الرئيسية » حكاوي زمان » الملك عبدالعزيز وفؤاد الأول «كيف تعامل العاهل السعودي مع وفاة عدوه اللدود»
الملك عبدالعزيز وفؤاد الأول
الملك عبدالعزيز وفؤاد الأول

الملك عبدالعزيز وفؤاد الأول «كيف تعامل العاهل السعودي مع وفاة عدوه اللدود»

تقرأ في هذا التقرير «تاريخ علاقة الملك عبدالعزيز وفؤاد الأول ، لعبة القط والفأر بين ملك مصر وعاهل السعودية، موت فؤاد وصلاة الغائب،عودة العلاقات»

كتب | وسيم عفيفي

فتحت نهاية الدولة العثمانية بابًا جديدًا للصراع المصري السعودي خلال حكم أسرة محمد علي باشا مع آل سعود في دولتهم الثالثة، بعدما نجحت مصر في إنهاء الدولة الأولى وزعزعة حكم الدولة الثانية حتى تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود من تأسيس الدولة الثالثة وإنهاء الوجود المصري في الحجاز إلى الأبد.

قبل مرحلة الملك عبدالعزيز وفؤاد الأول .. تفاصيل الخلاف

محمد علي باشا

محمد علي باشا

بدأت العلاقات المصرية السعودية بالدماء ثم النسب خلال حكم محمد علي باشا والذي شن حربًا بالوكالة عن الدولة العثمانية ضد الوهابية وآل مقرن ـ آل سعود حاليًا ـ، والذين أسسوا دولة في نجد تمكنت من السيطرة على الحجاز وهو ما يعني إزاحة سلطة خليفة المسلمين عن بلاد الحرمين.

عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود

عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود

نجح محمد علي باشا خلال 8 سنوات مريرة في الحرب وتمكن من أسر أئمة الدولة السعودية الأولى وأرسل كبيرهم إلى تركيا لإعدامه بينما نفى عائلة مؤسس الدعوة الوهابية الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى مصر مع بقايا العائلة السعودية.

تكية محمد علي باشا في المدينة المنورة

تكية محمد علي باشا في المدينة المنورة

عزز محمد علي باشا وجود مصر في الحجاز فأنشأ حامية عسكرية بجانب التكية المصرية لخدمة الحجاج، حتى حل العام 1820 م بقيام الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله فقررت مصر محاربته حتى نجح محمد علي باشا في إزاحة الدولة السعودية الثانية نهائيًا بهزيمة فيصل بن تركي ـ جد الملك عبدالعزيز ـ، واستعان محمد علي باشا في هزيمته للدولة السعودية الثانية بالأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز.

قصر سلوى المكان الذي شهد قتل عبدالعزيز بن محمد بن سعود

قصر سلوى المكان الذي شهد قتل عبدالعزيز بن محمد بن سعود

تمكن محمد علي باشا من أسر الإمام فيصل بن تركي وعائلته وعين خالد بن سعود بن عبدالعزيز حاكمًا على نجد لكن الأخير لم يحظى باحترام نظرًا لاستعانته بالباشا فتم عزله، وكاد محمد علي باشا أن يسحق كل العائلة لولا معاهدة لندن 1840 م، التي قضت بانسحاب الباشا مع كل الأراضي العثمانية التي استحوذ عليها مقابل تثبيت حكمه في مصر والسودان على أن يستمر الحكم في نسله وانتهى الوجود المصري هناك.

خلافات الملك عبدالعزيز وفؤاد الأول

الملك فؤاد والملك عبدالعزيز

الملك فؤاد والملك عبدالعزيز

جاء الملك عبدالعزيز آل سعود ليعلن قيام الدولة السعودية الثالثة سنة 1902 وينجح في سنوات معدودة من توحيد كل الحجاز وطرد الولاة العثمانيين ليخوض حربًا ضد الشريف حسين.

الشريف حسين - الملك فؤاد - الملك عبدالعزيز

الشريف حسين – الملك فؤاد – الملك عبدالعزيز

كان المشهد السياسي الإسلامي يشير إلى أن الدولة العثمانية تلفظ أنفاسها الأخيرة فبدأ التنافس حول خلافتها مع قطبي الصراع آن ذاك المصري والسعودي والذي تأجج بسيطرة الملك عبدالعزيز آل سعود على الحجاز.

اقرأ أيضًا 
 وثائق تراثيات | محمد علي يستطلع أحوال الحجاز بعد نهاية الحرب الوهابية

رفض الملك فؤاد الاعتراف بالملك عبدالعزيز كون الأخير لم يقبل الوساطة المصرية بينه وبين الشريف حسين، لكن العاهل السعودي أراد مد علاقات المملكة الناشئة مع مصر مهما كان الثمن وعلل ذلك بأن مصر قدوة وأمل جميع العرب والمقاطع لها خاسر لا محالة.

