تقرأ في هذا التقرير «تاريخ قبر حفيد بلاد مؤذن الرسول في المنوفية ، المنوفية وجولات التسمية، محمد خميس الحبشي وحكايته، شكل القبر الآن»
كتب | وسيم عفيفي
دخلت المنوفية التاريخ الإسلامي باعتبارها البقعة التي حصدت أرواح الكثيرين من القادة المسلمين الذين أتوا لفتح مصر، مثل محمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب الشهير بـ محمد شبل الأسود، ونجل بن عم الرسول صلى الله عليه وسلم والذي دُفِنَ في مدينة الشهداء بمحافظة المنوفية في مصر.
اقرأ أيضاً
قصة الصحابي صاحب ظهور الأذان في الإسلام «ليس بلال بن رباح»
لم يتغير معنى اسم المنوفية مع المسلمين رغم قسوتها، فجولات التسمية لمحافظة المنوفية جاءت بعد العصر الفرعوني حيث كان اسمها قبطياً «بانوفيس» ليحولها الرومان إلى «أونوفيس»، وبعد الحكم الإسلامي العربي صار اسمها «مانوفيس» بمعنى الأرض الطيبة.
قصة قبر حفيد بلال مؤذن الرسول
ضم جيش المسلمين الذي قاده محمد بن الفضل بن العباس، المقاتل محمد بن خميس الحبشي، وذكر علماء النسب الصوفية أن خميس الحبشي يمتد نسبه من جهة الأم إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم؛ فوالدته أخت السيدة ميمونة الحبشية زوجة الفضل بن العباس ابن عم الرسول، ويمتد نسبه من جهة والده إلى سيدنا بلال بن رباح مؤذن الرسول.
جاء محمد خميس الحبشي إلى مصر في إحدى كتائب الفتح الإسلامي أثناء الغزو الروماني لمصر، وكان بصحبة سيدى محمد شبل عام 29 هجرياً، حيث حضر فتح الوجه البحري شرق فرع رشيد وانتصروا على الرومان؛ واستقر محمد بن خميس، في هذا المكان خادماً لدين الله الإسلامي حتى لقي ربه سنة 42 هجرية عن عمر ناهز 43 عاماً.
تلك المعلومات ذكرتها موسوعة الدكتور محمد صبيح للأولياء والأضرحة في مصر، ورغم تشكك الكثيرين فيها، إلا أن الثابت هو استشهاد أمير الجيوش «محمد بن الفضل بن العباس»، حيث تذكر المراجع أنه حقق انتصارات على الجيوش الرومانية فى الفتح الإسلامى لمصر، إلى أن وصل إلى المنوفية فى منطقة سرسنا وكانت هناك قلعة حصينة للرومان بها، ودارت بها معركة ضارية مازالت آثارها باقية حتى الآن.
واستمر قائد الجيوش فى انتصاراته إلى أن عاد إلى سرسنا مرة أخرى، ووجد الرومان فى انتظاره، وبعد معارك ضارية وانتصارات للمسلمين غافله أحد الرومان وطعنه من الخلف ولقى حتفه، وتم دفنه في منطقة سرسنا في موضع استشهاده وتم بناء ضريح ومن بعده المسجد.
وضع مسجد حفيد بلال مؤذن الرسول في المنوفية
أسوأ ما يمكن رصده أمام المسجد هو كم كبير من أكوام القمامة التي تغلق المدخل الرئيسي للمنطقة وتشترك مع التكاتك في إضفاء جو عبثي تتسم به منطقة المسجد والذي يعتبر مكاناً مهملاً بالنسبة لوزارة الأوقاف، مقارنة بمسجد شبل الأسود.
آخر مرة تم تجديد المسجد فيها كان سنة 1986 م، ومن بعدها ظل يعاني من قلة الاهتمام به، رغم دخوله ضمن مساجد وزارة الأوقاف، فضلاً عن التشققات والشروخ التي تضرب جنبات المسجد والتي تبلغ مساحته 600 متر.
اقرأ أيضاً
حقيقة وجود قبر بن سيرين مفسر الأحلام في مصر
المهتمين بشأن الأضرحة فجروا مفاجأة عن وضع المسجد طبقاً لما ذكره رئيس عمال المسجد حيث قال أن الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية السابق وقع على موافقة بدعم المسجد مادياً ولوجستياً، حيث إرسال مفروشات جديدة له وبتأشيرة رسمية إلا أن الأوقاف رفضت تنفيذها دون تحديد السبب الذي جعل الأوقاف ترفض هذا القرار وتستمر في إهمال المسجد.