تقرأ في هذا التقرير «ضياع الجيش في 67 كيف عبر عنه فيلم الممر، التاريخ بعيدًا عن السيناريو، خطأ عبدالناصر الأشنع في تاريخه»
كتب | وسيم عفيفي
عبر فيلم الممر عن أخطاء القيادة السياسية والعسكرية التي ساهمت في ضياع الجيش عام 1967 م، من خلال 4 مشاهد منذ بداية الفيلم.
كان المشهد الأول بين الضابط محمود وقائده حيث قال الأخير له «ونبهنا لا حد سمع ولا حد فهم»؛ أما المشهد الثاني فكان بين الضابط نور وقائده الذي قال له «التغييرات والترقيات اللي بتحصل في الجيش الهدف منها الاستعداد للحرب».
وجاء المشهد الثالث مباشرًا في الحوار الذي تم بين ضابط الصاعقة نور والجندي هلال الذي تصدى لطائرات العدو بلا ساتر حتى يوصل لهم رسالة بشجاعة المصري فقال له نور «دي عشوائية، ودا اللي ضيع الجيش في 67 الزمن دا خلاص انتهى».
أما المشهد الرابع والأخير بين نور وضابط الصاعقة البحرية رمزي عابد الذي استغرب من التدريبات في ظل نقص الإمكانيات مما جعل نور يقول له «لما قعدنا نقول شعارات وقعدنا نغني بالدم بالدم حصل اللي حصل، لكن لما نعرف إيه اللي ناقصنا هنشتغل ومن غير شعارات فارغة».
خطأ جمال عبدالناصر الذي ضيع الجيش في 67
تتفق مذكرات العسكريين الموالين للرئيس جمال عبدالناصر وحتى المعارضين له على شيء واحد وهو أن تجربة ناصر كان ينقصها الظهر العسكري، ورغم وجود جيش في التجربة الناصرية كان عيبها الاعتماد على أهل الثقة لا أهل الكفاءة، حيث عين عبدالناصر صديقه عبدالحكيم عامر تفاديًا للانقلاب عليه فكان الجيش لناصر بقيادة عامر فوقعت أخطاء في العدوان الثلاثي ثم حلت الكارثة الماحقة في 67.
كيف تم التغيير داخل الجيش في 67
بعد عودة عبدالناصر إلى السلطة عقب تنحيه وقعت مظاهرة عسكرية أمام منزله في منشية البكري من سريتي الشرطة العسكرية هاتفةً ضده ومطالبة برجوع المشير بعد قرار عبدالناصر بتعيين الفريق فوزي.
أقال جمال عبدالناصر كل من سليمان عزت قائد القوات البحرية، ومحمد صدقي محمود قائد القوات الجوية ومحمد أحمد حليم إمام وهلال عبدالله هلال مساعدي نائب القائد الأعلى، وجمال عفيفي نائب قائد القوات الجوية، وعبدالمحسن كامل مرتجي قائد الجبهة الشرقية والقوات البرية، والفريق أنور القاضي رئيس عمليات القوات المسلحة.
اقرأ أيضًا
صلاة الجنازة على الشهداء في فيلم الممر «حُكْم الدين برأي السبكي»
وأقيل بعد النكسة أيضًا اللواء عبدالرحمن فهمي واللواء عبدالحليم عبدالعال واللواء عثمان نصار واللواء حمزة البسيوني واللواء إسماعيل لبيب والعقيد جلال هريدي واللواء محمد فؤاد علوي، بالإضافة إلى إقالة مالا يقل عن 30 ضابطًا آخرين.
تم تغيير قيادات الجيش من الأعلى فتم تعيين الفريق محمد فوزي قائدًا عامًا والفريق عبدالمنعم رياض رئيسًا للأركان وأمين هويدي وزيرًا للحربية، ومدكور أبو العز قائدًا للقوات الجوية، وفواد ذكري للقوات البحرية، ومحمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي، وأحمد إسماعيل علي رئيسًا للعمليات.
كان جمال عبدالناصر جادًا في قراراته فمثلاً حين وقع اختراق عسكري لمنطقة الزعفرانة وسرقة رادار مصري قرر ناصر إقالة المشير أحمد إسماعيل علي، كذلك حين استشهد عبدالمنعم رياض زادت آلام عبدالناصر في السكر لخسارة قيادة هامة، وكانت هذه التغييرات كلها عاملاً أساسيًا في إعادة بناء القوات المسلحة وخوض حرب الاستنزاف ووضع خطة العبور واستعادة سيناء.
بناءًا على هذه التغييرات خسرت إسرائيل في حرب الاستنزاف التي أطلقت عليها تل أبيب اسم حرب الـ 1000 يوم 1500 ضابط وعسكري و3 آلاف جريح و30 طائرة و4 سفن إنزال ومدمرة واحدة وسفينتين تجاريتين؛ ليبقى السؤال «ماذا لو قام الجيش على قيادات الكفاءة لا الثقة منذ حدوث ثورة يوليو ؟».