كتب ـ وسيم عفيفي
أكثر من 200 عمل متنوع بين سينما و مسرح وتليفزيون وإذاعة ، رسم الفنان خليل مرسي طريقه في ذاكرة مشاهدي الفن المصري بتألقه في إتقان أدواره في الجد و الشر والخير .
بمحافظة القاهرة في 21 سبتمبر من العام 1946 ولد الفنان خليل مرسي وتلقى تعليمه في كلية الزراعة التي التحق معها بالمعهد العالي للفنون المسرحية ونال على البكالوريوس منها حتى ترأس رئاسة قسم المسرح في جامعة 6 أكتوبر .
رسم طريقه مع نور الدمرداش من خلال شخصية دياب مع المخرج نور الدمرداش في مسلسل الوصي ، ليشق طريقه بعد ذلك في الدراما التي جعلته يدخل من خلالها إلى السينما في أدوار عديدة منها فيلم “الإمبراطور” و”مهمة في تل أبيب” و”امرأة هزت عرش مصر”
فضلاً عن باقة من المسلسلات التي لاقت نجاحاً كبيراً مثل مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” و”الرحايا” ، و “قضية رأي عام” .
على مستوى المسرح ووفق تقرير موقع التحرير فقد كان الفنان محمد صبحي هو “وش السعد” على “مرسي”، حيث أشركه في عدد من أعماله البارزة، مثل مسلسل “ونيس وأيامه”، كما اشترك معه في عدة مسرحيات، مثل “سكة السلامة” و”لعبة الست” و”كارمن” وغيرها، وتميّز بدور “الضابط” وبرع فيه، حتى أطلق عليه البعض لقب “ضابط الدراما العربية”، رغم أنه لم يسع لأي بطولة مطلقة واكتفى بالأدوار الثانوية، ومع ذلك فقد حقق نجاحًا كبيرًا في وقت قصير.
كان الفنان خليل مرسي يحرص دائمًا على زيارة الأماكن المقدسة، وأدى فريضة الحج مرتين في عامي 1995 و2010، كما أدى ما يزيد على 12 عمرة، وصرّح ذات مرة: “رؤية الحرمين هي أسعد لحظات حياتي، ومن أروع الأمور التي لا يعادلها شيء آخر في الدنيا، ولم تواجهني أي صعوبات لا في العمرة ولا في الحج، لأن الله ييسر كل شيء وأعانني كثيرا، فهو مشوار مبارك وكله خير، وقد بدأت زياراتي للأماكن المقدسة بالعمرة، فالعمرة هي تدريب للإنسان على استقبال الروحانيات”. وحكى عن أحد المواقف الغريبة في زيارته لمكة المكرمة لأداء العمرة، حيث إنه كان معتادًا عند دخول المسجد الحرام أن يحني رأسه للأسفل، وعندما يشعر أنه أمام الكعبة يرفع رأسه ويبدأ بالدعاء، ولكنه في هذه المرة لم يستطع رؤية الكعبة، حيث كان يحوطها سور خشبي فشعر بالحزن الشديد وبكى.
وقال “مرسي” عن هذا الموقف: “انقبضت بشدة وبكيت لكن ربك سبحانه وتعالى كأنه يقول لي أنت انقبضت لأنك لم تر الكعبة، لذلك سوف أفرج عنك بدخولك حرم الكعبة من الداخل، وكانت فرصة لي أنا والفنان أحمد بدير لدخولها، حيث قابلنا شخصا يدعى أحمد شيبة وهو من قبيلة بني شيبة الذين يحملون مفاتيح الكعبة وهو ضابط لكن كان يرتدي ملابس مدنية، فقال لنا ائتيا قبل الفجر وأنا سوف أدخلكما، وبالفعل أدخلنا من الباب الخشبي ووجدنا أنفسنا أمام الحجر الأسعد وتسلمنا الحجر الأسعد وقبلناه ثم صعدنا إلى الغرفة، وكانت الدموع تسيل منا بغزارة شديدة”.
كثير من الأسرار كشفها الفنان خليل مرسي في آخر لقاء فني له، حيث قال: “لا يوجد فن بلا أخلاق”، كما أوضح أن الفن تنبأ بثورة 25 يناير قبل قيامها، مثل مسرحية “أهلًا يا بكوات” و”إكليل الغار”، وأكد كذلك رفضه الشديد للتطبيع مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنه لم يقبل أي عمل من إنتاج إسرائيلي.
مشكلة كبيرة نشأت بين الراحل خليل مرسي وزوجته بسبب تأييده الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث إنها كانت إخوانية صارمة، وكانت تتظاهر مع المعتصمين من جماعة الإخوان في رابعة العدوية، ومات ابن شقيقها هناك.
أما هو فقد فكان من الرافضين لحكم الإخوان المسلمين، وتحدث عن بداية مشكلته مع زوجته قائلًا: “نزلت يوم 30 يونيو لإسقاط الإخوان في ميدان التحرير، كما قمت بتفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسي لمحاربة الإرهاب، وهو ما تسبب في غضب زوجتي الإخوانية مني”. ورغم أن خليل مرسي حاول إبعاد السياسة عن منزله؛ فإنه فشل في ذلك، وقال: “زوجتي إخوانية وكانت معتصمة في رابعة مع عائلتها، وهو ما أدى إلى وفاة نجل شقيقها في أثناء فض الاعتصام من قبل قوات الشرطة والجيش، وحدثت مشاكل كثيرة خاصة بعدما علمت بمقتل نجل شقيقها في فض اعتصام رابعة، ما أدى إلى اتهامها لي بأنني تسببت في قتله، لتفويضي الفريق السيسي لمحاربة الإرهاب”.
وفي 5 أغسطس عام 2014 تعرض الفنان خليل مرسي لأزمة حادة في القلب والمخ دخل على أثرها مستشفى السلام الدولي، وتوفي عن عمر ناهز 67 عامًا تاركًا إرثًا فنيًّا كبيرًا، ما زلنا نستمتع به حتى الآن.