تقرأ في هذا التقرير «عنوان قبر بن سيرين مفسر الأحلام في مصر وحقيقته، تاريخ بن سيرين وصلته بتفسير الأحلام، العنوان الحقيقي لقبر بن سيرين»
وسيم عفيفي
في شارع الأشرف والموصل من شارع الصليبة، مقام صغير مكتوب على لافتته مقام بن سيرين مفسر الأحلام، وبجانبه رجل صوفي هو سيدي عبد الغني عبد الله البلاسي؛ الأخير غير معروف أما بن سيرين مفسر الأحلام فهو أشهر من في هذا المجال عبر التاريخ الإسلامي؛ لكن الخطأ أنه غير مدفون في مصر.
تاريخ بن سيرين مفسر الأحلام
يقول كتاب الأعلام للزركلي أن محمد بن سيرين من مواليد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان أبوه سيرين مملوكًا لانس بن مالك الصحابي الجليل، وكان من نصيبه بعد معركة عين التمر وهي بلدة غربي الكوفة افتتحها خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأعتقه أنس؛ وأمه اسمها صفية وكانت أمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فأعتقها أيضًا، عرف أبوه وأمه بالصلاح وحُسن السيرة.
بن سيرين ومعارضة الأمويين
اشتهر محمد بن سيرين وذاع صيته وعلت شهرته في البلاد وعُرف بالعلم والورع وقد كانت له مواقف مشهورة مع ولاة بني أمية صدع فيها بكلمة الحق وأخلص النصح لله ولرسوله.
تروي بعض كتب التاريخ أنه ذات مرة سأله عمر بن هبيرة والي بني أمية على العراق «كيف تركت أهل مصرك يا أبا بكر (كنية ابن سيرين)، فقال محمد بن سيرين: «تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاهٍ»؛ فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه قائلا: «إنك لست الذي تُسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل وإنها لشهادة (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)».
أجزل ابن هبيرة له العطاء فلم يقبل، فعاتبه ابن أخيه قائلا: «ما يمنعك أن تقبل هبة الأمير؟»؛ فقال: «إنما أعطاني لخير ظنه بي، فإن كنت من أهل الخير كما ظن، فما ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظن، فأحرى بي ألا استبيح قبول ذلك».
يذكر شمس الدين الذهبي في كتابه «سير أعلام النبلاء»، كتاب تعبير الرؤيا المتداول بين الناس المنسوب للإمام محمد بن سيرين رحمه الله لم نقف على من نسبه إليه من أهل التحقيق ممن ترجموا له كالإمام الذهبي في السير، والحافظ ابن كثير في البداية والنهاية.
ولو كان هذا الكتاب له لما خفي أمره على هذين الإمامين وأمثالهما، فالغالب على الظن أنه ليس له، ولكنهم جميعًا ذكروا موهبته وبراعته في تعبير الرؤيا، وذكر الذهبي نماذج من ذلك وعقب عليها بقوله: «جاء عن ابن سيرين في التعبير عجائب يطول الكتاب بذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي».
اقرأ أيضاً
«ضريح في شارع الهرم» من هو سيدي نصر الدين وكيف وصل ؟
ومما ذكره عنه الإمام الذهبي قال: عن عبد الله بن مسلم المزوي قال: كنت أجالس ابن سيرين فتركته وجالست بعض أهل البدع؛ فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت ابن سيرين فذكرته له، فقال: مالك جالست أقوامًا يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
وفاة بن سيرين وحقيقة وجود قبره في مصر
كانت وصية محمد بن سيرين لأهله وبنيه أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين وأوصاهم بما أوصى به وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ “وأوصاهم ألا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين، فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزنى والكذب.
ومات محمد بن سيرين بعد الحسن البصري بمائة يوم سنة عشر ومئة بعد أن عٌمر حتى بلغ السابعة والسبعين عامًا، ودفن في البصرة ويقع ضريحه حاليا في مبنى مرقد الحسن البصري وليس في مصر.