تقرأ في هذا التقرير «شخصية عزيزة الرعاشة وروحية معدمكش بفيلم الممر، الملاهي الليلية في الستينيات، الذكرى السنوية للنكسة بمانشيت وكاريكاتير»
جاءت المشاهد الثلاثة للشقيقتين عزيزة الرعاشة وروحية معدمكش في فيلم الممر بشكل يبدو أنه نشاز في البناء الدرامي للأحداث والذي لا يستند إلى أحداث تاريخية حقيقية باستثناء مشهد السنترال رغم أنه يناقش فترة تاريخية هامة ومبهمة أيضًا عسكريًا واجتماعيًا.
اقرأ أيضًا
أحمد رزق في فيلم الممر وجمال الغيطاني «رسائل بتاريخ مراسل حربي»
بمقدمة ضحلة رقيعة جاء وصف عزيزة الرعاشة وروحية معدمكش بتشبيهات متعددة من صبيهما «النفاسة والصاروخ، الريح والنسيم، الأدب وقلة الأدب، عجائب الدنيا التامنة والتاسعة»، ثم جاءت أغنيتهما الأكثر رقاعة ليجلسا مع الصحفي من أجل صفقة.
الحقيقة المخجلة دائمًا
جسدت الفنانة نوال سمير شخصية عزيزة الرعاشة فيما أدت الممثلة الشابة زينب منصور شخصية روحية معدمكش وظهرتا أمام الصحفي واستعرضتا تاريخ والدتهما الراقصة إحسان، وبصرف النظر عن الشكل الذي ظهر به الصحفي أمام عزيزة الرعاشة وهي تتكلم عن التعبير المجازي في تشبيه «الأربع إيدين» لكنها روت تاريخًا عن علاقة الهلس بالثورة والحرب.
جاءت معلومة مغلفة برائحة التاريخ الحقيقي من خلال ديالوج عزيزة الرعاشة وهي تقول عن أمها «المعلمة إحسان كانت دايما تلقنا يا بنات بعد الحرب والثورة الهلس بيكتر والهليسة؛ لإن الناس بتبقى محتاجاه لانها قرفت من الغلب والهم والجد؛ المعلمة كانت خبرة من اللي شافته من هترر (هتلر) لتشارشر (تشرشل) لفاروق لعبدالناصر».
اقرأ أيضًا
جواسيس إسرائيل من أسرى 67 «الحقيقة أبشع مما في فيلم الممر»
يأتي تساؤل تاريخي هل مصر التي عانت من نكسة ساحقة لجيش ونظام وماحقة لأحلام جيل يمكن أن يغوص جزء من شعبها في الملاهي كما أظهر فيلم الممر رغم أن أفلامًا أخرى أشارت بشكل غير مباشر لهذه المسألة مثل ثرثرة فوق النيل على سبيل المثال.
عزيزة الرعاشة وروحية معدمكش .. البقية في الملاهي
نشطت الملاهي الليلة للرقص بعد نكسة 1967 بشكلٍ لافت وفُتِحَت وسائل الإعلام الناصرية لنشر أخبار هذه الملاهي على صفحات الأهرام في صفحة الخدمات وأين تسهر هذه الليلة.
كان غالبية من في الملاهي مطربون شعبيون مثل محمود شكوكو ومحمد العزبي ذلك المطرب الذي دخل التمثيل قبل النكسة بـ 5 سنوات وذاع صيته عقب 5 يونيو بأشهرٍ من خلال فيلم غرام في الكرنك وربما كان من المستفيدين لهذه الأخبار إذ كُتِب اسمه بجانب محمد طه وسعاد مكاوي.
لكن انتشر جيل جديد من الراقصات غير المعلومات في الملاهي واهتمت جريدة الأهرام على سبيل المثال بنشر أخبار سهراتهن بعناوين الملاهي اللاتي تعمل بهن مثل الراقصة مطرب سانجام ولولا محمد وعبير فخري ووفاء وزيزي وهدى بعد نكسة يونيو بـ 5 أشهر.
في الذكرى الأولى لنكسة 1967 لم يكن هناك أي شيء يدل على الكارثة في مصر باستثناء مانشيت الأهرام.
كان صلاح جاهين هو الوحيد الذي يشير إلى المقاومة في كاريكاتيره يوم ذكرى النكسة، فيما خصصت ربع الصفحة الثانية لأخبار الملاهي، والوحيدة التي اكتسبت فائدة من أخبار الملاهي كانت سهير زكي.
ركزت جريدة الأهرام حيث تم افتتاح ستيرو وملهى فندق قصر النيل ونشرت إعلانًا عن رقص سهير زكي فيه وكانت هذه أقوى بروباجندا أخذتها منذ ظهورها كراقصة في نشرة الأخبار التي عرضت رقصها في زفاف بنت جمال عبدالناصر.