الرئيسية » شائعات تاريخية » شائعات تاريخية عن قبر جمال عبدالناصر «الصحيح هو دفنه في الأزهر»
لافتة لـ عبدالناصر أمام الأزهر
لافتة لـ عبدالناصر أمام الأزهر

شائعات تاريخية عن قبر جمال عبدالناصر «الصحيح هو دفنه في الأزهر»

تقرأ في هذا التقرير «شائعات تاريخية بشأن قبر جمال عبدالناصر وأصل الحكاية من الخطيب عبدالحميد كشك، محمد الجوادي يؤلف قصة الصرف الصحي، مسألة دفن ناصر في الأزهر»

كتب | وسيم عفيفي

في الوقت الذي ظهر فيه النجم الصاعد محمد منير وشهدت ساحات شرائط الكاسيت إقبالاً واسعاً على أغاني العندليب وأم كلثوم بعد وفاتهما؛ كانت خطب الداعية عبدالحميد كشك تكتسح سوق المبيعات لدرجة شجعت عشاق الفيديو أن يسجلوا له صوت وصورة.

اقرأ أيضًا
موقع تراثيات ينفرد بنشر المقال الذي أنقذ جمال عبدالناصر من الإحراج

تفوق عبدالحميد كشك في المبيعات على شرائط فيديو أفلام بروس لي وأميتاب باتشان؛ والسبب في ذلك كمية الحكايات التي يحكيها عبدالحميد كشك في خطبه بأسلوب بلاغي شهد له به معارضيه قبل مؤيديه.

خطب الخطيب عبدالحميد كشك والبداية من هنا

عبدالحميد كشك وجمال عبدالناصر

عبدالحميد كشك وجمال عبدالناصر

كانت حكايات الخطيب عبدالحميد كشك مبنية على خلفيته الفكرية كأحد أبرز رموز الإخوان المسلمين الذين بينهم خلافات تاريخية ودموية مع عبدالناصر، وبالتالي صار كل رموز الحقبة الناصرية من فنانين ومطربين وكُتَّاب ومفكرين مادة أساسية في محتوى خطبة عبدالحميد كشك والتي كان يهاجم فيها بشراسة لدرجة الدعاء وأحياناً الإدعاء.

اقرأ أيضًا
هل رفض الشيخ محمد صديق المنشاوي قراءة القرآن أمام جمال عبدالناصر ؟

الشيء الأكيد أن عبدالحميد كشك كان وجهاً غير مألوف في الخطابة المنبرية، فتحت شهية الكثيرين فيما بعد وإلى الآن في أن يقلدوه من حيث الأسلوب الذي استخدمه السادات عبر كشك ليمحو تراث عبدالناصر من خلال اللجوء إلى الإسلام السياسي لضرب الناصريين واليسار.

اقرأ أيضًا
هل كان “موشيه ديان” و “جمال عبدالناصر” جيران في حارة اليهود ؟

التلازمية بين الدين والسياسة عبر جسر الخلافات جعلت عبدالناصر في موته مضغة للشائعات من خلال خطب المنابر في فترتي السبعينيات والثمانينيات، وتضاعفت بكثرة خلال فترة التسعينيات، كانت هذه الشائعات على قدر شهرتها إحدى أغبى ما قيل في سيرة عبدالناصر.

شائعات تاريخية .. جثة جمال عبدالناصر اختفت بسبب الصرف الصحي

محمد الجوادي

محمد الجوادي

مصدر شائعة طفح المجاري كان محمد الجوادي حيث قال «هذه الرواية سمعتها بنفسي من لواء سابق في الشرطة قال لي بالحرف أن الناس تعتقد أن عبدالناصر مدفون في قبره بكوبري القبة لكن الحقيقة غير ذلك، الخدمة الشرفية على قبر عبدالناصر بعد وفاته بعدة سنوات كانوا يشمون رائحة كريهة تخرج من قبر عبدالناصر حتى الزائرون من خارج مصر كانوا يشمون هذه الرائحة فكانت الخدمة الشرفية على القبر يضعون الورود والمعطرات للتغلب على هذه الرائحة ولكن بدون جدوى».

الليثي ناصف

الليثي ناصف

ويتابع الجوادي «وصل الأمر إلى قائد الحرس الجمهوري الليثي ناصف أيام الرئيس السادات فقال السادات لليثي افتحوا القبر شوفوا فيه ايه ففتحوا القبر وهنا كانت الصدمة وجدوا أن ماسورة مجاري ضربت داخل القبر فأحضروا شفاطات من الصرف الصحي ليشفطوا هذا الماء ويجففوا القبر وكانوا يوصلون الشفاطات على المجاري مباشرة وبعدما جففوا القبر دخلوا القبر فلم يجدوا الجثة».

