تقرأ في هذا التقرير « حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية يبهر العالم، ملامح تاريخية ظهرت في كرنفال استاد القاهرة، سر طائر العقاب ضمن الملامح، عمر بن الخطاب وسيرته، تنورة تركية ولكن».
كتب | وسيم عفيفي
بدأ مساء 21 يونيو 2019 حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية 2019 في استاد القاهرة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بين 80 ألف مشجع قبل انطلاق مباراة مصر وزيمبابوي، وأبهر الحفل الكثيرين من مشاهديه عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات.
مصر وإفريقيا 2019 .. 13 مناسبة للهوية
في أواخر العام 2018 انطلق منتدى شباب العالم الذي استحوى أسسه من كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية والتي كانت القارة الأفريقية جزءًا منه، وأفرز هذا المنتدى عن تخصيص العام 2019 بمصر للقارة السمراء.
اقرأ أيضًا
رحلة تصميم كأس الأمم الأفريقية «أسمهان بين سطور الحدوتة»
يظهر الاهتمام المصري بالقارة الإفريقية خلال العام 2019 في 13 مناسبة سياسية ورياضية وفنية وتعليمية، وحلت الهوية المصرية في غالب تلك المناسبات وهي «رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019، أولمبياد الفتاة الأفريقية فبراير 2019، مهرجان CrossFit لطلبة وطالبات الجامعات الأفريقية مارس 2019، الأولمبياد الأول لشباب الجامعات الأفريقية مارس 2019، ملتقى الشباب العربي والأفريقي مارس 2019، مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مارس 2019، يوم أفريقيا إبريل 2019 م، تنظيم كأس الأمم الأفريقية في يونيو 2019 م، الأسبوع العلمي الزراعي الأفريقي أكتوبر 2019، مهرجان الفنون التعبيرية والتراثية للشباب الأفريقي سبتمبر 2019، مؤتمر أطفال افريقيا 2063 نوفمبر 2019، مؤتمر سفينة النيل للشباب الأفريقي ديسمبر 2019».
ما هي الملامح التاريخية الـ 10 في حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية
ظهرت 10 ملامح تاريخية في حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية هي «الموسيقى الفرعونية الممتزجة بالأفريقية، الأزياء الفرعونية، الرقصة الفرعونية، صوت طائر العقاب وظله، وادي النيل، الأهرامات، الجيش المصري القديم، راقصو التنورة، عروس النيل، أعلام القارة حول الهرم».
الموسيقى الفرعونية في حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية
ظهرت الموسيقى الفرعونية خلال حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية وأضفى المصريون القدماء طابع القداسة على الموسيقى إذ أنها كانت لها صلة وثيقة بتوديع الموتى ثم تطورت لتكون جزءًا من الحياة في مصر القديمة.
اقرأ أيضًا
«أغاني كأس الأمم الأفريقية» من علي الكسار إلى حكيم والإصدارات السبعة
ويشير كتاب «الموسيقى والمجتمع في مصر القديمة» أن آلات الصنج والأجراس والـ سيسترا ارتبطوا بحتحور، آلهة الموسيقى والخصب والسعادة، كما يشير بحث «مناظر الحياة الموسيقية في مصر القديمة» أن الفراعنة عرفوا فكرة الفرق الموسيقية حيث تكونت من الكهنة بقيادة عازف قيثارة كفيف.
الرقص في مصر القديمة .. الأصل روحاني
ظهرت الرقصة الفرعونية في حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية وكان الرقص داخل مصر القديمة له مكانة مقدسة في التراث الثقافي، ويذكر الدكتور محسن عطية أن «الرقص» يمارس ضمن طقوس استرضاء القوى الروحية، ولاستدعاء «المطر»، وارتبط بطقوس الخصوبة، وعندما تحبط الرغبات البيولوجية بالعوائق،يصبح الفن هو الملاذ، كوسيط بين «الواقع» و«الخيال»؛ وهنا تستبدل الرغبات البيولوجية بأخرى تسمو على الدافع الحسي المكبوت.
المجهول عن الأزياء المصرية القديمة
وخلال حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية، ظهرت الأزياء المصرية القديمة لتكشف أن الكتان كان هو القماش الأكثر استخدامًا في الأزياء المصرية.
اقرأ أيضًا
«تاريخ لاظوغلي» الجانب غير المروي من قصة رجل الباشا الوفي
تاريخيًا وكما تذكر موسوعة مصر القديمة فإن كان السبب وراء الانتشار الواسع للكتان في مصر القديمة أنه يستخرج من نبات؛ لإعتقاد المصريون القدماء أن الأقمشة التي مصدرها حيواني نجسة مثل الصوف.
