الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » حكاية تابوت الإسكندر في سيدي جابر «لا نعيش داخل حلم الجنوبي»
تابوت الإسكندر في سيدي جابر - حلم الجنوبي
تابوت الإسكندر في سيدي جابر - حلم الجنوبي

حكاية تابوت الإسكندر في سيدي جابر «لا نعيش داخل حلم الجنوبي»

تقرأ في هذا التقرير «حكاية تابوت الإسكندر في سيدي جابر 2018، ذو القرنين ليس له علاقة بالإسكندر الأكبر، لسنا في عالم نصر وهدان القط، لهذه الأسباب .. تابوت الاسكندر ليس له»

كتب | وسيم عفيفي

نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار في اكتشاف مقبرة أثرية تعود إلى العهد البطلمي في يوليو 2018، أثناء أعمال حفر مجسات بأرض أحد المواطنين بشارع الكرميلي بمنطقة سيدي جابر حي شرق الإسكندرية.

تابوت الإسكندر في سيدي جابر

تابوت الإسكندر في سيدي جابر

وتضم المقبرة أضخم التوابيت التي تم العثور عليها بالإسكندرية حيث يبلغ ارتفاعه 185 سم وطوله 265 سم وعرضه 165 سم.

السوشيال ميديا تهبد بلهجة الفيس بوك

من مكتشفات مقبرة سيدي جابر

من مكتشفات مقبرة سيدي جابر

فور اكتشاف التابوت البطلمي هرع كثيرون إلى تفسير أسرار التاريخ حول أصل هذا التابوت، فكثيرون من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صارت مصدراً للمعلومة فنسبت التابوت إلى الإسكندر الأكبر في تجاهلٍ تام لحقائق التاريخ.

الإسكندر يشرف على بناء الإسكندرية - رسمة

الإسكندر يشرف على بناء الإسكندرية – رسمة

كثير من المؤرخين افترضوا وفاة الإسكندر الأكبر بسبب الملاريا وسرطان الدم فضلاً عن إدمانه للكحول جراء الاكتئاب الذي أصابه بعد وفاة صديقه المقرب، لكن باحثين رأوا أن الإسكندر الأكبر مات مسموماً وأن فكرة اغتياله جاءت منذ التمرد الذي جرى ضده قبل وفاته ضد قراره الذي يقضي بالسير العسكري إلى شرق نهر الغانج أحد أكبر أنهار شبه القارة الهندية.

ذو القرنين ليس له علاقة بالإسكندر الأكبر

الإسكندر الأكبر

الإسكندر الأكبر

يحاول الكثيرون ربط العلاقة بين الإسكندر الأكبر وذي القرنين صاحب سد يأجوج ومأجوج، حيث يرى كثيرون أنهما شخص واحد، لكن المفسرين وعلماء التاريخ استبعدوا تلك الفرضية.

تمثال الإسكندر الأكبر

تمثال الإسكندر الأكبر

يقول بن حجر العسقلاني «الإسكندر اليوناني كان قريبا من زمن عيسى عليه السلام، وبين زمن إبراهيم وعيسى أكثر من ألفي سنة، والذي يظهر أن الإسكندر المتأخر لقب بذي القرنين تشبيها بالمتقدم لسعة ملكه وغلبته على البلاد الكثيرة، أو لأنه لما غلب على الفرس وقتل ملكهم انتظم له ملك المملكتين الواسعتين الروم والفرس فلقب ذا القرنين لذلك، بالإضافة إلى أن الإسكندر الأكبر كان وثنياً وليس كذي القرنين والذي كان موحداً».

لسنا في عالم نصر وهدان القط

نصر وهدان القط - تابوت

نصر وهدان القط – تابوت

مع ما قيل عنه أنه تابوت الإسكندر في سيدي جابر بدأت مواقع التواصل الاجتماعي في استرجاع أحداث مسلسل حلم الجنوبي وهو العمل الفني الوحيد الذي تناول مسألة مقبرة الإسكندر الأكبر، ففي عالم نصر وهدان القط كانت هناك دلائل حول مقبرة الإسكندر حيث توافق علم الآثار مع التاريخ، وهو ما لم يحدث في واقعة التابوت السكندري الآن.

اقرأ أيضاً
“تراثيات الخرائط النادرة” | الإسكندرية سنة 1801 م

تناول مسلسل حلم الجنوبي مسألة قبر الإسكندر من خلال الباحث نصر وهدان القط مدرس التاريخ الصعيدي الذي يذهب إلى منزل الثري الأقصري عمران الجارحي، الذى يعمل فى تجارة الآثار الفرعونية، ليطلب يد زينب ابنة شقيقه.

بعد تدخل المستشار أنور الذى كان صديقاً لـ نصر، يوافق عمران على خطبة زينب، مستغلاً إجادة العريس للغة الهيروغليفية، ليشرح له أهمية بردية قديمة عثر عليها فى مقبرة فرعونية، كان يسعى لبيعها لتجار الآثار وبعد قراءة نصر محتوى البردية، يدرك مدى أهميتها، التى كانت تكمن فى تحديد مكان مقبرة الإسكندر المقدوني في مدينة الإسكندرية، ليراوغ ويرفض إعادة البردية، ليلجأ الجارحي إلى ضاحي النمر، الذي يحرق منزل نصر.

لهذه الأسباب .. تابوت الاسكندر ليس له

صورة تابوت الإسكندر المزعوم

صورة تابوت الإسكندر المزعوم

دلائل أثبتت من خلالها على أن ما قيل عنه أنه تابوت الإسكندر في سيدي جابر لا يخص الإسكندر الأكبر نهائيًا وتلك الدلائل هي:
1 ) الرأس والدلائل
لا يوجد أي دليل على أن التابوت المكتشف يخص الإسكندر الأكبر، كما أن الرأس المكتشفة بجوار التابوت مشوهة المعالم ولا تبين انتسابها إلى أي شخص حتى الآن، إلى جانب أن فورمة الرأس لا تُشبه الإسكندر نهائيًا، ومن الواضح أنها تمثال لشخص روماني.

2) العمق ينسف الأسطورة
العمق الذي اكتشف عليه التابوت يبلغ 6 أمتار فقط، وهو عمق ليس له علاقة بعصر بداية تأسيس الإسكندرية، فالعمق الذي نعثر فيه على آثار تخص عهد الإسكندرية الأول لا يقل عن 10 أمتار، أما عمق الـ6 أمتار نعثر فيه على آثار تعود إلى العصر الروماني المتأخر، لذلك فإن هذا التابوت بعيد تمامًا عن العصر البطلمي.

3) التاريخ يقول لا
ليس هناك ما يُشير من المصادر عن شكل تابوت الإسكندر الأكبر، خاصة وأن مومياء الإسكندر نقلت بين أكثر من تابوت؛ كانت في البداية داخل تابوت ذهبي، ثم نُقلت إلى تابوت زجاجي، ولا نعلم الشكل الذي انتقلت إليه المومياء بعد ذلك، فلا يوجد أي دليل على أنها نُقلت داخل تابوت من الجرانيت.

4) من برة هالله هالله ومن جوا يعلم الله
التابوت المُكتشف كل ما يميزه هو كبر حجمه فقط، لكنه يخلو تمامًا من أي زخارف، ولا يُعقل نهائيًا نقل مومياء الإسكندر الأكبر داخل تابوت بهذا الشكل، خاصة وأن مصر وإسكندرية كانت مليئة بالتوابيت المُزخرفة، فداخل المتحف اليوناني الروماني توابيت لأشخاص عاديين وتحتوي على زخارف بارزة.

