تقرأ في هذا التقرير «حكم صلاة الجنازة على الشهداء في فيلم الممر ، اختلافات العلماء حول الصلاة على الشهيد، رأي مشايخ السبكية في المسألة»
كتب | وسيم عفيفي
أثار مشهد صلاة الجنازة على الشهداء في فيلم الممر جدلاً واستغربًا بشأن علاقة هذا التمثيل بأحكام الجنائز الواردة في تراث الفقه الإسلامي، حيث أن المشهور عدم أداء صلاة الجنازة على الشهداء أو تغسيلهم أو حتى تكفينهم.
آراء المذاهب الأربعة حول حكم صلاة الجنازة على الشهداء
في مسألة حكم صلاة الجنازة على الشهداء نجد أن هناك من قال بالوجوب والاستحباب وهم الأحناف وقول لدى الحنابلة حيث يروا جواز الصلاة على الشهيد عملاً بالحديث الذي رواه عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر يوم أحد بحمزة فسجي ببردة ، ثم صلى عليه فكبر تسع تكبيرات ثم أُتي بالقتلى يصفون ، ويصلي عليهم وعليه معهم.
اقرأ أيضًا
جواسيس إسرائيل من أسرى 67 «الحقيقة أبشع مما في فيلم الممر»
كما استدل من حكم بوجوب الصلاة على الشهيد أو استحبابها بالحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر أنه قال أن رسول الله صلى عليه وسلم خرج يومًا فصلى عن أهل أُحُد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر؛ كما تم الاستدلال بما روى بن عباس وبن الزبير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على شهداء أحد، وكان يؤتى بتسعة تسعة ، وحمزة عاشرهم، فيصلي عليهم.
اقرأ أيضًا
عزيزة الرعاشة وروحية معدمكش «التاريخ المجهول لملاهي مصر 67»
ورأى آخرون عند المالكية وجمهور الحنابلة بكراهة الصلاة على الشهيد أما الشافعية فرأوا أنها محرمة ودليل من حكم بالحرمة والكراهة ما جاء في صحيح البخاري عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر في قتلى أُحد بدفنهم، ولم يغسلوا ولم يصلَّ عليهم.
صلاة الجنازة على الشهداء في فيلم الممر .. ماذا يرى السبكي ؟
بعد النكسة بعام واحد رحل الشيخ أمين محمود محمد خطاب السبكي بعد أن انتهى من تنقيح كتاب والده مؤسس الجمعية الشرعية «إرشاد الخلق إلى الدين الحق»، وظل تنقيح الشيخ أمين هو الأفضل على مستوى تاريخ طبعات الكتاب البالغ عدد أجزاءه ثمانية.
خلال الجزء الثامن من الكتاب تم شرح آراء المذاهب الأربعة ـ السالف عرضها ـ حول مسألة حكم صلاة الجنازة على الشهداء، وعليها قال بن القيم أن الإمام بالخَيَار إن شاء صلى وإن شاء لم يصل.
اقرأ أيضًا
وقائع التنمر من ضباط الجيش بعد 67 «فيلم الممر يُجَمَّل البشاعة»
في شرح الشيخ أمين محمود محمد خطاب السبكي نجد أنه قال «الراجح القول بوجوب الصلاة على الشهيد لأن أحاديث الصلاة قد شد من عضدها كونها مثبتة والإثبات مقدم على النفي، وبالتالي فلا يتم التشدد على الناس في هذا الأمر وذلك لأن الخلاف معتبر، فإن أحبوا الصلاة على الشهيد فليفعلوا فلا بأس بذلك.