الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » دار كسوة الكعبة في مصر «هنا أرادت فرنسا تزيين بيت الله الحرام»
دار كسوة الكعبة في مصر - الجنرال مينو
دار كسوة الكعبة في مصر - الجنرال مينو

دار كسوة الكعبة في مصر «هنا أرادت فرنسا تزيين بيت الله الحرام»

تقرأ في هذا التقرير « حكاية دار كسوة الكعبة في مصر ، متى بدأت كسوة الكعبة في التاريخ، مصر ومتى بدأت في كساء الكعبة، موقف الحملة الفرنسية»

كتب | وسيم عفيفي

لا شيء مقدسًا في العالم الإسلامي مثل الحرمين الشريفين، ففي المدينة يوجد مقام الرسول صلى الله عليه وسلم، وبمكة توجد الكعبة التي لاقت اهتمامًا من كل العرب حتى قبل الإسلام، غير أن كسوة الكعبة نفسها لها تاريخ مختلف عن البيت الحرام.

متى بدأت فكرة كسوة الكعبة

جزء من كسوة الكعبة

جزء من كسوة الكعبة

يتيح كتاب تاريخ كسوة الكعبة، أن البلد الحرام لم تعرف نظام الكساء إلا على يد عدنان بن إد، لكن التاريخ يؤكد أن الكاسي الأول للكعبة هو تُبَّع الحميري ملك اليمن.

اقرأ أيضًا
140 صورة نادرة تلخص أجواء  الحج زمان

أعجب ما يمكن أن يصادفه الباحث في تاريخ كسوة الكعبة أن أول إمرأة كست الكعبة كانت اسمها نُتيلة بنت جناب، زوج عبد المطلب وأم العباس، فحين ضاع ابنها العباس نذرت لله أن تكسو الكعبة وحدها إذا عاد إليها ابنها الضائع، فعاد فكانت أول امرأة في التاريخ كست الكعبة وحدها.

مصر وكسوة الكعبة

دار كسوة الكعبة في مصر - تصوير: ولاء سيد

دار كسوة الكعبة في مصر – تصوير: ولاء سيد

كانت كسوة الكعبة مرتبطة ارتباطًا لصيقًا بتاريخ كل الدول والإمبراطوريات الإسلامية التي كانت تتم عملية تصنيع كسوة الكعبة في مصر وكان لها مقرا باسم دار كسوة الكعبة وظلت مصر منذ عصر عمر بن الخطاب والذي أراد صناعة كسوة الكعبة من قماش القباطي وصارت مصر هي المتعهدة الأولى لصنع الكسوة حتى تولت السعودية كسوتها في الستينيات.

باب دار كسوة الكعبة في مصر - تصوير: ولاء سيد

باب دار كسوة الكعبة في مصر – تصوير: ولاء سيد

كانت دار كسوة الكعبة في مصر بالخرنفش بعد دمياط، هي ثاني أقدم مكان للإشراف على عملية صناعة كسوة الكعبة لكن جرى تعطل لصناعة الكساء في عهد محمد علي باشا بعد الصدام الذي حدث بين الوهابية في الأراضي الحجازية والهجوم على قافلة الحج المصرية في عام 1222هـ الموافق عام 1807م، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة بعد نهاية الحرب.

شارع الخرنفش - تصوير ولاء السيد

شارع الخرنفش – تصوير ولاء السيد

يقع دار كسوة الكعبة في مصر بحارة الخرنفش ضمن 18 حارة بشارع المعز، فمن الغرب توجد حارة خميس العدس وحارة اليهود، وعلى الناحية الجنوبية تقع عطفة المصفى وعطفة الذهبي، ومن جهة الشرق حارة البرقوقية.

توديع المحمل في ميدان القلعة بمصر

توديع المحمل في ميدان القلعة بمصر

كانت كسوة الكعبة تخرج من مصنع الخرنفش في شارع المعز في حفل يعرف بالمحمل المصري وهو عبارة عن موكب سنوي يخرج من مصر كل عام حاملاً كسوة الكعبة بحضور الخديوي و رموز الحكم بصحبة شيخ الأزهر ووفد من الأوقاف والطرق الصوفية مع إطلاق 21 طلقة مدفع في الاستقبال و التوديع.

الحملة الفرنسية وصناعة كسوة الكعبة

ظباط المحمل المصري

ظباط المحمل المصري

ولما قامت الحملة الفرنسية بدخول مصر تم إهمال الكسوة للظروف السياسية وتُرِكَت في مسجد الحسين بالقاهرة، وفي 5 رمضان وقع سؤال عن حال الكسوة الموجودة بالمسجد.

جاك فرانسوا مينو

جاك فرانسوا مينو

قرر مينو بعد إسلامه الاجتماع بالزعامات الشعبية الموجودة هناك، وتعهد بإصلاح الكسوة المركونة في المسجد إن كان بها خلل، ويُكْتَب في سجلات الديوان أن الحملة الفرنسية أصلحتها.

مسجد الحسين في القاهرة عام 1873 م

مسجد الحسين في القاهرة عام 1873 م

توجه مينو إلى المسجد الحسيني للكشف عن كسوة الكعبة في مسجد الحسين، لكن زحام الناس المنتظرين لخروج الكسوة تسبب له في قلق خشية أن يغتاله أحد مثل كليبر فلم يدخل المسجد وعاد من حيث أتى وتم تأجيل الكشف عن حالة الكسوة.

اقرأ أيضًا
سليمان الحلبي واغتيال كليبر «جهاد ومقاومة أم هناك مصلحة شخصية ؟»

وبعد فترة تم الكشف عنها ولوحظ بها الخلل فدفعت فرنسا مبالغ طائلة لتصنيع الكسوة وتحقق ذلك لكن تم تذهب الكسوة إلى هناك، لأن الدولة العثمانية كانت قد صنعت كسوة بديلةً للكسوة المصرية التي يُشْرِف عليها الفرنسيين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*