إليعاذر عن معسكر فيلم الممر «هذه الدشم اختراع إسرائيلي، كل ما انضربت تقوى أكثر»؛ وهذا الوصف حقيقي حيث أن الحصى الموضوع على الدشم مصمم بطريقة تجعل القذائف التي تضربه تزيد من قوتها لأنها تجعل قضبان السكة الحديدية تنصهر مختلطة بالحصى فتكون كتلة كبيرة صلبة يصعب تحطيمها.
كان معسكر فيلم الممر الحقيقي هو نقطة لإسرائيل تبتعد عن السويس 17 كيلو وتقع بالقرب من منطقة عيون موسى، ومكون من 6 دشم وتم بناءه من الحجارة وقضبان السكك الحديد التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي من محطة القطارات بين مصر وفلسطين عبر سيناء.
كل دشمة في معسكر فيلم الممر الحقيقي تم تصميمها لتتحمل قنبلة وزنها ألف رطل، وكانت مدافع إسرائيل في النقطة الحصينة تخرج من تحت الأرض لتطلق قذائفها بعيدة المدى لنحو 30 كيلومتراً، تصيب أهدافها بدقة داخل سيناء وخارجها.
بقي معسكر فيلم الممر الحقيقي على نفس الهيئة التي أسسه الإسرائليين عليها دون أن يتأثر بعوامل التعرية وذلك لأنه مدهون بالفولاذ والكروم، وهو ما يحميها من الصدأ والتآكل وعوامل التعرية.
كيف سقط معسكر فيلم الممر الحقيقي في حرب أكتوبر
كان المعسكر مجهولاً بالنسبة للقيادة المصري فساعد البدو بمعلوماتهم التجسسية في كشف تفاصيل هذا الموقع للسيطرة عليه وهو ما تم في حرب أكتوبر حين تقدمت قوات قطاع الجيش الثالث على عمق 8 إلى 11 كيلو مترا شرق القناة ونجحت الفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفي في احتلال مواقع العدو الإسرائيلي المحصنة على الضفة الشرقية التي يتمركز فيها ستة مدافع 155 مم.
ظل الموقع عصيًا على القوات المصرية حتى قام «عليان أبوعودة» أحد أبناء قبائل سيناء باقتراح مهاجمة النقطة من الخلف لتوفير عنصر المفاجأة، ودلّه على الطريق الخلفى عبر ممر رملى غير مرئى للعدو، وبالفعل تم الوصول للنقطة والسيطرة عليها.
معسكر فيلم الممر الحقيقي الآن
تحولت النقطة الحصينة في عيون موسى إلى مزار سياحي يحتوي على مدافع الدشم ومكتب القائد ونسخة من التوارة التي كان يقرأ منها فضلاً عن بعض المعدات العسكرية الإسرائيلية، ويزوره المصريون والإسرائليون حتى الآن ويبكي فيه مواطني تل أبيب حسرة على سقوطه.