الرئيسية » حكاوي زمان » هل تخلى “محمد بن الحنفية” عن أخيه في كربلاء ؟
ضريح محمد بن الحنفية
ضريح محمد بن الحنفية

هل تخلى “محمد بن الحنفية” عن أخيه في كربلاء ؟

كتب – وسيم عفيفي
قيل كثير عن محمد بن الحنفية ، لكن يبقى هذا القول هو أحد أشهر ما جاء في سيرته وذلك القول كما قال النابلسي في خطبته عنه “راهبٌ من رهبان الليل، وفارس من فرسان النهار، ولقد أقْحمهُ عليّ كرّم الله وجهه في حروبه التي خاضها، وحمَّلَهُ من أعبائِها ما لمْ يُحمِّلْهُ لأخَوَيْه الحسن والحسين، فما لانَتْ له قناة، وما وهَنَ له عزْم” .
محمد بن الحنفية اسمه الكامل ، أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، المعروف بابن الحنفية، وأمه هي خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية، و يسمّى أحيانا بمحمد بن علي، وبمحمد الأكبر أحيانا أخرى، ويكنى بـ أبي القاسم.
ولد سنة 16هـ، وتوفي بأيلة أو الطائف أو المدائن في الأول من محرم سنة 81هـ عن عمر ناهز الخامسة والستين، وكانت وفاته إبّان خلافة عبد الملك بن مروان.
وقد شارك في حربي الجمل وصفين وكان يحمل راية أبيه في معركة الجمل.
سر تسميته بـ “الحنفية” أرجعه بن سعد في طبقاته قائلاً “عرف محمد بابن الحنفية؛ نسبةً إلى أمّه خولة الحنفية، قيل أنّ بني أسد أغارت على بني حنيفة أيام أبي بكر، فسبوا خولة، وباعوها من علي عليه السلام، فبلغ قومها خبرها، فجاؤوا إلى الإمام علي فعرّفوه أنّها ابنتهم، فأعتقها، وأمهرها، وتزوّجها.
و قد كنّاه الإمام علي بأبي القاسم بإذن من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي رضي الله عنه إن ولد لك غلام فسمّه باسمي، وكنِّه بكنيتي، وهو لك رخصة دون الناس .
وقد وصف النابلسي في خطبه شخصية محمد بن الحنفية قائلاً “هذا نموذج لإنسان، بعيد عن الفتنة، وبعيد عن الانحِياز، لفئة دون أخرى، وبعيد أن يكون ورقةً رابحةً، بيَدِ جهة من أهل الدنيا، وبعيد على أن يُسْهم في سفْك دماء المسلمين، ابتعَدَ، ودفَعَ الثَّمَنَ باهظًا، فلمَّا انتهى الأمر بايعَ، وهذا موقف حكيم “
لما خرج الإمام الحسين إلى كربلاء كان لافتاً أن محمد بن الحنفية لم يكن معه
تبريرات كثيرة جاءت حول تخلفه ، ولم يجمع المؤرخين على ذلك
منهم من ذكر أن الإمام الحسين أمره بالبقاء في المدينة؛ لأجل مصالحه ومصالح مَن بقي من بني هاشم، حتّى لا يتجرأ عامل المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على إيذائهم .
ومنهم من رأى أن السبب في ذلك يكمن في أنه أراد البقاء في المدينة كوجهٍ إعلامي لثورة الحسين بن علي ؛ ولم يُحْسَم في ذلك قول خاصةً مع البعد الطائفي في سيرته .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*