كتب ـ وسيم عفيفي
عرفت تونس نظام حكم البايات الذي كان أحمد باي مصطفى جزءاً منه ، عندما كانوا ملوكاً لـ تونس من 1705، عندما تولت الأسرة الحسينية العرش، حتى عام 1957، عند إنهاء الملكية.
وباي تونس هو في الأصل والي ممثل الدولة العثمانية في تونس مقره مدينة تونس.
ثم أصبح في عهد الحسينيين مستقلاً بحكمه عن العثمانيين، وأولهم حسين بن علي .
تولى أحمد باي مصطفى الحكم فيما بين 10 أكتوبر 1837 و30 مايو 1855، ليكون عاشر البايات الحسينيين بتونس.
وفق كتاب “العائلات المالكة والحاكمة في أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا وأمريكا” لأبي العباس أحمد باشا ، فقد حفظ أحمد باي مصطفى القرآن الكريم ، وتعلم اللغة التركية، كما علّمته أمّه وهي جارية إيطالية اللغة الإيطالية ، كما ارتدى في شبابه الملابس العسكرية للأتراك .
ولعلّ من أبرز إصلاحات أحمد باي هو منع توريد العبيد وهو القانون الذي ألهم أمريكا لاحقاً ، حيث نص القانون على منع بيعهم في الأسواق التّونسيّة وبدلك ألغى الرّق نهائيّا سنة 1846 م.
حيث أصدر أحمد باي قانونا سنة 1846 ينص على منع العبودية لنشر المساواة والعدل كما منع بيع الرقيق وضمن الحرية لكل مولود في المملكة التونسية ، كان متأثرا في إصلاحاته بمبادئ الثورة الفرنسية وتعد من أولى التجارب في العالم الإسلامي.
لقي هذا الإجراء استحسانا من الخارج خاصة من قبل الدول الاروبية رغم أنه لم يحقق تغييرا جذريا في المجتمع.
يلي إصلاحاته شهرة هو تأسيس مدرسة باردو في الأول من محرم عام 1256هـ ، الموافق 5 من مارس 1840م أصدر الملك أحمد باي مصطفى ملك تونس قراراً بتأسيس مدرسة باردو العسكرية العربية كأول مدرسة عصرية لتخريج الضباط والفنيين لجيشه النظامي، وجعل الباي مقر المدرسة في سرايته، وانتقل هو إلى قصر آخر، وجلب لها أساتذة وضباطًا أوربيين، واستمرت في العمل 24 عامًا.
كانت مدرسة باردو أهم إصلاحات أحمد باي مصطفى بعد قراره بإلغاء العبودية في بلاده
ووفق كتاب مدرسة باردو الحربية لمؤلفه محمود عبدالمولى ، كانت المدرسة تهدف إلى تخريج الضباط الفنيين والمهندسين والموظفين ، وقد أسند إدارتها إلى مستشرق إيطالي يسمى كاليغاريس.
أما إطارها فقد تشكل من أساتذة إيطاليين وإنقليز وفرنسيين، قاموا بتدريس المواد العصرية من رياضيات ومدفعية وتاريخ وجغرافيا ولغات أجنبية (فرنسية وإيطالية).
كما درّس بها الشاعر التونسي محمود قابادو اللغة العربية والتربية الدينية.