5) مجهول الزمن
هذا التابوت لا نستطيع تحديد عصره من خلال مكان الكشف عنه، فهناك عدة أمور تحدد عصر التوابيت، بداية من الشكل والهيئة ثم الزخارف ثم موقع الكشف، فمن المرجح أن يعود هذا التابوت إلى عصر قديم سواء أيام الفراعنة أو عصر إسكندرية القديمة ما قبل الروماني، ولكن مثل هذه التوابيت الضخمة ذات الأحجار الضخمة المجلوبة من أسوان وتتكلف الكثير، يُعاد استخدامها على مر العصور، لذلك احتمالية أن يكون التابوت من عهد قديم وأعيد استخدامه كبيرة جدًا، خاصة وأنه تم العثور عليه على عمق 6 أمتار.

6 ) سيدي جابر غير المقابر
منطقة سيدي جابر، المُكتشف فيها التابوت، كانت خارج نطاق مقابر الإسكندرية القديمة، التي كان يعيش فيها الإسكندر الأكبر، والتي تمتد من محطة الرمل إلى الشاطبي، بالإضافة إلى أن كل المصادر أجمعت على كون مقبرة الإسكندر الأكبر متواجدة داخل هذه الحدود، وتم استخدام سيدي جابر كمقابر في القرن الثالث قبل الميلاد، أي بعد فترة حياة الإسكندر الأكبر بقرن وربع.

تعليق واحد

  1. صلاح محمد على

    بسم الله الرحمن الرحيم اشكر كاتب المقال على ما أورده من معلومات حول الاسكندر ومقبرته ، وأود أن اضيف ، أن مقبرة الاسكندر ماتزال وسوف تبقى هى الحلم البعيد القريب الذى يداعب خيال الباحثين الاثرى فى شتى بقاع المعمورة، ولقد كان لى الشرف فى كتابة أول كتاب ينفرد بعملية البحث عن قبر الاسكندر ، وأنا بلا فخر نصر وهدان القط الذى لعب دوره فى المسلسل الدرامى حلم الجنوبى انا الذى قمت بالبحث الفريد وتقدمت به الى جامعة الاسكندرية بإشراف المغفور له الدكتور لطفى عبد الوهاب يحيى رحمة الله وأجزل له الثواب والمغفرة ، وأنا الذى التقيت بالمغفور له الرجل المحترم الوقور اللواء ممدوح سالم رحمه الله رحمة واسعة وهو الذى وهو الوحيد بعد الله وبعد الدكتور لطفى عبد الوهاب يحيى اللذان ساندانى علميا ومعنويا وأنا الوحيد من خارج الجامعة الذى منحته رئيس قسم الحضارة اليونانية الرومانية تأيدا علما على الأبحاث وطالب الدولة رسميا بتسهيل عملية الحفر ، ومع الاسف المسلسل لم يجسد شخصيتى كما يجب، فالدراما التى حدثت فى الواقع هى اكثر تشويقا للمشاهد مما جاء به المسلسل، ولقد كتبت عنى اليوم السابع بتاريخ 26/9/2017 تحت عنوان (مائتى عام من البحث عن قبر الاسكندر ) وتحدث عن لقائى مع السيد ممدوح سالم ووقوفه بجانىى لما رأى جدية البحث واهتمام الجامعة به فى شخص المغفور له الدكتور لطفى عبد الوهاب يحيى . وأنا الذى تقدمت الى المجلس الاعلى للآثار فى حينها ورفض منحى التصريح وصار سجالا بينى وببين الجهات المعنية فى ذاك الوقت وقد ضمنت كتابى جزءا يسيرا من رحلة البحث الحقيقية والتى تمثل صلب دراما القضية – أى قضية البحث عن المقبرة والتى لم ينجح المسلسل فى تجسيدها كما يجب ولو كلف المعنيين انفسهم بلقائى لاطلعتهم على ماهو ابلغ واكثر تشويقا للمشاهد عما كتب سيناريو المسلسل الذى جاء بجزء بسيط من الحقيقة. وشكرا لكل محبى مصر ومحبى الاسكندرية بصفة خاصة مع اطيب تحياتى وخالص مودتى صلاح محمد على مؤلف كتاب هنا قبر الاسكندر الذى صدر فى منتصف عام 1971م

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*