وسيم عفيفي
تعتبر كريمة مختار تركيبة فنية خاصة وفق تقرير دنيا الوطن ، ومثلت حالة لعبت على وتر الإحساس والمشاعر عند المشاهد، ونجحت في تحقيق المعادلة الصعبة ورغم أنها كررت تقديم دور الأم أكثر من مرة إلا أنها قدمته بأنماط وأشكال مختلفة، وكتب لها النجاح في كافة الأدوار، ونجاحها ذلك لم يكن سهلًا
وفق تأريخي جولولي فاسمها الحقيقي “عطيات محمد البدري”، ولدت يوم 16 يوليو لعام 1934م في مدينه ساحل بمحافظة أسيوط، وفي عام 1963م حصلت على بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية.
تزوجت الفنانة “كريمة مختار” مرة واحدة في حياتها كانت من المخرج الراحل “نور الدمرداش” الذي أنجبت منه أربعة أولاد هما: الإعلامي “معتز الدمرداش” والمخرج “أحمد” والمهندس “شريف”، بالإضافة إلى ابنه تُدعى “هبة”.
بدأت “كريمة مختار” مشوارها الفني بالإذاعة من خلال برنامج الأطفال “باب شارو” الذي اشتهرت من خلاله كصوت إذاعي يجيد تقديم الأعمال الدرامية، ثم عُرض عليها العديد من الأدوار السينمائية إلا أن أسرتها لم ترحب بهذا العمل، فاقتصرت على العمل الإذاعي فقط حتى تزوجت من المخرج نور الدمرداش الذي ساعدها على اقتحام عالم التمثيل من خلال فيلم “ثمن الحرية” عام 1964م.
قدمت بعد ذلك العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، ومن أبرز أعمالها التلفزيونية “البخيل وأنا” و”نقطة نظام” و”أدهم وزينات و3 بنات” و”من الذي لا يحب فاطمة” و”يتربى في عزو” و”زهرة وأزواجها الخمسة” و”الحارة”، وأيضاً من أبرز أعمالها السينمائية “ثمن الحرية” و”نحن لا نزرع الشوك” و”ومضى قطار العمر” و”الحفيد” و”أميرة حبي أنا” و”وبالوالدين إحسانا” و”يارب ولد” و”الفرح”، بالإضافة إلى العمل المسرحي “العيال كبرت”.
تميزت “كريمة مختار” بأداء دور الأم في السينما والتلفزيون، وهو الدور الذي ارتبطت به منذ بداية ظهورها حيث امتلكت ملامح الأم المصرية مما زاد من اقتناع الناس بأدائها وجعلها من أكثر الممثلات أداء لهذا الدور في تاريخ الدراما المصرية.
وقد سردت دنيا الوطن 5 مواقف أحزنت ماما نونة
1 ـ رفض الأسرة
من الأمور التي أحزنت الراحلة، وبكت بسببها في بداية مشوارها الفنى، رفض عائلتها لفكرة عملها بالفن، وقالت الراحلة في حوار خاص لـ”فيتو” قبل رحيلها، محاولة استرجاع لحظات ألمها، ومحاولة أيضًا السيطرة على دموعها التي غالبتها في بداية الحوار، وكادت تغلبها لولا إيمانها بأن ما فعلته كان صوابًا، قالت إنها عندما قررت دخول عالم الفن من خلال التليفزيون والسينما بعد الإذاعة، واجهت معارضة شديدة من الأسرة خاصةً أنها من الصعيد، وكان مجتمعها الذي نشأت فيه ينظر للفن نظرة دونية، ولم يشجعها أحد سوى شقيقتها عواطف، وأكدت أنها عندما تزوجت نور الدمرداش وقررت اقتحام عالم الفن معه قاطعتهم العائلة باستثناء شقيقتها، وكان الأمر مؤلما جدًا.
2 ـ شعور الوحدة
من الأمور التي واجهتها أيضًا الراحلة بشجاعة شعور الوحدة، فقد اعتصر ذلك الشعور قلبها وكيانها كله، بعد أن تزوجت شقيقتها عواطف وتركتها وحدها، لتشعر بمرارة الوحدة وألمها، قبل أن يطرق المخرج الراحل نور الدمرداش بابها ويطلب الزواج منها، لتتخلص بعدها من قسوة الوحدة وتجد الحب معه.
3 ـ مرارة الفراق
عرفت الراحلة مرارة الفراق أيضًا، فقد عانت من ابتعاد ابنتها الوحيدة عنها، بسبب حياتها خارج مصر، وأكدت في حوارها لـ “فيتو” أنها كانت تفتقد ابنتها وتشعر بالشوق والحنين إليها، وأنها كثيرًا ما تمنت أن تعيش معها، لكنها في نفس الوقت كانت تدعو لها بالخير وتطمأن عليها بالهاتف.
4 ـ يتربي في عزو
وعلى المستوى الفنى، ذكرت الراحلة أنها فرحت بالنجاح الكبير لمسلسل “يتربى في عزو” وشخصيتها الشهيرة “ماما نونة”، لكنها كشفت عن سر أحزنها، وقالت إن ما لا يعرفه أحد أنها ظلمت في ذلك المسلسل ماديًا، ولم تحصل على أجرها بالكامل، وقلل ذلك من سعادتها لشعورها بأنها لم تحصل على حقها رغم تنازلها في الأصل عن أكثر من نصفه، واعتبرت ذلك عدم تقدير لها ولمكانتها الفنية.