تقرأ في هذا التقرير « شائعات تاريخية في حقيقة مقولة بطون المسلمين أولى رغم قيمة معناها، صلة عمر بن الخطاب بالمقولة الموضوعة، حقيقة الذي جرى في كسوة الكعبة»
كتب | وسيم عفيفي
دخلت المقولات المأثورة ضمن شائعات تاريخية تتناقلها وسائل مواقع التواصل وعلى رأسها حكاية كسوة الكعبة التي ضيعت حقيقة مقولة بطون المسلمين أولى المنسوبة للفاروق عمر بن الخطاب.
أصل الحكاية
نشر بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال «بطون المسلمين أولى من أن أكسو الكعبة بالحرير»، بينما تجيء القصة بصياغة أخرى حيث سُئِل عمر «ألا تكسو الكعبة بالحرير ؟»، فقال «بطون المسلمين أولى».
حقيقة مقولة بطون المسلمين أولى
تاريخيًا فإن حقيقة مقولة بطون المسلمين أولى لم تثبت عن عمر بن الخطاب لسببين أحدهما تاريخي والآخر متعلق بشأن السند.
اقرأ أيضًا
دار كسوة الكعبة في مصر «هنا أرادت فرنسا تزيين بيت الله الحرام»
أما ما يتعلق بالتاريخ فإن الكعبة المشرفة في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب لم تكن تكسى بالحرير وإنما بنسيج القباطي.
ويفسر الدكتور عبدالرحيم ريحان «مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء في وزارة الآثار» أن نسيج القباطي المعروف بالإنجليزية باسم « Hestia Tapestry» مكون من خامتي الكتان والصوف فقط، كما أن مصر لم تصنع أقمشة من الحرير الخالص إلا في العصر المملوكي.
وبشأن الصحيح في حقيقة مقولة بطون المسلمين فقد روى الإمام البخاري في صحيحه «باب كسوة الكعبة» قصة تؤكد أن عمر بن الخطاب لم يأخذ مال الكعبة، حيث أنه بعد أن تولى الخلافة أراد أن يقسم المال الموجود في الكعبة بين فقراء المسلمين فقال له شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشي حاجب الكعب لن تفعل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر من بعده كانا أحوج إلى المال منك ولم يأخذاه، فسكت عمر وامتنع عن أخذ المال.
الكسوة وبطون المسلمين أولى .. قصة حدثت باختلاف السوشيال
صلة الكسوة ببطون المسلمين ذُكِرت في عصر عمر بن عبد العزيز لكن لم تأتي في نصها كلمة الحرير، وقد جاءت القصة في كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصفهاني عن نوفل بن أبي الفرات قال: كتبت الحَجَبَة (جمع حاجب) إلى عمر بن عبد العزيز يأمر للبيت بكسوة كما يفعل من كان قبله، فكتب إليهم: «إني رأيت أن أجعل ذلك في أكباد جائعة فإنهم أولى بذلك من البيت».
وأصل حكاية عمر بن عبدالعزيز مروية في فتح الباري حيث أن ميزاب الكعبة كان بالذهب مثل سقف المسجد النبوي، وميزاب الكعبة هو الجزء المثبت على سطحها في الجهة الشمالية والممتد نحو حجر إسماعيل، فتم الاقتراح عليه بجعل الكسوة من قماش مُذَهَّب أفضل من الديباج فرفض، لاستشعاره بأن هذا حرام.