صوت طائر العقاب وظله
وظهر طائر العُقَاب خلال حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بظله وصوته ليشير إلى أن قدماء المصريون كانوا يقدسون هذا الطائر لأسباب أوردها عالم المصريات وسيم السيسي في كتاب «مصر التى لا تعرفونها» والذي قال «إن اختيارأجدادنا الفراعنة وتقديسهم للصقر لم يأت من فراغ، فكان أجدادنا يرمزون للإله بالصقر، لأنه الطائر الوحيد الذى ليست له جفون، وأن الإله لا يغفو عن رؤية البشر، كما أنه دائما في الأعالي، بالإضافة إلى أنه طائر نبيل لا يهاجم أوكار أو أعشاش الطيور، ولا يأكل الجيف كالنسور، بل لا يصطاد فريسته إلا وهى طائرة حتى يعطيها فرصة للنجاة».
وادي النيل أصل المصري الحضاري
ومع طائر العقاب في حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية ظهر وادي النيل الذي ساهم بتأسيس الحضارة المصرية القديمة، حيث مرت حیاة المصرى القدیم بعدة مراحل بدأت من حیاة التنقل والترحال حين عاش فیھا الإنسان فوق الھضاب بحثًا عن الطعام والماء؛ وجاءت حیاة الاستقرار عندما نزل المصري القدیم إلى وادي النیل تعلم حرفة الزراعة وبنى مساكن.
الأهرامات في حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية
حلت الأهرامات في حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية لتكون جزءًا من الهوية المصرية كون أن مصر تمتلك ما يزيد عن 100 هرم من الفيوم حتى الجيزة والتي اشتهرت بأهراماتها الثلاثة.
الجيش المصري القديم .. بصمة توثق العراقة
وأظهر حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية ملامح الجيش المصري بآلة الدرع وذلك توثيقًا لأقدم جيش في التاريخ الإنساني تأسس حوالي سنة 3200 ق.م على يد الملك مينا عقب توحيد القطرين.
التنورة بالبصمة المصرية
رغم أن رقصة التنورة تركية الأصل لكن مصر وضعت بصمتها الخاصة في التنورة منذ العهد الفاطمي بإضافة آلات شعبية وابتهالات مصرية خاصة بها وهو ما يؤكده محمود عيسي، مدير فرقة التنورة للفنون التراثية، حيث غير الفنان المصري شكل التنورة فأضفى إليها زخرفة بألوان مبهجة.
أعلام القارة حول الهرم .. مصر وإفريقيا علاقة عززتها سيدة
وظهرت أعلام القارة الإفريقية حول الهرم خلال حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية لتروي قصة منذ 3 آلاف عام قبل الميلاد حيث كانت الأسرة الخامسة هي نواة جذور القوافل التجارية إلى إفريقيا من جهتها الشرقية، وكانت المسالك تتم طريق النيل والبحر الأحمر والصحراء السودانية.
اقرأ أيضًا
تاريخ الألحان القبطية .. أنقذها الأزهر وطورها هشام نزيه
يعد الملك أوسر كاف هو المؤسس الروحي للعلاقات بين مصر وأواسط وشرق إفريقيا، وعلى دربه سار الملك ساحو رع، وعلى دربهما سار ملوك الأسرة السادسة، لكن العلاقة الأبرز بين مصر والقارة الإفريقية كانت في بلاد بونت ـ الصومال ـ، والمتتسبب في ذلك الملكة حتشبسوت.
عروس النيل وتبرئة عمر بن الخطاب
ظهرت فتاة خلال حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية تمثل عروس النيل والتي اشتهر أن قدماء المصريون يلقون بفتاة جميلة في النيل من أجل فيضانه حتى أبطل عمر بن الخطاب هذه العادة، لكن كلام التاريخ بشأن هذه القصة مختلف، حيث أن الواقعة لم تحدث أصلاً، لسبب عقلي وآخر نقلي فأما السبب العقلي هو الاستخفاف بالفراعنة أنفسهم، فكيف لأناس بنوا حضارة لا زالت ألغازها إلى الآن مدار بحث لحلها، وقاموا بهندسات زراعية ومائية، يلجأون لهذه الوسيلة من أجل أن يفيض النيل.
اقرأ أيضًا
حقيقة اتهام عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص بحرق مكتبة الإسكندرية
المسألة التاريخية في هذا الموضوع أن تلك القصة رواها المؤرخين اليونانين عن ملك فرعوني اسمه «ايجبتوث»، وقائمة الملوك لا تضم أحداً بهذا الاسم.
مسألة أخرى لم يتكلم فيها مؤيدي ومصدقي هذه القصة، وهي أن حتى علماء المسلمين أنفسهم كذبوا هذه القصة رغم ورودها في كتب تاريخ معتمدة سواءاً كانت للعهد الإسلامي عموماً أو عن مصر في الحكم الإسلامي خصوصاً؛ وسبب كذب هذه القصة أن مصدرها الوحيد هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة، والمعروف عند مؤرخي الإسلام بأنه من كبار المدلسين.