رغم الموقع المتميز لـ “مصر” والذي يجعلها ضمن الدول في مواقع الصحراء الجافة التي لا تؤثر الأمطار عليها لدرجة الكارثة ، لكن على فترات متباينة تجيء السيول إلى مصر لتحصد الأرواح وتوقع الإصابة وتترك الخراب وراءها .
جغرافية مصر تجعلها دولة ذات 4 أحواض صرف أساسية هي
” حوض البحر الأحمر ” ، “حوض وادي النيل” ، ” حوض البحر المتوسط ” ، “حوض الصحراء الغربية” ؛ وذلك لتفادي السيول التي تتعرض لها مصر في مناطقها المتنوعة .
سنويا تجتاح مصر حوادث سيول تختلف وتيرة عنفها من عام لآخر ، فسنة يكون حالها غير محسوس ، وسنة يكون دمارها غير تارك لروح أو شجر أو حجر .
تعرضت مصر لسيول عديدة لكن ما ذكره التاريخ من السيول ذات الطبيعة الكارثية يصل عددها إلى 120 حادث خلف وراءه 4 آلاف قتيل .
فالعصر الإسلامي وحده شهد 53 حادث سيل ، وكلما تقدمت السنوات وتطورت الأراضي تشهد مصر دمارا عنيفاً تذكره كتب التاريخ كـ “النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة” ، “اتعاظ الحنفا في أخبار الأئمة الفاطميين الخلفا” ، “الخطط المقريزية” .
لكن عندما عرفت مصر الصحف وتطورت ، جاء التأريخ دقيقاً لأبرز حوادث العنف ومنها
ـ سيل 47 .
ويعرف هذا السيل بسيل 47 ، حيث وقع في حوض وادي العريش يوم 18 مارس واستمر 3 أيام وكانت قيمة المياه المصروفة 21 مليون متر ، وهي الكمية التي تكفي وادي النيل على مدار 15 سنة .
وأدى سيل 47 إلى تجريف أكثر من 400 فدان ونسبة وفيات تصل إلى ألفي شخص .
ـ سيل السبعينيات .
وضرب هذا السيل منطقة وادي العريش سنة 1975 ونجم عنه تدمير 200 منزل ووفاة 17 شخصاً وتشريد 300 أسرة .
ـ سيل طابا
ووقع هذا السيل في وادي نوبيع وتير في سيناء ، ودمر طريق طابا سنة 1987 م
ـ سيول التسعينيات
وهي أعنف السيول على الإطلاق ، فوقع واحد منها في وادي علم سنة 1990 ، وأغرق مركز تعدين مرسى علم
لكن كان أعنف حوادث سيول التسعينيات هو ما جرى سنة 1994 م في سوهاج و أسيوط .
حيث قتل في سوهاج عشرات الأشخاص مع تبوير مئات الأفندة وتشرد أسر متعددة .
لكن الكارثة الأكبر من هذا السيل هو اجتياحه لقرية درنكة في أسيوط ، حيث تسبب في اندلاع حريق بالجمعية التعاونية للبترول بجوار مخر السيول فحصد أرواح 1500 شخص في أقل من 15 دقيقة
وفي العام 1996 م ، وقعت أخطار جسيمة على ساحل البحر الأحمر حيث دمر 24 برجاً كهربائياً ، وتعطيل محطة تحلية المياه واستمر شفط مياه السيول لمدن اسبوعين.
وفي القرن الحادي والعشرين تنوعت الحوادث التي لم تنقطع من العام 2000 حتى 2016 ، كان أشهرها سيول رأس سدر بقرية أبو صويرة ، حيث تهدم 500 منزل ، وتبوير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية .