الرئيسية » رموز وشخصيات » ” الملكة نازلي ” تحكمت في “عرش مصر” و حكمتها “النزوات” وماتت “مسيحية”
الملك نازلي
الملك نازلي

” الملكة نازلي ” تحكمت في “عرش مصر” و حكمتها “النزوات” وماتت “مسيحية”

وسيم عفيفي
الملكة نازلي ، تعتبر هي العار الذي لاحق الملك فاروق ملك مصر والسودان إلى أن لحق بها موتاً .
وتسببت في حرج شديد لأسرة محمد علي الحاكمة لمصر منذ العام 1805 م لـ 1952 م
في 25 يونيو من العام 1894 م ولدت نازلي عبدالرحيم صبري لأسرة موفورة بالتاريخ والحسب .
فهي ابنة عبد الرحيم باشا صبري، وزير الزراعة ومحافظ القاهرة، من زوجته توفيقة خانم شريف
كما كانت أيضاً حفيدة من جهة الأم للواء محمد شريف باشا، رئيس الوزراء ووزير الخارجية
كما كانت لحفيدة سليمان باشا الفرنساوي الذي جاء لمصر مع الحملة الفرنسية ولكنه رفض الرحيل ومكث بمصر وأشهر اسلامه.
تزوجت نازلي فاضل من الملك فؤاد الأول والذي كان يكبرها بـ 20 عاماً
وكانت بينهما جفوة لفارق السن ولغيرته الشديدة عليها كان يعين الجواسيس عليها لمراقبتها

إمساكية طبعها أحد المواطنين بمصر في عصر الملك فؤاد

إمساكية طبعها أحد المواطنين بمصر في عصر الملك فؤاد

لما مات الملك فؤاد كانت نازلي على موعد مع اللعب في الحكم ، فلم يكن الملك فاروق قد وصل للسن القانوني وتم تعيين مجلس وصايا عليه وكان الأمير محمد علي توفيق من أحد الطامعين على العرش .
كل هذا أدى بالملكة نازلي للجوء إلى شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي لاستصدار فتوى منه بأنه يجوز للإنسان أن يتصرف في أمواله عندما يبلغ 15 عاما من عمره ليتسلم فاروق حكم البلاد وهو في عمر 17 ميلاديا و18 هجريا طبقا للدستور الذي ينص على احتساب التقويم بالهجري .
كان من ضمن الشائعات التي لاحقت الملكة نازلي علاقتها بـ أحمد حسانين باشا ذلك الرجل الذي كان هو الجنتلمان الملكي في القصر الملكي ، وقد ارتبطت الملكة نازلي بعلاقة عاطفية مع أحمد حسنين استمرت لما يقارب التسع سنوات ، إلى توفى في حادث سيارة .

أحمد حسانين باشا

أحمد حسانين باشا

ومع هذه الشائعات لاحقتها شائعة الجفاء التي كانت بينها وبين المطربة أسمهان ، وذلك بعد أن تعرف أحمد حسنين على المطربة أسمهان وأعجب بها وكان هذا الإعجاب قد دفع الملكة نازلي إلى الغضب
فكانت وراء طرد أسمهان من مصر وبالفعل اتصلت بحسين سري باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية والذي تولى عملية تنفيذ القرار ، مبلغاً أسمهان بأن إقامتها في مصر انتهت وأن عليها أن تغادر خلال أسبوع ، ليصيبها هذا القرار الخطير بالجزع والحزن الشديدين ولم تجد من يقف بجانبها سوى الصحفي الكبير صديقها محمد التابعي الذي تمكن بصداقته لكبار المسؤولين أن يوقف تنفيذ هذا القرار، وتجددت إقامتها مرة أخرى في مصر ، بعد ذلك بوقت قليل تزوجت الملكة نازلي من أحمد حسنين عرفيا بموافقة الملك فاروق .
وظلت الملكة نازلي هي زوجة أحمد حسنين عرفيا حتى تاريخ وفاته في 19 من فبراير 1946، إثر اصطدام لوري تابع للقوات البريطانية بسيارته على كوبري قصر النيل .

الملك فاروق

الملك فاروق

قبل وفاة حسانين باشا ، كان الصدام الأولى بين نازلي و فاروق ، أدى إلى سفرها للقدس سنة 1942 م ونزلت في فندق الملك داود ، وهناك انتشرت القصص عن فضائحها مع رجال مختلفين من العرب والأجانب
ووفق كلام صلاح الشاهد فإن فاروق استدعى النحاس باشا وقال له : إن والدتى تحبك وتحب زينب هانم ” زوجة النحاس باشا” وأرجو أن تسافر لإحضارها .

