تقرأ في هذا التقرير « منطقة المطرية وعين شمس وبداية التاريخ العلمي، مدينة أون وتأثيرها، جامعة أون في نظر الأوروبيين، فلاسفة ورياضيون»
كتب | وسيم عفيفي
يبدو أمرًا مستغربًا أن جذور نهضة العالم بدأت من المطرية وعين شمس غير أنه لا شيء غريباً في هذه الحقيقة، حيث أن أي حضارة في العالم حتى تتأسس يجب أن يكون العلم هو قاعدتها الرئيسية وقائدها أيضًا.
مدينة أون .. أصل المطرية وعين شمس
حتى الآن لا أحد يعرف الجذور التاريخية الأولى لمدينة «أون المصرية» والتي هي حاليًا منطقتي المطرية وعين شمس ، فمنذ آلاف السنين بدأت تأسيس مدينة أون الشمالية بسبب ارتفاع منسوب النيل من طمي الفيضانات، وصار تاريخها لاحقًا من أكثر المسائل الغامضة في التاريخ المصري القديم.
اقرأ أيضًا
حكاية «قبر مكتشف البلهارسيا في مصر» العالِم مات بسبب مريضة
أخذت المنطقة أسماءاً متعددة، فالأقباط سموها «أونو»، بينما اليونانيون أطلقوا عليها اسم «هليوبوليس»، وكلها تنصب في معنىً واحدٍ وهو عاصمة الشمس.
مدينة أون وجذور نهضة العالم بالعلم
مرت المنطقة بسلسلة من التغيرات الدينية والسياسية على مدار التاريخ الفرعوني، لكن هذا لم يغير حقيقة وحيدة وثابتة في تاريخها، وهي أن بلدة أون شهدت أقدم جامعة في التاريخ الإنساني وكانت هي النواة لكافة العلوم الحضارية.
يوضح ويل ديورانت في كتابه «قصة الحضارة» أن الشهرة الدينية لمدينة أون ساهمت في تأسيس جامعة فلسفية لها، وسرعان ما تطورت علومها حتى وصلت لدراسة الفلك.
وتشير تقارير «مصر كيمت» أن جامعة أون ساهمت في ابتكار التقويم الشمسي الذي تميز به ملوك مصر الكبيرة، لكنها لاقت شهرةً في الفلسفة ويدلل على ذلك أنها كانت مقصد كل الفلاسفة وعلماء الرياضيات وعلى رأسهم فيثاغورس والذي قامت على نظرياته علوم الرياضيات المختلفة.
علماء النهضة في المطرية وعين شمس
فشل كبير لاقاه «فيثاغورس» حين قرر الالتحاق بجامعة أون بسبب رسوبه في الاختبارات التي كانت تعقدها الجامعة.
اقرأ أيضًا
«مدينة نصر والإخوان» نذير شؤم روى لعنة الجغرافيا على تاريخ الجماعة
ويلاحظ خلال فترة بقاء فيثاغورس داخل جامعة أون مدى احترام ملوك مصر القديمة للعلم، حيث فشل في أن يحصل على وساطة من الملك لتمريره دون اختبار نظراً لاستقلال الجامعة عن سلطات الملك.
كان طاليس المعروف في التاريخ بـ «أبي الفلاسفة» عالم فلسفة تعلم في جامعة أون، وهو الذي نصح فيثاغورس أن يسافر إلى مصر ويتعلم في جامعة أون، ولكنه بعد فشله في الالتحاق بها، انضم إلى جامعة منف المصرية ونجح فيها لدرجة جعلت سقراط يقول عنه «إن طاليس فى زيارته لمصر كان أول من جلب الفلسفة إلى اليونان».
لم يكن لـ فيثاغورس أو طاليس وحدهما قصة مع جامعة أون، فقد كان أفلاطون مثله، حيث سافر إلى مصر وتعلم فيها سنة 309 قبل الميلاد، وساهم بقاءه فيها أن يعطيه تفوقاً في الفلسفة، ولعل كارل ماركس يشير إلى ذلك بقوله «جمهورية أفلاطون ليست إلا تصور أثيني (يوناني) خيالي لنظام الطبقات المصري».