تقرأ في هذا التقرير «النحاسين في رسومات المستشرقين .. متى بدأت العلاقة ؟، تاريخ الاستشراق، حكاية المسيحي الذي زار الكعبة والمسجد النبوي بسبب النحاسين»
كتب | وسيم عفيفي
سَلَّط 27 فنانًا دائرة الضوء على الملامح المصرية التي تستحق الخلود في لوحات، وبات هؤلاء السبعة والعشرين هم الآباء الروحيين لما صار يعرف باسم «رسومات المستشرقين».
اقرأ أيضا
احتفال مصر بالمولد النبوي في عهد محمد علي كما رآه المستشرق وليم لين
الاستشراق في عمومه معناه قيام أفراد من الغرب بمعرفة ورصد عوامل الأسس الثقافية داخل الشرق من حيث المعمار والفن والمجتمع عبر الكتب والدراسات.
جاءت الحملة الفرنسية ووضعت الرسم بجانب الكتب من خلال 27 رسامًا هم الذين وضعوا لوحات موسوعة وصف مصر وأسماءهم «بلزاك، سيسيل، كولان، كونتيه، كوتل، دوشانوي، دتروتر، فاي، فيفير، جولوا، جومار، لاري، بروتان، رافينو ديليل، ريدوتيه، روزيير، مارسيل، فيوتو، ديفيليه دي بوا إيميه، جاكوتان، لانكريه، لاتويل، ليسسن، لوجيتني، لوبير، سان جيني، سيمونيل».
شجع كتاب وصف مصر كافة مستشرقي أوروبا بالذهاب إلى هذا العالم الساحر بتفاصيله، فرسموه في لوحات فنية ترصد الطبيعة والحضارة إلى جانب الناس وحركتهم داخل الأسواق، ولم تسلم حتى أجساد النساء المشرقيات من ريشة المستشرقين.
النحاسين في رسومات المستشرقين
جرت مساء اليوم مراسم استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى، لمجموعة من المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية لتناول وجبة الإفطار معه في مقر إقامته الخاصة، ومثلت لوحة الأسواق الشعبية إحدى أبرز السمات اللافتة كون أنها مستنسخة من شكل النحاسين في رسومات المستشرقين.
ظهر النحاسين في رسومات المستشرقين أكثر من مرة وربما كانوا هم العنصر المشترك والمتواري مع المستشرقين كجزء ضئيل من الأسواق المصرية، لكن اهتم بهم 3 من أكبر فنانين العالم وهم جون ليون جيروم و والتر تيندال و لودفيغ دويتش.
النحاسين الذين أدخلوا المستشرقين الكعبة وقبر الرسول !
قبل أن يظهر النحاسين في رسومات المستشرقين، كانوا هم السبب الرئيسي لجعل الرحالة الإيطالي لودفيكو دي فارتيما أن يخاطر بحياته وينتحل صفة المسلم ويذهب إلى الحج مع المسلمين طائفًا بالكعبة وزائرًا للمسجد النبوي بعدما عرف من فترة وجوده بمصر قيمة النحاس في تزيين المشاعر المقدسة ومصابيح المسجد الحرام.
صار لودفيكو دي فارتيما أول مسيحي يطوف بالكعبة ويزور المسجد النبوي سنة 1503 م، لكنه أثناء موسم الحج كاد دي فارتيما أن يُقْتَل إذ أن أحد تجار مكة شك في أمره، ولما أقسم دي فارتيما بأنه مسلم، أخذه الرجل المكي لمنزله وأخبره بأنه يعلم بعدم صدقه، وأنه قد زار إيطاليا وهو يشبه الإيطاليين، فلم يجد دي فارتيما مفراً من الاعتراف.
كان التاجر المكي كان يكره ملك البرتغال جواو الثاني ومانويل الأول، لدعمهما جهود البرتغاليين في عملية اكتشاف مضيق رأس الرجاء الصالح والذي أثر على التجارة، لكن التاجر كان ساذجاً، فهو صدق دي فارتيما حين قال أنه أفضل من يصنع المدافع وسيحارب ملوك البرتغال الظلمة، وبالتالي ساهم التاجر المكي في إخراجه سالماً، ولولا هذا التاجر ما كان لدي فارتيما أن يطبع رحلته هذه سنة 1510 م أو يظل حياً إلى عام 1517 م حيث تاريخ وفاته.