رؤساء مصر ومؤتمرات الشباب «أرقام متفاوتة فيما بينهم وهذا اختلاف السيسي عنهم»

تقرأ في هذا التقرير « رؤساء مصر ومؤتمرات الشباب بالأرقام، محمد نجيب يغني خارج السرب، جمال البكباشي وناصر الرئيس، السادات والخلطبيطة، محمد مرسي الضيف الخفيف، مبارك وتشابهات مع السيسي»

كتب | وسيم عفيفي

قبل 67 عامًا في مصر، قام مجموعة شباب محبطين عسكريًا من هزيمة حرب فلسطين وعلى دراية بما يجري في المدنيين من الاحتلال والعوار السياسي والوطني بقلب نظام الحكم الملكي لتتغير خريطة مصر والعرب على كافة المستويات.

اقرأ أيضًا
رؤساء مصر وأسر الشهداء «اختلافات ميزت السيسي عن 5 حكام للجمهورية»

أراد شباب الجيش التواري مؤقتًا في خلفية رجل عجوز احترامًا للرتب العسكرية، ثم دخل الشباب المدني في إطار العمل السياسي وألقت التغيرات المتباينة ظلالها على حِرَاكهم، فاتخذ كل رئيس من رؤساء مصر خصلة بعقد مؤتمر مع الشباب مع اختلافات بين كل حاكم وآخر.

محمد نجيب .. لقاءين وكلمة مقتضبة

بدأ تاريخ رؤساء مصر ومؤتمرات الشباب في عهد اللواء محمد نجيب والذي عقد مؤتمرين في عام واحد، كان أولهما في إطار أسبوع الشباب الذي نُظِم مطلع العام 1953 م وحيا فيها اللواء نجيب شباب مصر بكلمة مقتضبة، واستعرض لياقته في تخطي الحواجز.

اقرأ أيضًا
«رؤساء مصر والدكتوراه الفخرية» اللواء خارج القائمة

أما المؤتمر الثاني فكان يوم 28 نوفمبر عام 1953 م في إطار يوم منظمات الشباب الذي انعقد داخل النادي البحري بمحافظة الإسكندرية، وكان غريبًا أن اللواء العجوز لم يتطرق إلى الشباب من قريب أو بعيد وإنما عادات أهل النوبة ولعل داعي ذلك وجود شباب منهم.

جمال عبدالناصر وحكاية 20 مؤتمرًا

اختلف تاريخ رؤساء مصر ومؤتمرات الشباب في عهد الرئيس جمال عبدالناصر والذي عقد معهم 20 مؤتمرًا للشباب في مسيرته «3 مؤتمرات في ظل حكم محمد نجيب، و17 عندما كان رئيسًا».

ساهم التوجه العروبي والسوفيتي خلال العهد الناصري بتنوع موضوعات مؤتمرات الشباب إذ أن عبدالناصر أقر عيدًا للشباب ولم يحصر مؤتمراته في المصريين فقط وإنما شمل العرب والسوفييت.

انعقد أول مؤتمر لجمال عبدالناصر مع شباب مصر في 17 يوليو سنة 1953 م داخل معسكر الشباب في مرسى مطروح، وألقى كلمة استعرض فيها أهداف النظام الجديد ووجه إلى الشباب دعوة للعمل السياسي والاعتماد على النفس.

كان جمال عبدالناصر هو أول رئيس مصري يستضيف رئيس دولة لحضور مؤتمر شبابي تنظمه القاهرة، وحدث هذا خلال عهده مرة واحدة كانت في 10 مايو عام 1964 م بحضور الرئيس الروسي نيكيتا خروشوف.

وباستعراض تواريخ مؤتمرات الشباب مع جمال عبدالناصر في فترة الخمسينيات نجد أن أولها في معسكر الشباب بمرسى مطروح يوم 17 يوليو 1953، والثانية فى معسكر تدريب الشباب بالإسكندرية يوم 18 سبتمبر 1953 م، أما الثالثة فكانت بجامعة القاهرة يوم 3 ديسمبر 1953 م.

