“اللهم ارحمنى بالقرآن وأجعله لى إماما ونورا وهدى ورحمة ..” إلخ ، من أشهر الأدعية الدينية المرتبطة بـ “دعاء ختم القرآن” .
دينياً لم يرى علماء المسلمين سلفاً وخلفاً بتخصيص جزءٍ من الدعاء ليكون ختماً للقرآن الكريم ، كون أن هذا يدخل في باب سؤال الله سبحانه وتعالى بالعمل الصالح .
وفقهياً أجاز كثيرون وعلى رأسهم الحنابلة في كتاب مطالب أولي النهى بجعل دعاء لختم تلاوة وقراءة القرآن .
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن زيد بن علي قال: مررت بأبي جعفر الباقر وهو في داره وهو يقول: اللهم اغفر لي بالقرآن، اللهم ارحمني بالقرآن، اللهم اهدني بالقرآن، اللهم ارزقني بالقرآن .
وقد ظل نمط الدعاء لله في ختم القرآن سارياً مع تطور طباعة المصحف الشريف في كل بلاد المسلمين ، لكن مع الدولة العثمانية اختلف الأمر كثيراً ، حيث جعلوا الدعاء للسلطان العثماني جزءاً من دعاء ختم القرآن .
تميز العثمانيين بتوقير كبير للمصحف الشريف لدرجة أن السلاطين كانوا يكتبونه بأيديهم
فمثلاً نجد السلطان أحمد الثالث كتب 4 مصاحف ، والسلطان محمود الثاني كتب مصحفين وكذلك والدته درة هانم .
لكن مرحلة الشيخ الخطاط حافظ عثمان كانت هي الأهم والأشهر في تاريخ كتابة المصحف التركي ، حيث كتب 25 مصحفاً سنة 1685 م في عصر السلطان محمد الرابع وكان هو أول المصاحف العثمانية التي تم طبعها منذ بدايات الطباعة التركية للمصحف الشريف سنة 1727 م ، في المطبعة البحرية العثمانية ، ومن بعد الشيخ حافظ عثمان ورحيله سنة 1699 م ، استمر نسق خطه سارياً .
وقد عثر موقع تراثيات على النسخة الكاملة لمصحف تركي يعود تاريخه إلى العام 1329 هجري الموافق سنة 1911 م ، زمن السلطان عبدالحميد الثاني .
ورغم الجماليات وعلوم رسم القرآن ، لكن كان لافتاً في هذه النسخة إفراد دعاء للسلطان العثماني كجزءٍ من دعاء ختم القرآن .
حيث جاء في نص الدعاء :
” اللهم انصر سلطاننا سلطان المسلمين ، وانصر علماءه ووزراءه وعساكره إلى يوم الدين”
وتميز هذا الدعاء كثيراً زمن السلاطين العثمانيين ، لكن كان لافتاً هو وضعه في دعاء ختم القرآن ، الأمر الذي لم يلق اعتراضاً من العلماء الأتراك في تلك الفترة