الرئيسية » رموز وشخصيات » “عمر الملاء و كوكبري” أيهما ينتسب إليه تاريخ الاحتفال بـ ” المولد النبوي ” ؟
عمر الملاء و كوكبري من منهما احتفل أولاً بالمولد النبوي - تعبيرية
عمر الملاء و كوكبري من منهما احتفل أولاً بالمولد النبوي - تعبيرية

“عمر الملاء و كوكبري” أيهما ينتسب إليه تاريخ الاحتفال بـ ” المولد النبوي ” ؟

كتب ـ وسيم عفيفي

مع سيرة عمر الملاء و كوكبري أواخر القرن الرابع الهجري وقامت الدولة الفاطمية في مصر ظهر الاحتفال بـ “المولد النبوي ” لأول مرة في تاريخ الإسلام.
وذكر المقريزي في خططه حيث ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يحتفلون بها ويتخذونها أعياداً في طوال السنة يوسعون فيها على الرعية، ويعظمون فيها العطاء والهبات.
وهي تربو على عشرين موسماً وعيداً لعل أبرزها مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم ومولد الخلفية الحاضر. وكانت لهذه الموالد رسوم خاصة يفعلها الخليفة ويحتفل بها الشعب.
وقد نص على ذلك أيضاً القلقشندي وهو قول جماعة من المتأخرين.

غير أن هناك قول آخر وهو أن أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي هو صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري، كما نص على ذلك السيوطي.
وجاء عن أبي شامة قوله: إن من أحسن ما ابتدع في زمانه ما كان يفعل في مدينة إربل من الاحتفال بالمولد النبوي، وكان أول من فعل ذلك بالموصل، الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل.
وعلى هذا يكون إحداث المولد في القرن السادس، أو السابع الهجري.

ورجح هذا القول السحيمي وفق منتدى المولد النبوي ، فإحداث الملك المظفر للمولد في مدينة إربل لا ينافي هذا من أن أول من أحدثه في القاهرة الخلفاء الفاطميون من قبل ذلك، فإن الدولة الفاطمية قد انقضت بموت العاضد سنة (567هـ)
وما ذكره أبو شامة من أنه اقتدى بفعل الشيخ عمر بن محمد الملا، وهو أول من أحدثه لا يمنع أن يكون عمل المولد تسرب إليه من الفاطميين، لاسيما وأنهم قد استولوا على الموصل سنة (347هـ) هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فقد قيد أبو شامة تلك الأولوية بقوله: (أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر غالملا..).

عمر الملاء و كوكبري - تعبيرية

عمر الملاء و كوكبري – تعبيرية

أما عن ترجمة الرجلين وفق سير أعلام النبلاء فعمر الملاء هو معين الدين أبو حفص عمر بن محمد بن خضر الإربلي أو الأردبيلي الموصلي، المعروف بالملاّء (توفي 570 هـ / 1174 م) هو شيخ الموصل في عهده ، ويوصف في الكثير من المصادر التاريخية بالزاهد العابد الصالح.

له أخبار مع الملك الصالح نور الدين محمود بن زنكي.
وقد كان الزنكي يحسن الظن بالملاء، حتى انه قال أن لا يبرم أحد في الموصل شيء حتى يُعلموا به الملاء.

مسجد النوري

مسجد النوري

وقد وكل الزنكي الملاء بعمارة جامع كبير في الموصل عُرف فيما بعد بالجامع النوري، وشارك الملاء بالبناء بنفسه وقال سبط ابن الجوزي أنه: “سمي الملاء لأنه كان يملأ تنانير الآجر ويأخذ الأجرة فيتقوت بها، ولا يملك من الدنيا شيئاً” .

وكان يعرف أيضا بعمر المولى لأنه تولى شؤون الجامع الكبير. ويقال أنه إذا وصل نور الدين إلى الموصل، كان لا يأكل إلا من الملاء، وفي رمضان كان يعد الشيخ الإفطار لنور الدين وهو لا يخرج عن الثريد والرقاق، ويفطر معه كل يوم.

صنف الملاء كتابا اسمه «وسيلة المتعبدين في سيرة سيد المرسلين» أو «وسيلة المتعبدين إلى متابعة سيد المرسلين» وتعرف اختصارا ب «وسيلة المتعبدين» أو «سيرة الملا» بضعة أجزاء منه في معهد المخطوطات وهو بخط الملاء.
وفي حاشية المخطوط، ذُكر أنه قُرأ الكتاب عدة مرات بحضور الملاء، وكان آخرها يوم الثلاثاء، السادس من ربيع الأول سنة 569 هـ / 1174 م.
وقد ذكر الغرناطي أن الملا هو من حثه على كتابة «تحفة الألباب ونخبة الإعجاب» حين وصل الموصل

أما كوكبري مظفر الدين أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين بن محمد (27 محرم 549هـ/1153م – 14 رمضان 630هـ/1232م) حاكم أربيل في عهد صلاح الدين الأيوبي.
وكان قد دخل في طاعة صلاح الدين الأيوبي دون حرب كما تزوج أخته.

الناصر صلاح الدين

الناصر صلاح الدين


وشارك “مظفر الدين” في معظم الحروب التي خاضها صلاح الدين ضد الصليبيين بدءًا من فتح “حصن الكرك” سنة 580هـ/1184 م من صاحبه “أرناط” والذي كثيرا ما يتعرض للقوافل التجارية بالسلب والنهب.
كما تولى قيادة جيوش الموصل والجزيرة في معركة حطين ويذكر أنه هو الذي أوحى بفكرة إحراق الحشائش التي كانت تحيط بأرض المعركة حين وجد الريح في مواجهة جيش الصليبيين كما يذكر التاريخ نجاح خطته ووضوح أثرها في هزيمة الجيش الصليبي.
وقد أوصى ببلاده من بعده إلى الخليفة العباسي المستنصر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*