وفي العام 1954 م نظم عبدالناصر 3 مؤتمرات للشباب كان أولها لشباب الحرس الوطني في الاستاد الجامعي يوم 22 يناير 1954 م، والثاني بعدها بـ 3 في حفل منظمات شباب المحافظات والمديريات، أما الثالثة فكانت لشباب الحرس الوطني في مميدان التحرير يوم 19 أكتوبر 1954 م.

وشهد العام 1955 مؤتمرًا واحدًا للشباب يوم 26 فبراير كان هو الأول من نوعه حيث كان عروبيًا صرفًا إذ نظم الرئيس جمال عبد الناصر مؤتمرًا مع وفد الشباب السوري واللبناني.

وفي سنة 1956 م نظم الرئيس جمال عبدالناصر 3 مؤتمرات للشباب اثنين منهما كانت في أعياد الشباب يوم 26 يناير و 20 يونيو، أما المؤتمر الثالث فكان للجامعيين في الإسكندرية أول أغسطس.

وانعقد في العام 1957 مؤتمرين للشباب كانا للعرب أحدهما من شباب فلسطين الذين يتعلمون في مصر يوم 9 مارس، والآخر كان في 8 ديسمبر وخصص للشباب اللبناني.

أما آخر سنتين من الخمسينيات شهدت 6 مؤتمرات كان أولهم في 22 فبراير 1958 خلال احتفالات عيد الشباب، وبعدها بـ 3 أيام مع شباب لبنان، فيما نُظِم مؤتمر لشباب الآسيوي الإفريقي في 29 نوفمبر 1958 وتم تكراره في فبراير من العام 1959 م والذي خُتِم بمؤتمر مايو مع الشباب الليبي.

وشهدت فترة الستينيات 6 مؤتمرات للشباب مع جمال عبدالناصر بدأ أولها بمهرجان الشباب العربي في سوريا يوم 18 أكتوبر 1960 م، بينما كان ثانيها في القاهرة يوم 17 أغسطس 1961 لشباب الإقليم الشمالي السوري وفي نفس العام وبالتحديد في 2 أكتوبر دشن الرئيس جمال عبدالناصر المؤتمر الوطني للشباب المصري بجامعة القاهرة.

ولم يشهد العام 1963 أي مؤتمر للشباب مع عبدالناصر حتى عُقِد في 10 مايو 1964 مؤتمرًا مع شباب السوفييت ومصر لتكريم خروشوف لجهوده في تحويل مجرى السد، وفي يوم 18 نوفمبر من العام 1965 م دشن عبدالناصر معهد إعداد قادة الشباب في حلوان.

أما آخر مؤتمر للشباب فكان قبل النكسة بعام وحضره رئيس الوزراء السوفيتي إليكسي كوسيجين، وانقطعت مؤتمرات الشباب في عهد عبدالناصر.

عهد أنور السادات .. خلطبطية لم تتزعزع

خلال عهد الرئيس محمد أنور السادات اختلف تاريخ رؤساء مصر ومؤتمرات الشباب، حيث كان في بداية حكمه شاملاً في نوعية تلك اللقاءات بين جامعيين وعرب وسوفييت، وبعد المقاطعة العربية خص السادات شباب الحزب الوطني بالمؤتمرات وصارت حكرًا عليهم.

وصل عدد مؤتمرات الشباب التي نظمت في عهد السادات إلى 23 مؤتمرًا، كان أولها يوم 3 مايو عام 1972 خلال مؤتمر تم تنظيمه في جامعة الإسكندرية.

وشهد العام 1973 مؤتمرين للشباب أحدهما وطنيًا مصريًا في جامعة القاهرة يوم 24 يوليو 1973 وثانيهما في 26 سبتمبر من نفس العام وأخذ الطابع العروبي الناصري حيث كان مخصصًا للشباب الليبي بالإسكندرية.

