أخطاء فيلم الممر «بعيدًا عن الهبد والتصيد السياسي من أجل الهوى»

تقرأ في هذا التقرير «تفاصيل أخطاء فيلم الممر والنظرة له، التاريخ له رأي آخرين في 4 مشهد، خلافات واختلافات بمجهر الفن، للأهواء رأي آخر»

كتب | وسيم عفيفي

بات استقبال السوشيال ميديا لعرض فيلم الممر متباينًا، فالمعارضون وبعض أصحاب التذوق الفني قابلوا الفيلم بموجةٍ من التسخيف والانتقادات (سنفصلها في ختام التقرير)؛ بينما الغالبية احتفت بالفيلم بطريقة تفسر حالة الجوع للأعمال الحربية العسكرية في ظل أفلام هابطة، لكن ما رأي التاريخ في فيلم الممر ؟.

قاعدة بُنيت عليها كل شيء

قبل أن يعرض فيلم الممر على السينما وقع في خطأ كارثي بشأن الدعاية الإعلامية، حيث سُوَّق له أنه فيلم لبطولات الشهيد إبراهيم الرفاعي، رغم أن صناع الفيلم لم يلمحوا لذلك من البداية ولم يردوا على المواقع الإخبارية بعد العرض السينمائي والتلفزيوني وبالتالي كان هذا عاملاً أساسيًا في الخلط بين الخيال والتاريخ.

عيب آخر وقع فيه صناع فيلم الممر وهو عدم الاستعانة بمؤرخين عسكريين عارفين بتاريخ الفترة بين 1967 و 1970 والاكتفاء بالخبراء العسكريين، فالخبراء أعطوهم مسائل المصطلحات العسكرية للجيوش، لكن عدم الاستعانة بالمؤرخين أوقعهم في ثوابت متعلقة بتاريخ القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف.

أخطاء فيلم الممر التاريخية والعسكرية

باستثناء مشهد السنترال الذي هو صحيح جاءت أخطاء فيلم الممر في 3 مشاهد، فمشهد الهجوم على المعسكر منافي للتاريخ حيث أنه طبقًا لتاريخ المؤرخين 73 عن توثيق بطولات قوات الصاعقة، فلم يتم الهجوم على أي معسكر إسرائيلي وإنما هجمات على نقطة لسان التمساح ونقطة لسان بور توفيق ونقطة التبة المسحورة، بينما كانت العمليات المتبقية كمائن ورص ألغام.

اقرأ أيضًا 
معسكر فيلم الممر الحقيقي «أسقطه عفيفي ويزوره الإسرائيليين للبكاء»

الخطأ الثاني من أخطاء فيلم الممر متعلق بكافة مشاهد الأسرى المصريين، فالأسرى إما تم قتلهم أو احتجازهم في معسكرات داخل إسرائيل وليس في داخل سيناء، وتخلو كافة المراجع من أي إشارة حول محاولة تحرير الأسرى، وأول عملية هبوط لطائرة هليكوبتر داخل سيناء كانت من أجل رص الألغام عبر أفراد مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعي.

الخطأ الثالث من أخطاء فيلم الممر بدأ من ظهور دبابة M60 وسط الدبابات المصرية، وهذه الدبابة لم تدخل ضمن عتاد الجيش إلا بعد عام 1979 م.

وخلال مشهد الانسحاب ظهر الخطأ الرابع حين ضرب الضابط نور سائقها من بندقية EKM ومداها 350 وهو الذي لم يظهر في فيلم؛ كذلك فإن اختراق الطلقة لجسد الطيار كان مختلفًا عن اختراقها للزجاج.

أما الخطأ الخامس من نفس الفيلم كان بمشهد فتح النار من مدفع ZU2-23 على الطائرة الطائرة الميراج احتوى على الخطأ حيث أن المدفع لهم فردين ولا يمكن لفرد مقاتل أن يوجه المدفع ويضرب به.

أما مشهد معرفة الكتيبة بخبر العملية فكان به الخطأ السادس حيث أن خُوَز كيفلار بدأ استخدامها في الثمانينيات، بينما طائرة ميل مل 8 التي نزلوا بها في سيناء كانت الخطأ السابع حيث دخل هذا النوع من الطائرات في الخدمة المصرية في السبعينيات وكانت مصر خلال النكسة والاستنزاف تمتلك طائرات ميل مي 4 وميل مي 6.

أما الخطأ الثامن من أخطاء فيلم الممر فكان داخل المعسكر الإسرائيلي حيث أن دبابات ام ٦٠ ايه ٣ استخدمتها إسرائيل في السبعينيات وكانت تستخدم خلال الستينيات دبابات سينتوريان و ام ٤٨ و ام ٦٠ ايه ١.

أما تاسع أخطاء فيلم الممر فكان عبر وضعية الضابط هلال على الجبهة حيث أن اتجاه أداة القنص كانت في اتجاه غير فوهة الطلقة.

بينما جاء عاشر أخطاء فيلم الممر من خلال مشهد أحمد رزق الذي نشر خبر تحرير الأسرى وظهر متناولاً كوب شاي بينما مانشيت الجريدة يشير إلى أنه في شهر رمضان.

انتقادات فيلم الممر اللامنطقية

كانت انتقادات أخرى واجهت فيلم الممر لها أبعاد سياسية أبرزها مشهد السنترال حيث رأوا أن فيه إسقاط سياسي وشبهوا الفيلم بما جرى عبر فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي، لكن هناك مشهد السنترال كان حقيقيًا بالإضافة إلى أن شخصية محمد في الرصاصة لا تزال في جيبي غير شخصية نور بفيلم الممر، فالأخير عليه ضغوط بسبب التنمر منه وبالتالي كان طبيعيًا أن يحدث غضبه.

اقرأ أيضًا
أحمد رزق في فيلم الممر وجمال الغيطاني «رسائل بتاريخ مراسل حربي»

ودور الضابط شريف منير الذي فُهِم منه أنه تهديد للناس فهذا النقد غير منطقي، لأن تاريخيًا كان هذا سيحدث بدليل أن هناك بعض المصريين تم إلقاء القبض عليهم بسبب السخرية أبرزهم أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام.

اقرأ أيضًا
صلاة الجنازة على الشهداء في فيلم الممر «حُكْم الدين برأي السبكي»

وفي حال اعتبار أن الفيلم موجه فتلك خصلة لا تعيب الفيلم حيث أن هذا عُرْف سائد، فتركيا تشرف على مسلسل قيامة أرطغرل والعهد على سبيل المثال وإيران دعمت صناعة مسلسل المختار الثقفي، والعجيب أن الأفلام التي يبدي الغالبية إعجابهم بها كانت مدعومةً أيضًا من القوات المسلحة.