كتب ـ وسيم عفيفي
لأن سعد زغلول كان من ضمن ألقابه “زعيم الأمة” ، جعلوا منزله تحت اسم “بيت الأمة”
و شيد عام 1931 م وفضلت حكومة عبد الخالق ثروت وأعضاء حزب الوفد الطراز الفرعوني حتى تتاح الفرصة لكافة المصريين والأجأنب حتى لا يصطبغ الضريح بصبغة دينية يعوق محبي الزعيم المسيحيين والأجانب من زيارته .
غير أن جذور وجود فكرة “بيت الأمة” ترجع إلى ما قبل عصر الحملة الفرنسية وهو بيت السادات البكرية الصوفية لمؤسسهم الشيخ محمد أبوالحسن البكري الصديقي ، وهو الأثر الذي يطلق عليه بحق أنه “بيت الأمة” .
كان بيت السادة البكرية في تلك الحقبة يقوم بالساحة الكبرى التي كانت تمتد من جنوب دار الأوبرا الخديوية في الأزبكية حتى مسجد الشيخ درويش العشماوي في العتبة .
وكان شيوخ آل الصديق يقيمون معالم الاحتفال بالمولد النبوي منذ أواخر العصر المملوكي
في ساحته وينصبون الأعلام والزينات في كل باحاته ، كما كان يوقدون القناديل والثريات ويقومون بذبح الذبائح وإعطاء العطايا والمنح والحلوى والأموال لكل المصريين مسلميهم ومسيحييهم في الفترة من 1 ربيع الأول حتى يوم 11 من نفس الشهر .
فإذا كانت الليلة الختامية للمولد، حضر الباشا الوالي ، وكبار رجال االحكومة، وزعماء
الإنكشارية، والأعيان وأرباب الوظائف والصناعات والحرفيين فضلاً عن رجال الصوفية .
ويقوم الجميع بالجلوس حول ولائم الطعام حتى ينتهوا قبيل أذان العشاء وبعد أداء الفريضة تتراص الناس في صفوف ويقومون بتلاوة القرآن والسيرة ويتم ختم الليلة بالحضرة الصوفية للذكر مع الأناشيد للبردة النبوية لواضعها الإمام البوصيري .
وقد ظل هذا النسق قائماً إلى منتصف العصر الملكي ولم يتغير مع تغيرات الظروف السياسية والاقتصادية وفق ما جاء في كتاب تاريخ المولد النبوي الشريف