اقرأ أيضًا
جمال عبدالناصر للإخوان: لا حكم في مصر إلا بالقرآن | (تسجيل صوتي نادر)

ويختتم الجوادي حديثه «نستنتج من ذلك شيئين إما أن ماء المجاري أكل الجثة فذابت فيه وإما أن الشفاطات شفطت الجثة وهي الآن تائهة في مجاري مصر».
والرد على هذه الشائعة التي زعمها الجوادي أنه لا توجد مواسير ملحقة بمبنى ضريح جمال عبدالناصر.

عبدالناصر قال وثن وثن

جمال عبدالناصر

جمال عبدالناصر

إحدى الشائعات التي تطول عبدالناصر في لحظاته الأخيرة هي ما كان يرددها خطباء المساجد عن موضوعات سكرات الموت حيث قالوا أن عبدالناصر كان ينطق بـ «وثن .. وثن»، وبصرف النظر عن كذب هذه الشائعة لكن السؤال .. من كان يجرؤ أن يدخل غرفة عبدالناصر في سكرات موته !، حتى رفاقه وزوجته لم يكونا بصحبة الأطباء وهم ينعشون قلبه.

عبدالناصر سرق رخام قبره قبل موته

ضريح جمال عبدالناصر

ضريح جمال عبدالناصر

ذكر كثيرون أن رجال عبدالناصر سرقوا رخام القبر من مقبرة الأمير محمد على توفيق كانت خالية حيث لما توفي عبد الناصر فجأة كانوا يريدوا إنقاذ موقف لأنه لم يكن لديه تربة يُدْفَن فيها، واستدل الكثيرون بأقوال عديد من المؤرخين إلى أن ظهر فيديو يشير إلى أن تصميم قبر عبدالناصر تم بأيدي عمال وليس كما ذكر هؤلاء.

دفن جمال عبدالناصر في الأزهر

لافتة لـ عبدالناصر أمام الأزهر

لافتة لـ عبدالناصر أمام الأزهر

ثلاثة أيام بين وفاة جمال عبدالناصر يوم 28 سبتمبر سنة 1970 م، وجنازته التي كانت في أول أكتوبر، صدمة خيمت على الجميع؛ وكان أول تساؤل خطر على رجال النظام أين سيكون قبر جمال عبدالناصر ؟.

اقرأ أيضًا
الرجل الصعيدي الذي أبكى جمال عبدالناصر

تتيح مذكرات سامي شرف، التي أملاها على الصحفي عبدالله إمام، أنه فور إعلان الرئيس السادات خبر وفاة جمال عبدالناصر، تم تشكيل لجنة مكونة من شعراوي جمعة، والفريق محمد فوزي، وسامي شرف،ومحمد أحمد، والليثي ناصف،وحسن طلعت؛ وذلك من أجل اختيار المكان الذي سيُبْنَى فيه ضريح جمال عبدالناصر.

اقرأ أيضًا
مسودة خطاب “جمال عبدالناصر” في الجامع الأزهر بـ “خط يده”

كانت هناك ثلاثة أماكن مقترحة لدفن عبدالناصر، وهي مكان الضريح الحالي، ومبنى مجلس قيادة الثورة، والجامع الأزهر.

اقرأ أيضًا
 “عبدالناصر وزوجته” خطابات بخط اليد في أيام الشقاء

أرادت تحية عبدالناصر تريد دفنه في داخل مبنى مجلس قيادة الثورة لأسباب نفسية، حيث أنه المكان الذي تعود فيه جمال عبدالناصر على مخاطبة جموع الشعب المصري، فضلاً عن أن الشعب المصري مرتبط بهذا المكان منذ عام 1952 م؛ غير أن المكان استبعد لأسباب أمنية، وفضلت اللجنة تشييع الجثمان من هناك.

كانت الأفكار أجمعت على دفن جمال عبدالناصر في الجامع الأزهر، كون أنه ألقى فيه خطابه إبان العدوان الثلاثي، وانتصرت مصر بتأميم قناة السويس، فضلاً عن إنجاز مشروع السد العالي بعد وفاة جمال عبدالناصر.

مذكرة اللواء حسن طلعت رئيس المباحث كانت سبباً في استبعاد الأزهر، حيث اعترض على المكان لأكثر من سبب، أولهم صعوبة تأمين الشخصيات الكبيرة التي ستشيع الجنازة.

لافتة جمال عبدالناصر أمام الأزهر

لافتة جمال عبدالناصر أمام الأزهر

أما السبب الثاني فكان ضيق الجامع الأزهر الذي لن يتسع للملايين المتوقع حضورها لتشييع جمال عبدالناصر؛ وكان الزحام البشري هو السبب الثالث، حيث ضيق الحارات وكثرة البيوت القديمة والتي لن تتحمل اكتظاظ الناس وزحامهم مما يعرضها للهدد.

وقد شيعت جنازة الرئيس جمال عبدالناصر في 1 أكتوبر 1970، وتعتبر جنازته هي أعظم جنازة في التاريخ، حيث حضرها من 5 إلى 7 ملايين مشيع في القاهرة، من رؤساء وملوك ووفود رسمية دولية ومواطنون، فضلا عن حالة الحزن التي خيمت على المنطقة العربية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*