الرئيسية » وثائق تراثيات » “عبدالناصر وزوجته” خطابات بخط اليد في أيام الشقاء
عبدالناصر و زوجته
عبدالناصر و زوجته

“عبدالناصر وزوجته” خطابات بخط اليد في أيام الشقاء

كتب ـ وسيم عفيفي
خمس ممثلات حاولن إظهار العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وزوجته تحية كاظم.
كانت فردوس عبدالحميد في فيلم ناصر 56، ثم عبلة كامل في فيلم جمال عبدالناصر، وبعدهما لقاء الخميسي في مسلسل ناصر، ثم أميرة نايف في مسلسل العندليب، ومؤخراً كانت نيهال عنبر بمسلسل صديق العمر.
الشيء الوحيد الذي نجحن فيه هو الفشل في إظهار العلاقة بين الرئيس وحرمه، خاصةً لأن التاريخ يذكر أن تحية كاظم لم تكن سيدة مصر الأولى بالمعنى المتعارف عليه، فقد نأت بنفسها أو بطلب زوجها عن الحياة العامة باستثناء لقاء أو اثنين في استقبالات رسمية.
عاشت تحية كاظم ربع قرن في عزوبية، ثم 26 سنة زوجةً لعبدالناصر، وقضت بعد وفاته 22 عاماً
لم تكن حياتها صاخبة مثل جيهان السادات أو سوزان مبارك.
فقد عاشت مع زوجها وعايشت ما فيه، تحملت توتره وأعباءه وأوقات عصيبة مرت عليه.

لكن قبل مرحلة الرئاسة كانت العلاقة بينهما وفقاً لخطاباتهما قمة الرومانسية، وخصوصا شهر مايو من العام 1948 م .
تبقى مرحلة حرب 1948 م هي الأصعب على كليهما.
فقد كانت بعد 4 سنوات من الزواج، وأثرت الحرب على نفسية جمال عبدالناصر، وكان إحدى الأسباب المباشرة التي دفعته للقيام بتشكيل تنظيم الضباط الأحرار الذي ما لبث أن غير نظام الحكم في مصر.
في 15 مايو سنة 1948 م اندلعت حرب فلسطين ولم تكن تدري لا هي أو هو، أن مصير ناصر سيكون الحصار في الفالوجا بعد سحق الجيوش العربية.

خطاب بتاريخ 9 مايو سنة 1948 م

خطاب بتاريخ 9 مايو سنة 1948 م

قبل الحرب بأسبوع أرسلت تحية كاظم خطابها إلى جمال عبدالناصر بتاريخ بتاريخ 9 مايو سنة 1948 م
ويبدو من هذا الخطاب، أن شخصية تحية كانت محافظة، فهي لم تخطو خطوة إلا وكتبتها لزوجها من أجل الإطمئنان.
ذكرت أن كل الجيران يسعون لراحتها، وأن هدى عاوزة تاخد القلم عشان تكتب بينما منى تشد الورقة.
وطلبت تحية من زوجها أن لا يقطع الخطابات، واشتكت من عدم وجود خادمة بعدما فشلت محاولات البحث، غير أن خادمة جارتها باتت معها.
وبعد وقوع الحرب بـ 10 أيام، كان القلق يعتصر تحية خاصةً مع تأخر البريد، وتساءلت سؤال كل زوجة لضابط “متى تنقضي هذه الأيام لأراك”.

خطاب بتاريخ 25 مايو سنة 1948 م

خطاب بتاريخ 25 مايو سنة 1948 م

لكن اللافت في كل خطابات تحية خلال مايو سنة 1948 م، أنها لم تشعر بحالة الحرب، وكأن الشعب كله حين ذاك كان مغيباً عن الحقيقة التي تجري في فلسطين.

خطاب بتاريخ 28 مايو سنة 1948 م

خطاب بتاريخ 28 مايو سنة 1948 م

وقبل أن ينصرم شهر الحرب، كانت المشاعر الإنسانية فياضة في خطاب 28 مايو سنة 1948 م.
حيث أن منى كانت تسأل عن أبيها فتجيبها شقيقتها هدى بأنه رايح يجيب بسكليتة وحاجات حلوة.
وكان الطريف في هذا الخطاب، أن تحية ليست كزوجها فهي لا تهتم بالأخبار، خاصةً أخبار البورصة، على عكس ما طلبه منها، والذي يهمها قراءة خطاب من زوجها لأن الخطاب يسعد روحها ويساهم في شفاء نفسها.
وبعد الحرب بشهر، كان صوت جمال عبر الهاتف لكنه كان ضعيفاً لسوء خدمة التلفونات.
وأطرف ما في طريقة تعبير تحية هو المزج بين العامية والفصحى، فهي تختم خطاباً لزوجها بجملة
“اكتب لي كثيراً يا جمال، حتى أكون دائماً مبسوطة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*