أفراد جماعة إخوان من أطاع الله

أفراد جماعة إخوان من أطاع الله

ازدادت العلاقة المصرية السعودية تعقيدًا حين قامت جماعة «إخوان من أطاع الله» التي كانت تأتمر بأمر الملك عبدالعزيز بمهاجمة المحمل المصري للحج نظرًا لما فيه من بدع دينية ـ حسبما عللوا للملك عبدالعزيز ـ، وتمكن أمير الحج المصري محمود باشا عزمي من مقاومة هجوم جماعة إخوان من أطاع الله وقتل منهم 25 شخصًا عام 1925 م، ولم يرد الملك عبدالعزيز بالمثل.

جزء من كسوة الكعبة

جزء من كسوة الكعبة

تفاقمت المشكلات بعدها بمنع الملك فؤاد إرسال الكسوة إلى الحجاز لكن الملك عبدالعزيز أصر على تلطيف الأجواء فأرسل وكالة دبلوماسية إلى القاهرة رفضها الملك فؤاد، فأجرى الملك عبدالعزيز زيارة إلى مصر بغرض العلاج والتقى زعماء مصر السياسيين وعلى رأسهم سعد زغلول ـ الذي لم يدري الملك أنه عدود لدود لفؤاد ـ، فرد العاهل المصري بطرد رجال السعودية من مصر فرد الملك عبدالعزيز بالمثل سنة 1929 وبعدها انشغل العاهل السعودي في حربه ضد جماعة إخوان من أطاع الله والذين تمردوا عليه.

وفاة الملك فؤاد الأول ورد فعل العاهل السعودي

خبر وفاة الملك فؤاد الأول في جريدة أم القرى السعودية

خبر وفاة الملك فؤاد الأول في جريدة أم القرى السعودية

أحدثت وفاة الملك فؤاد الأول في 28 إبريل عام 1936 م انفراجة في العلاقات المصرية السعودية، لكن الملك عبدالعزيز لم يظهر شماتة في وفاته وبالرجوع إلى الصحافة السعودية نجد أن المملكة تعاملت مع الموضوع بشكل دبلوماسي إنساني.

برقية عزاء الأمير فيصل في الملك فؤاد

برقية عزاء الأمير فيصل في الملك فؤاد

فعلى صفحات جريدة أم القرى ـ الناطقة الرسمية للسان المملكة العربية السعودية ـ، نشر وزير الخارجية الأمير فيصل بن عبدالعزيز «الملك لاحقًا» برقية عزاء في وفاة الملك فؤاد والتي وصفها بالحادث المؤلم.

برقيات عزاء متبادلة في وفاة الملك فؤاد الأول

برقيات عزاء متبادلة في وفاة الملك فؤاد الأول

أما الملك عبدالعزيز آل سعود فقد أصدر أمرين أولهما إرسال وفد رفيع المستوى يترأسه الشيخ حمزة ياسين سكرتيره الخاص بالذهاب للقنصلية المصرية للعزاء.

خبر أداء صلاة الغائب على الملك فؤاد في المسجدين الحرام والنبوي

خبر أداء صلاة الغائب على الملك فؤاد في المسجدين الحرام والنبوي

وجاء ثاني تلك الإجراءات متمثلاً في إقامة صلاة الغائب داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي على روح الملك فؤاد الأول.

خبر ارتقاء الملك فاروق العرش المصري في صحيفة أم القرى السعودية

خبر ارتقاء الملك فاروق العرش المصري في صحيفة أم القرى السعودية

وصل الملك فاروق إلى حكم مصر واهتم الرأي العام السعودي بالملك الشاب وارتقاءه إلى العرش المصري وتغطية ذلك على صدر الجريدة الرسمية السعودية.

خبر استئناف العلاقات المصرية السعودية في عهد الملك فاروق

خبر استئناف العلاقات المصرية السعودية في عهد الملك فاروق

وخلال شهر مايو جرت المراسلات الملكية بين العاهل السعودي والملك فاروق للعزاء في وفاة فؤاد الأول وتهنئة بارتقاء الملك الشاب للعرش وكل هذا مهد لعودة العلاقات المصرية السعودية سنة 1936 م.

بنود معاهدة الصداقة المصرية السعودية

بنود معاهدة الصداقة المصرية السعودية

قضت بنود معاهدة الصداقة المصرية السعودية السبعة باعتراف القاهرة بحكم الملك عبدالعزيز آل سعود، وإقامة علاقات سلام بين المملكتين، وتأسيس التمثيل الدبلوماسي بين القاهرة والرياض مع تعهد سعودي بتسهيل إجراءات الحج وإعطاء مصر حقها في إعمار المسجد الحرام.

الملك عبدالعزيز وفاروق

الملك عبدالعزيز وفاروق

بعد توقيع معاهدة الصداقة المصرية السعودية في مايو سنة 1936 بـ 10 سنوات، أجرى الملك عبدالعزيز آل سعود زيارة إلى مصر في يناير من العام 1946 م ومثلت زيارته نقطة انطلاقة بين علاقات مصر والسعودية لم يغيرها الزمن حتى مع تغير الحكام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*