الرئيسية » حكايات فنية » قبل كلبش 3 الحلقة 4 «كيف رصد الفن محبة شعبي مصر والعراق»
كلبش 3 الحلقة 4
كلبش 3 الحلقة 4

قبل كلبش 3 الحلقة 4 «كيف رصد الفن محبة شعبي مصر والعراق»

تقرأ في هذا التقرير «كلبش 3 الحلقة 4 وتجديد ذكرى سعد الدالي، مصر والعراق حب كالنهرين، صدام حسين في قلوب المصريين لماذا ؟، النعوش الطائرة واللغز الحزين».

كتب: وسيم عفيفي

أدى الفنان محمود حافظ في مسلسل كلبش 3 الحلقة 4 شخصية صدام صالح خليل، أحد أفراد الأمن في شركة الذئب العجوز مع سليم الأنصاري بعد أن نجح في إنقاذ حياته بقتل إرهابي.

الفنان محمود حافظ في كلبش 3 الحلقة 4

الفنان محمود حافظ في كلبش 3 الحلقة 4

نجح الفنان محمود حافظ بمسلسل كلبش 3 الحلقة 4 في أمرين، أولهما إظهار حالة البؤس لدى المصريين الذين لدى ذويهم حكايات مع العراق أيام الرخاء التي انتهت بحروب الشقاء، وثانيها مهارته في تجسيد محبة الشعب المصري للعراق من خلال سرد أسباب اسمه حيث قال «أصل أبويا الله يرحمه كان بيشتغل في العراق قبل ما يتجوز أمي وعمل فلوس ياما ورجع لما الحرب قامت».

سعد الدالي بين موسيقار الأجيال ومحمود حافظ

محمد عبدالوهاب - نور الشريف - محمود حافظ

محمد عبدالوهاب – نور الشريف – محمود حافظ

قبل إظهار كلبش 3 الحلقة 4 للعلاقة بين الشعبين العراقي والمصري على لسان الفنان محمود حافظ، كانت قصيدة يا شراعًا هي أقدم بصمة فنية مصرية في تجسيد محبة القاهرة للعراق دولةً وشعبًا، حيث غناها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب سنة 1932 عند سفره إلى العراق، بعدما كتب أبياتها التسعة أمير الشعراء أحمد شوقي والتي تقول
يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري * في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي
سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً * وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي
وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً * أَو كَفِردَوسِهِ بَشاشَةَ وادي
قِف تَمَهَّل وَخُذ أَماناً لِقَلبي * مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ
وَالنُواسِيُّ وَالنَدامى أَمنِهِم * سامِرٌ يَملَأُ الدُجى أَو نادِ
خَطَرَت فَوقَهُ المِهارَةُ * تَعدو في غُبارِ الآباءِ وَالأَجدادِ
أُمَّةٌ تُنشِئُ الحَياةَ وَتَبني * كَبِناءِ الأُبُوَّةِ الأَمجادِ تَحتَ تاجٍ
مِنَ القَرابَةِ وَالمُلكِ * عَلى فَرقِ أَريحِيٍّ جَوادِ
مَلك الشَطِّ وَالفُراتَينِ وَالبَطحاءِ * أَعظِم بِفَيصَلٍ وَالبِلادِ

بعد هذه الأغنية بـ 75 عامًا استعرض مسلسل الدالي للفنان نور الشريف بأجزاءه الثلاثة طبيعة العلاقة بين الشعب المصري والعراقي، من خلال وقوف صدام حسين بجانب سعد الدالي في أزمة المصرية التي توفي زوجها مقتولا على يد عراقيين، وكرر الأمر نفسه في الجزء الثاني حيث تدخل صدام حسين لإنقاذ مصانع الدالي في لندن وإقراض صاحبها، بينما تطرق الجزء الثالث إلى نهاية المودة الرسمية بمقتل ابن خال زوجة سعد الدالي الثانية في العراق.

الحب بين الشعبين .. مودة كالوريد لم تنقطع بنصل السياسة

مصر والعراق

مصر والعراق

أحب المصريون صدام حسين للدرجة التي جسدها الفنان محمود حافظ في كلبش 3 الحلقة 4، لكن هناك تفاصيل تاريخية إنسانية سعيدة وتعيسة في تاريخ محبة الشعبين لفتت نظر تيودور هرتزل في مبدأه «إسرائيل من النيل إلى الفرات»؛ لكن ازدادت هذه المحبة في عهد صدام حسين.

