تقرأ في هذا التقرير «كيف ظهر الشيخ معاوية في حديث الصباح والمساء الرواية ـ محمود الجندي وعبلة كامل مسلسل وواقع ـ سر شخصية سيدي نجم الدين»
كتب: وسيم عفيفي
صاغ نجيب محفوظ شخصية الشيخ معاوية في حديث الصباح والمساء عبر صفحتين في آخر 13 صفحة من الرواية التي كُتِبَت سنة 1987 وتحولت إلى مسلسل من 28 حلقة سنة 2001 م.
طالع أيضا
«الجيوش العربية مش فاضية» حكاية دور محمود الجندي في ناجي العلي
ربما لا يتصور أحد أن هناك أقدار جمعت محمود الجندي مع شخصية الشيخ معاوية في حديث الصباح والمساء، رغم أن الجندي نهل من مناهل نجيب محفوظ ومحسن زايد قبل حديث الصباح والمساء عبر فيلم قلب النيل، لكن الصدف جمعت الواقع بالفن في حالته.
محمود الجندي وعبلة كامل .. مسلسل وواقع
«صراع ودي طويل »
بهذه الجملة وصف نجيب محفوظ العلاقة بين جليلة والشيخ معاوية في حديث الصباح والمساء، فالرجل متشرب التدين والعلم على عكس زوجته التي يتهمها دائماً بالدجل والشعوذة، وأظهر محمود الجندي في مهارة فائقة مدى التناقض بين جليلة ومعاوية فرغم الاختلاف الفكري لكنه يستسلم لطبها الشعبي وفراسة الأولياء التي لديها.
نفس الصراع الودي الطويل الذي جمع جليلة ومعاوية في المسلسل، كان هو عنوان علاقة عبلة كامل ومحمود الجندي في الواقع فالاثنين تزوجا بعد المسلسل بسنتين وانفصلا سنة 2005 م، وظل الود بينهما قائما رغم سبب الطلاق الذي قال عنه محمود الجندي، أنه راجع بسبب عملها، لأنها معظم الأوقات لم تكن موجودة بسبب التصوير، وكان لها بطولات ونجومية وقتها، مؤكدا أنه رفض عدة أعمال شعر أنها عُرضت عليه من أجلها.
ثورة عرابي وإلحاد الجندي وبينهما سيدي نجم الدين
كانت النقطة المحورية بشخصية الشيخ معاوية في حديث الصباح والمساء هي مرحلة الثورة العرابية التي كان أحد رموزها بينما هي باتت أهم أسباب انتكاسته النفسية، حيث خرج معاوية من السجن ملعونا وقضى حياته منبوذا نتيجة لكره المصريين للثورة والعرابيين.
طالع أيضا
“العرابيين” من “الأزهر” بين الولاء للخديوي و الثورة من أجل الوطن
تفاقم أثر فشل الثورة العرابية للدرجة التي جعلت الشيخ معاوية يهان داخل السجن ويخرج منه لينال إهانات أخرى لولا وقوف زوجته معه وتعمقه الشديد في التصوف، وهو نفس التعمق الذي عاشه محمود الجندي بعد حادث الحريق ووفاة زوجته، فقد بات بينه وبين الإلحاد شعرة حتى دخل طريق التصوف.
طالع أيضا
“سيدي نجم الدين” شيخ الأزهر الذي قُتِل في حادث اغتيال
يعتقد كثيرون أن شخصية سيدي نجم الدين التي ظهرت في مشهد وفاة والد الشيخ معاوية في حديث الصباح والمساء هي من وحي خيال المؤلف، لكنها حقيقية وصلتها بالفنان محمود الجندي أن الأخير لجأ للتصوف عبر دروس الطريقة الخلوتية وهي نفسها الطريقة التي ينتسب لها سيدي نجم الدين أبو المكارم الحفني شيخ الأزهر الثامن.
الصدفة الأبرز في جزئية سيدي نجم الدين أنه أسس زاوية للطريقة الصوفية في منطقة أبو المطامير لتكون مركز الدلتا صوفياً، وهو نفس المركز الذي دُفِن فيه الفنان محمود الجندي.