كتب ـ وسيم عفيفي
احتفل الفاطميون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم خلال فترة حكمهم التي امتدت من سنة 362 هجرية إلى سنة 567 هجرية ، غير أن هناك خطأ تاريخي نعرفه من كتب المدارس وهو أن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي ترجع إلى العصر الفاطمي، وهذا خطأ كبير .
يرجع ذلك لعدم وجود أي وجه من أوجه المقارنة بين احتفالاتهم التي أطنب فيها المؤرخون وصفاً وتأريخياً وبين احتفالهم بالمولد النبوي ، ذلك لأن احتفالاتهم بمناسباتهم كانت على أساس طائفي شيعي مثل مولد الخليفة أو عيد جلوسه على العرش .
وهذا أمر طبيعي في الحقبة الفاطمية حيث أنه في تلك الفترة اختفى أي شكل من أشكال علوم الشريعة والحقيقة ، بسبب معاداة النظام الفاطمي لأهل السنة واضطهاد علماءه في كافة ربوع الأراضي التي ملكها الفاطميين وفرضوا فيها المذهب الشيعي بالقوة .
لذا كان من الخطأ إقران احتفالات المولد النبوي وتاريخه بطقوس احتفالات الفاطميين .
ويفسر ذلك كتاب الحياة الاجتماعية في العصر الفاطمي للدكتور عبدالمنعم عبدالحميد سلطان
حيث قال “اقتصر احتفال المولد النبوي في الدولة العبيدية الفاطمية بعمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات ، أما الاحتفال الرسمي فكان يتمثل في موكب قاضي القضاة حيث تُحْمَل صواني الحلوى ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر ، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب ثم يُدْعَى إلى الخليفة ويرجع الجميع إلى دورهم ، أما الاحتفالات التي كانت تلقى مظاهر الاهتمام فكانت للأعياد الشيعية”