وفي العام الذي تلى حرب أكتوبر مباشرة نظم السادات 6 مؤتمرات للشباب، 3 منهم كانوا في شهر واحد للمصريين فقط وهم مؤتمر الشباب المصري الوطني في 6 أكتوبر 1974 م، ومؤتمر الشباب العربي في 22 أكتوبر ومؤتمر شباب الأحزاب في 24 من نفس الشهر والعام؛ بينما كان المؤتمر الرابع خارج مصر يوم 11 نوفمبر وهو المؤتمر التاسع لاتحاد الشباب الديمقراطي في بلغاريا وحضره السادات مع وفد من شباب الحزب الوطني.

وجاء المؤتمر الخامس والسادس للشباب في العام 1974 مخصصًا لمصر والسوفييت وانعقدا خلال أسبوع واحد كان أولهما مؤتمر الصداقة للشباب المصري ـ السوفييتي في 10 أكتوبر، وثانيهما في 18 من نفس الشهر وخُصِصَ للشباب السوفييت.

ولم يشهد العام 1975 أي مؤتمر للشباب، حتى نظم السادات في 31 مارس من العام 1976 المؤتمر الأول لمنظمة الشباب الاشتراكي القومي، فيما شهد العام 1977 م مؤتمرًا واحدًا للشباب المصري السوداني وانعقد بالإسكندرية في 23 يوليو.

أدت رحلة السادات إلى القدس وخطبته في الكنيسة عام 1977 لبدء النفور العربي منه حتى بدأت العلاقات المصرية العربية في التوتر عام 1978 م فكان عدد مؤتمرات الشباب خلال أعوام 1979 و1980 و1981 وصل إلى 10 واحتل شباب الحزب الوطني 8 منها أما الاثنين فكانا لمؤتمر الشباب العالمي للغذاء في مارس 1979 م، ومؤتمر الشباب لحل مشكلات العالم الإسلامي في 30 مارس 1981 م.

مبارك والسيسي وبينهما مرسي .. اختلافات وتباينات

لم يكن للرئيس الأسبق محمد مرسي بصمة في تاريخ رؤساء مصر ومؤتمرات الشباب، فهو الوحيد ضمن رؤساء مصر الذي لم يعقد مؤتمرًا للشباب نظرًا لقلة مدة حكمه.

رغم أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان أكثر رؤساء مصر في منصبه لكنه لم توثق المراجع الموثقة رقمًا محددًا لعدد مؤتمرات الشباب في عهده، لكن كلها أكدت تخصصها لشباب الجامعات فقط ولعل أشهر تلك المؤتمرات هو المؤتمر الجامعي المعروف بـ لقاء المصافحات حيث وجه اثنين من طلبة جامعة جنوب الوادي بمصافحة الرئيس واحتضانه وهما أيمن الداكر حمدون، ونيرمين ماهر ثابت.

الثابت في حقبة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أنه أول من ابتدع فكرة المؤتمر الدولي للشباب في عام 2007 تحت شعار «شباب من أجل السلام .. أنت تتحدث ونحن نستمع» وهو نفس الشعار الذي تكرر خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2017 م.

وتميز تاريخ رؤساء مصر ومؤتمرات الشباب في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بفكرة التوصيات والتي لم تكن متعارفة في خطب رؤساء مصر السابقين، كما نوع السيسي من فكرة مؤتمرات الشباب خلال عهده حيث نظم 7 مؤتمرات وطنية مصرية ـ حتى الآن ـ كان أولها عام 2016 م؛ فيما تم تنظيم منتديين عالميين عامي 2017 و 2018 م وفي العام 2019 كان انطلاق ملتقىً للشباب العربي والإفريقي.

فارق واحد اتسم به الرئيس عبدالفتاح السيسي عن بقية حكام مصر في تلك المناسبات، حيث تم لأول مرة في تاريخ رؤساء مصر ومؤتمرات الشباب وحتى العسكرية المصرية قيام مدنيين بتقليد وزير الدفاع رتبة ترقيته الجديدة حيث وقف وزير الدفاع محمد زكي على المنصة الرئيسية لقاعة الإجتماعات الكبرى بجامعة القاهرة، وأمامه شاب وفتاة من المشاركين فى المؤتمر الوطنى السادس للشباب يوم 28 يوليو 2018 م، ويقلدونه الترقية الجديدة التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، من رتبة فريق إلى فريق أول.