اقرأ أيضا
كلبش 3 الحلقة الأولى «خطأين في آية قرآنية وتاريخ اسم أبو دجانة»

كان صدام حسين أحد الذين يعشقون مصر منذ دراسته فيها، وله بها موقف طريف مع صاحب مطعم مصري في الدقي كان صدام حسين من زبائنه وقت أن كان طالبًا وفي أوقات كثيرة لم يكن صدام يملك ثمن الساندوتشات، ولذا كان يخجل من الذهاب للمطعم وتناول طعامه فيه، الأمر الذي اضطره للذهاب إلى المقهى وإرسال أحد العاملين فيه لصاحب المطعم، مع إبلاغه أن الساندوتشات للطالب العراقي صدام، وأنه سيسدد ثمنها عندما تأتيه أموال من أسرته.

صدام حسين

صدام حسين

كان صدام حسين يسدد ديونه ولكن متأخرا جدا وبعد شهور طويلة، ومع ذلك لم يتوقف صاحب المطعم عن إرسال الساندوتشات المفضلة له فور طلبها منه عن طريق عامل المقهى، والموقف الذي أثار ضحك صدام وجعله يروي هذا الموقف الضاحك لكل مسؤوليه، كان عقب تعيينه نائبا للرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر، فقد أرسل مع مندوب له لصاحب المطعم مبلغا من المال قدره 10 آلاف دولار عوضا له عن ديون قديمة مستحقة عليه، وعندما قال المندوب لصاحب المطعم إن صدام حسين نائب الرئيس العراقي أرسل له هذا المبلغ عوضا له عن ديونه السابقة رد عليه صاحب المطعم وقال: هو الأستاذ صدام لقى شغل؟.

النعوش الطائرة شوكة في الظهر لا القلب

النعوش الطائرة

النعوش الطائرة

مع تحسن الوضع الاقتصادي العراقي سافر المصريون إلى بغداد وأقاموا علاقات ومصالح اقتصادية قوية وسمح صدام حسين لهم بالتجنيس وانتعشت خزينة الدولة المصرية بتحويلات المصريين من الخارج كما حدثت طفرة في العراق على كافة الأصعدة الاقتصادية بفضل العمالة المصرية، ووقف المصريون بجانب العراق وقت حربها ضد إيران حيث كانوا جبهة داخلية ولم تتوقف الدولة عن العمل.
أسدل الستار على الوضع المصري في العراق مع بداية ملف النعوش الطائرة والذي أثارته الصحافة المصرية، عن أوضاع المصريين العاملين في العراق، والمشاكل التي تقابلهم، وتأزم علاقاتهم مع السلطات العراقية، وظاهرة ازدياد أعداد الجثث العائدة من بغداد.

خبر عن النعوش الطائرة

خبر عن النعوش الطائرة

ففي جريدة الأهرام، الصادرة في 15 نوفمبر 1989، تحت عنوان «تقرير لرئيس الوزراء عن أوضاع المصريين بالعراق»، نُشر الخبر التالي: «استقبل الدكتور عاطف صدقي، رئيس الوزراء، السيد إبراهيم عوف، سفير مصر في العراق، الذي قدم تقريراً مفصلاً عن أوضاع العمال المصريين في العراق، وعن الإجراءات التي تم اتخاذها في البلدين لصرف تحويلاتهم، وصرّح الدكتور عصمت عبد المجيد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بأن الموضوع سيعرض على أعمال اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة.

اقرأ أيضا 
في الحلقة الثانية من كلبش 3 تفاصيل الأغنية الصوفية «جزائرية هوارية»

وصرح السيد نبيل نجم، سفير العراق في القاهرة، بأنه صدر في بغداد قرار جديد بالتحويلات، بدأ تنفيذه ، ويسمح بتحويل 10 دنانير(33 دولار) للعمالة العادية، وما بين 30 و40 ديناراً شهرياً للعمالة الرسمية والفنية.
وأكد أن هذه الإجراءات ليست موجهة إلى العمالة المصرية، بل لكل العمالة الأجنبية، وذلك بعد أن توقفت المعونات، التي تقدمها دول الخليج خلال الحرب».

اقرأ أيضا 
الذئب العجوز في تاريخ الشعوب «بعيدًا عن سليم الأنصاري وأكرم صفوان»

كانت المفاجأة أن هناك 8 آلاف جثة لمصريين في العراق عادوا داخل نعوش سوداء حيث قتلهم عراقيين كانوا قد أتوا من الحرب الإيرانية بعد أن اعتقد كثيرون أنهم ماتوا وفجأة وجدوا المصريين تزوجوا بزوجاتهم فلم يتمالكوا أعصابهم وقتلوهم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*