النحاس باشا مع زوجته ويخرج لسانه

النحاس باشا مع زوجته ويخرج لسانه

وسافر النحاس وقرينته إلى القدس وأقاما في الفندق أسبوعا يحاول إقناع نازلي بالعودة ، فاشترطت أن تستقبل في محطة مصر استقبالا رسميا ، وأن يكون الملك نفسه في استقبالها على رصيف المحطة ، ووعدها النحاس بذلك ، وعاد النحاس وقرينته إلى القاهرة وأبلغ الملك فأصر على ألا يذهب إلى المحطة والاكتفاء باستقبال الرسميين وتشريفة الحرس الملكى لها ، لكنه عاد ووافق على مطالبها وذهب لاستقبالها على رصيف المحطة .
بعد وفاة أحمد حسانين باشا سافرت نازلي إلى أوروبا وهي تنوي أن لا تعود إلى مصر حتى تعيش بحرية ولما وصلت إلى مارسيليا قابلت رياض غالى الذي كان أمينا للمحفوظات بقنصلية مصر في مارسيليا ، وكانت القنصلية المصرية قد كلفته ليكون في خدمة الملكة ، ولكى يشرف على نقل حقائبها،
شيئاً فشيئاً تحول من موظف خدمة إلى عشيق جديد يضاف لقائمة عشاق الملكة نازلي .

رياض غالي

رياض غالي

علاقته بنازلي كانت فضيحة جديدة تضاف لسجل فضائحها ، فطلبت وزارة الخارجية من رياض غالى العودة إلى عمله في مارسيليا ، فرفض تلبية طلب الوزارة ، فأحالته الوزارة إلى المعاش ، فعينته نازلي سكرتيراً لها ومديراً لأعمالها .
في منتصف مايو 1947 هاجرت الملكة نازلى إلى أمريكا ، بينما استقال رياض غالى من عمله في وزارة الخارجية ليتفرغ للملكة وابنتها فتحية وأقام معها في فيلا اشترتها نازلى في بيفرلى هيلز في هوليوود أرقى أحياء أمريكا، وأجريت لها ثلاث عمليات جراحية إحداها لاستئصال الكلى اليمنى .
وجرى بعد ذلك الكلام عن الزواج ، وفى أواخر أبريل 1950 طلب فاروق من النحاس باشا أن يستخدم نفوذه لدى الملكة نازلى لمنع هذا الزواج بأى ثم ، واتصل الناس بها .

الصحف تشير الى اجتماع مجلس البلاط لأتخاذ قرار ضد الملكة نازلى والاميرة فتحية

الصحف تشير الى اجتماع مجلس البلاط لأتخاذ قرار ضد الملكة نازلى والاميرة فتحية

على نفس السياق وصلت التهديدات إلى أسرة رياض غالى، ورفضت السفارة المصرية في واشنطن تجديد جواز سفره ، وفى أوائل مايو 1950 عقد الزواج المدنى في سان فرانسسكو بين رياض غالى والاميرة فتحية .
طلب فاروق أن تنشر الصحف قصة هذا الزواج بالتفصيل كما طلب من الرقابة عدم حذف أى شىء فيها ، وأمر مجلس البلاط برئاسة الأمير محمد على بالاجتماع للنظر في أمر الملكة الأم والأميرة وقرر مجلس البلاط رفض زواج فتحية من رياض وتجريدها هى وأمها الملكة نازلى من امتيازاتهما الملكية ، فلم تعد الملكة ملكة ولم تعد الأميرة أميرة ، ومصادرة أملاكهما وأموالهما في مصر .

قبر رياض غالي

قبر رياض غالي

قبر فتحية

قبر فتحية

قبر نازلي

قبر نازلي

انتهت تلك القصة المأساوية نهائياً بشكل أشد مأساةً وذلك في يوم 9 ديسمبر 1976 أطلق رياض غالى الرصاص على الأميرة فتحية وقتلها بعد إدمانه الخمر والمخدرات ، وحاول الانتحار بإطلاق الرصاص على رأسه ، ولكنه لم يمت وحكم عليه بالسجن 15 عاما ، ومات رياض غالى ، ثم ماتت الملكة نازلى عام 1978 وعمرها 83 سنة ودفن الثلاثة في إحدى كنائس لوس انجلوس ، فقد ماتوا على المذهب المسيحى الكاثوليكى

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*