تقرأ في هذا التقرير «آمين وعلاقتها بالإله آمون .. من أين بدأت الفكرة ؟، تفاصيل مقال دنداروي الهواري، عربية أم أعجمية .. ليس هذا هو السؤال أصلاً»
كتب | وسيم عفيفي
نشر الكاتب الصحفي دندراوي الهواري رئيس التحرير التنفيذي لموقع وصحيفة «اليوم السابع»، مقالاً على الموقع بعنوان «ما علاقة الإله آمون.. بختام سورة الفاتحة أمين» للتطرق إلى كلمة آمين وعلاقتها بالإله آمون.
اقرأ أيضا
«أحمد بن حنبل والخلفاء العباسيين» أخطاء حلقة رئيس تحرير اليوم السابع
وفي هذا العنوان لمقاله وقع في خطأ إملائي وآخر ثقافي، أما الإملائي أنه كتب همزة بدل المد على «آمين» والاثنين بينهما فرق واضح، فـ «أمين» صفة الشخص الحارس للأمانة، أما «آمين» فهي لفظة تأمين الدعاء بـ «اللهم استجب».
أما الخطأ الثاني فإن لفظة «آمين» ليس لها علاقة بختام سورة الفاتحة إذ أنها لم ترد في النص القرآني، وإنما قيلت لتنفيذ أمر النبي وحكمها واجب ووجوبها لا يعني أنها ختام السورة، بالإضافة إلى أنها ليست لسورة الفاتحة فقط وإنما هي ختام كل دعاء.
مقال الصحفي دندراوي الهواري «موضوع قديم»
وصل عدد كلمات مقال الكاتب الصحفي دندراوي الهواري حول آمين وعلاقتها بالإله آمون، 477 كلمة بالتمام والكمال وزعت على 8 فقرات وسطر الختام، ولم تحتوي أي فقرة ولا حتى كلمة أي إجابة على السؤال الذي طرحه في مقاله أصلاً، هو فقط اكتفى بالسرد لقضية لغوية قديمة وربما يجيب عنها في المقال القادم.
أغرب ما في المقال هو أنه لم يستدل بعلماء اللغات «العربية والعبرية والسريانية»، هو فقط اكتفى بأخذ كلام عالم المصريات الألماني «يان أسمان» صاحب نظرية «الحضارة المصرية القديمة لها تأثير هائل على اليهودية»، عن الإله آمون ووضعه في مصر القديمة.
لم يطرح الكاتب الصحفي دندراوي الهواري في مقاله عن لفظة آمين وعلاقتها بالإله آمون أي شيء جديد عن ما قيل من ذي قبل عبر مواقع القرآنيين وعلماء التاريخ واللغة والقراءات، وربما مقارنة مقاله بما قالته مواقع القرآنيين وعلماء التاريخ واللغة والقراءات فيها ظلم لهم، كون أنهم فصلوا المسألة باجتهاد أكاديميٍ كبير على عكس مقاله القصير.
أول من طرح قضية آمين وعلاقتها بالإله آمون في الكتب، كان المستشرقون خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ثم جمع المؤرخ رشدي البدراوي أقوالهم في الجزء الرابع من موسوعته قصص الأنبياء والتاريخ.
أما أول من طرح قضية آمين وعلاقتها بالإله آمون في الكتب على الشبكة العنكبوتية، كان الدكتور أحمد صبحي منصور والذي يصف نفسه بـ «زعيم القرآنيين» وذلك بمقال له على موقعه «أهل القرآن» سنة 2006، وبعده جاءت المفكرة العراقية إيزابيلا بنيامين لتناقش الموضوع ذاته على نفس الموقع عام 2017 م.
ما هو الرد على المقال ؟
يقول الكاتب الصحفي دندراوي الهواري في مقاله «كل الشعوب القديمة ليست وثنية ولا مشركة وجميعها عبدت إلهًا واحدًا ذا مسميات مختلفة، لكن الذات واحدة»، وهذا غير صحيح حين أن مصر القديمة عبدت آلهة أخرى قبل وبعد آمون، كما أن الفرس أنفسهم لم يعبدوا الأوثان وإنما عبدوا النار.
الجدليات الكثيرة حول آمين وعلاقتها بالإله آمون ردها في نقطتين، أولهما أن لفظة آمين لها علاقة باللغة الآرامية التي تأثر اليهود بها ونطقوها «آمِن» على عكس العربية والتي نطقتها بزيادة الياء بعد الميم.
ويوضح عالم اللغات العبرية والديانات اليهودية الدكتور سامي الإمام، أن كلمة «آمِن» الآرامية مشتقة من «آمينوُث» والتي هي بمعنى «الموثوقية» والمقصود «أن يتحقق الشيء المطلوب»؛ أما آمن في اللغة العبرية، فهي تُكْتَب «אמן» اختصارًا لثلاث كلمات «אלוהים מלך נאמן» والتي تعني الله ملك مؤتمن.
أما مسألة الربط بين كلمة آمين والإله آمون، مردود عليها هي الأخرى بشيءٍ واحدٍ عقلي جاء في مقال دندراوي الهواري ـ دون أن يقصد ـ ونسيه لسبب غير معلوم، يذكر دندراوي الهواري أن كافة الأديان كانت تعبد إلهًا واحدًا ولذا كانت تقول آمين، لكنه نسى أن آمون نفسه كان إلهًا مع إله أي لا يوجد توحيد فقد تحول من آمون إلى آمون رع.
كما أنه وقع في خطأ وهو أن لم يوضح كيف عرف العرب كلمة «آمين»، حيث أن العرب عرفوها من الذين كانوا يدينون بالحنيفية والذين أخذوا من المسيحية واليهودية، وقد احترم الإسلام كل من دان بالحنيفية لأنهم كانوا يعبدون على ملة إبراهيم مما يعني أن الحنيفية لا تقبل الوثنية أو الإشراك، والإسلام لم يكن ليقبل بأي شيء ينافي عقيدة التوحيد من ديانات وثنية أو شركية وإلا لكان الإسلام نفسه منع هذا.