الرئيسية » حكاوي زمان » قصة أقدم هجوم إرهابي على مستشفى «نظمه محمد بن عبدالوهاب لنشر المرض»
بدو المعارك - رسمة
بدو المعارك - رسمة

قصة أقدم هجوم إرهابي على مستشفى «نظمه محمد بن عبدالوهاب لنشر المرض»

تقرأ في هذا الموضوع « هجوم إرهابي على مستشفى .. استثناءات، محمد بن عبدالوهاب وحروب دهام بن دواس ولعبة المصابين، أيدولوجية ضرب المرضى»

كتب | وسيم عفيفي

ترفض الحروب الاستعمارية في كافة دول العالم وجود الأخلاقيات الإنسانية، وبمجرد أن يبدأ رحى المعارك فالجميع مهروس ومهدوس بما في ذلك المرضى، لكن لم يكن الدين عاملاً في مهاجمة أماكن الاستشفاء.

أقدم هجوم إرهابي على مستشفى .. أصل الحكاية

معارك صحراوية - رسمة تعبيرية

معارك صحراوية – رسمة تعبيرية

بدأت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الظهور عام 1740 م باسم «حركة الموحدين» والتي اشتهرت باسم «الحركة الوهابية» بمسقط رأسه في العيينة وسط نجد، وظهرت تلك الدعوة لتصحيح عقيدة المسلمين في نجد والتي اختلطت بين الخرافة والبدعة، وظل مؤسس الحركة داخل بلدته طيلة 5 سنوات حتى أُخْرِج منها مع زوجته وأبناءه إلى إقليم الدرعية حيث حكم الإمام محمد بن سعود آل مقرن.

اتفاق الدرعية - رسمة تعبيرية

اتفاق الدرعية – رسمة تعبيرية

في عام 1745 م عُقِد اتفاق بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب يقضي بأن تكون الدعوة الوهابية تحت دعم إقليم الدرعية وحاكمه محمد بن سعود، في مقابل أن تتوسع الدعوة وتشكل الدولة.

اقرأ أيضًا
«وثائق تراثيات» | محمد علي يستطلع أحوال الحجاز بعد نهاية الحرب الوهابية

ومع منتصف العام 1746 م بدأت سلسلة الحروب الوهابية في نجد ومنها إلى شبه الجزيرة العربية واستمرت 72 عامًا ووصل مجموع المعارك 274 معركة، حتى انتهت على يد محمد علي باشا ونجله إبراهيم باقتحام الدرعية وإزالة الدولة السعودية الأولى عام 1818 م.

اقرأ أيضًا
«تراثيات الخرائط النادرة» | انتصارات محمد علي باشا على الوهابيين

وصل عدد حروب الحركة الوهابية في زمن مؤسسها محمد بن عبدالوهاب إلى 132 معركة، كانت أطولها على الإطلاق معارك الوهابية وإقليم الدرعية ضد دهام بن دواس حاكم الرياض حيث استغرقت 27 عامًا بين كر وفر وهدنة واتفاق حتى انتهى عهده وصارت بلدته تحت حكم الدرعية.

مواقف لا أخلاقية

رجال بدو - رسمة

رجال بدو – رسمة

شهدت حروب الوهابية ودهام بن دواس مواقف لا أخلاقية باسم الدين الإسلامي، وصلت ذروتها خلال معركة مدينة منفوحة والتي لقي فيها دهام بن دواس هزيمة ساحقة، وانقطع دابره منها ـ حسب ما ذكره حسين خلف الشيخ خزعل في كتابه حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ، والذي نص على أن جيوش الوهابية شنت هجومًا على منفوحة وضربت حصارًا على المصابين من جند دهام بن دواس دون أسر أو علاج مع تحطيم لأماكن استشفاءهم.

أحد حصون الدرعية

أحد حصون الدرعية

الهجوم الثاني الذي نظمته الحركة الوهابية كان بمنطقة جرف عبيان على أهل دهام بن دواس لكن لم يُقْتَل أيٍ نتيجة تفاني عبيد دهام بن دواس في الدفاع عنهم؛ ونظم العبيد معسكرات قتال بمعناها الحرفي بين أماكن للقتل وأخرى للعلاج.

غلاف كتاب المجد في تاريخ نجد

غلاف كتاب المجد في تاريخ نجد

وفيما يذكر المؤرخ بشر بن غنام فقد مات المصابين من جند دهام بن دواس بعد هجوم على أماكن علاجهم وألقيت جثث القتلى من عبيد دهام بن دواس في أماكن متفرقة وموزعة على أنحاء الرياض؛ وكان سبب تركهم بلا دفن هو أن يتعفنوا حتى ينتشر الطاعون في أهل منطقة حرف عبيان ليفتك بهم أو يستسلموا ففضلوا التسليم والدخول في كنف الدعوة الوهابية ودولة الإمام محمد بن سعود.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*