تقرأ في هذا التقرير « إبراهيم عبدالقادر المازني ومسيرة الأديب، لغز كره المازني للطب، إبراهيم المازني مدرسًا، نظرة الشاعر إبراهيم المازني للتدريس»
كتب : وسيم عفيفي
مع التنسيق الجغرافي الذي جرى في منطقة 6 أكتوبر، تم اختيار اسم إبراهيم عبدالقادر المازني ليكون على اسمه أحد أسماء شوارع منطقة الحي السادس، وهو تكريم جاء متأخرًا لأحد أبرز الذين ساهموا في فتح نافذة العرب على الأدبي الغربي.
مسيرة إبراهيم عبدالقادر المازني
يرجع أصل إبراهيم عبدالقادر المازني إلى بلدة كوم مازن في محافظة المنوفية والتي لم يولد بها وإنما في القاهرة يوم 19 أغسطس سنة 1890، ليتم دراسة الابتدائية بإحدى المدارس القريبة ودراسته الثانوية في المدرسة التوفيقية ثم الخديوية.
اقرأ أيضًا
“بيت الألفي” المنزل الذي كان لعنةً على من سكنه في مصر
كان إبراهيم عبدالقادر المازني يفضل أن يكون طبيبًا وعلل ذلك ساخرًا بقوله «الطبيب ليس كمثله أحد، يقتل الناس ويأخذ مالاً».
التحق إبراهيم عبدالقادر المازني بكلية الطب ولم يلبس بها أشهرًا حتى تم طرده من ناظرها لأنه أصيب بإغماءة حين رأى جثة، فالتحق بمدرسة الحقوق ولم يكمل بها حين فوجئ بزيادة أجور التعليم بها فاتجه إلى مدرسة المعلمين العليا إلى أن تخرج سنة 1909 م.
التدريس في مسيرة إبراهيم عبدالقادر المازني
عمل إبراهيم عبدالقادر المازني في التدريس بالمدرسة السعيدية لمادة الترجمة، وخرج من تحت يده تلامذة صاروا نوابغ فيما بعد لعل أبرزهم عبدالرحمن عزام أمين عام جامعة الدول العربية لاحقًا.
نقل إبراهيم عبدالقادر المازني إلى المدرسة الخديوية ومنها إلى دار العلوم ثم عمل بالتدريس في إحدى كبريات المدارس الثانوية الأهلية ليكون زميليه بها عباس محمود العقاد وأحمد حسن الزيات ثم مدرسًا بمدرسة وادي النيل الثانوية وأخيرًا تم تعيين ناظرًا للمدرسة المصرية الثانوية.
عشر سنوات قضاها إبراهيم المازني في التدريس قال عنها «لم أحتاج إلى توبيخ طالب أو عتاب تلميذ أو التلفظ بألفاظ نابية، ولم يقصر التلاميذ في محاولة المعاكسة ولكنني كنت حديث عهد بالتلمذة وبشقاوة التلاميذ فكنت أعرف كيف أقمع هذه الرغبة الطبيعية في الشقاوة».
الترجمة والسياسة في حياة المازني
شغل إبراهيم عبدالقادر المازني أكثر وقته خلال التدريس بالترجمة عن الإنجليزية إلى العربية والعكس، وأُعْجِب عباس العقاد بما كتبه فقال عنه «لست أغلو إذا قلت أني لا أعرف فيما عرفت من ترجماتٍ للنظم والنثر أديبًا واحدًا يفوق المازني في الترجمة من لغة إلى لغة ويملك هذه القدرة شعرًا كما يملكها نثرًا ويجيد فيها اللفظ كما يجيد المعنى والنسق والطلاوة».
اقرأ أيضا
«غرائب علاقات مصر وأمريكا» السادات هدد أحدهم بالقتل وهذا سر علم 19
اتجه إبراهيم عبدالقادر المازني إلى الصحافة لما وقعت ثورة 1919 وعمل مع أمين الرافعي في جريدة الأخبار ومع عبدالقادر حمزة في صحيفة البلاغ كما رأس تحرير جريدة الاتحاد وكان يعالج الموضوعات السياسية بروح الكاتب المستقل.
جانب غير مروي في أدب المازني
يذكر الكاتب الصحفي محمد برادة أن إبراهيم عبدالقادر المازني لم يكن روائيًا عاديًا يسعى إلى استنساخ الواقع أو محاولة إصلاحه، إنه كان يتطلع الى أبعد من ذلك، فالأسئلة الشاملة التي تمسّ الوجود والموت وإعطاة معنى للحياة كلها – عند المازني – تمرّ عبر المرأة التي تغدو، في رواياته، أفقاً مطلقاً لتحقيق الذات، ومادة لتحديد المواقف وضبط صورة متحررة للتواجد داخل المجتمع.
قدم المازني العديد من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة نذكر من أعماله: إبراهيم الكاتب، وإبراهيم الثاني – رواياتان، أحاديث المازني- مجموعة مقالات، حصاد الهشيم، خيوط العنكبوت، ديوان المازنى، رحلة الحجاز، صندوق الدنيا، عود على بدء، قبض الريح، الكتاب الأبيض، قصة حياة، من النافذة، الجديد في الأدب العربي بالاشتراك مع طه حسين وآخرين، حديث الإذاعة بالاشتراك مع عباس محمود العقاد وآخرين، كما نال كتاب الديوان في الأدب والنقد الذي أصدره مع العقاد في عام 1921 م شهرة كبيرة، وغيرها الكثير من القصائد الشعرية، هذا بالإضافة لمجموعات كبيرة من المقالات، كما قام بترجمة مختارات من القصص الإنجليزي، وتوفي عام 1949 م.