“الأزاريطة” سُمِّيت على اسم “مرض” و سكنها “أفلاطون” و انتحرت فيها “كليوباترا”

كتب – وسيم عفيفي
الأزاريطة .. في منتصف “الإسكندرية” تقبع تلك المنطقة التي تعتبر هي الوحيدة التي يتجسد فيها الفن الروماني اليوناني القديم في المعمار .
على حدود حي الأزاريطة تقف مكتبة الإسكندرية شامخة وبجواره مسرح كوتة القديم أحد أهم المسارح السكندرية القديمة .
وبداخل حي الأزاريطة يقع شارع سوتر المسمى بهذا الإسم نسبة للقلب بطليموس الأول حاكم مصر بعد الإسكندر الأكبر وينتهي حي الأزاريطة بمسجد القائد إبراهيم .
حتى منتصف عهد محمد علي كان حي الازاريطة يعرف بحي كوزمو بوليتاني وكان غالبية ساكنيه من اليونانين الذين ترعرعوا بهذا الحي تجارياً عن طريق محال البقالة ، وعلمياً عن طريق مدرسة سالفاجو الذي يجاور الملجأ اليوناني القديم “مانا” .
وتطورت المراحل التاريخية لحي الأزاريطة حيث كان اسمه “البركيون” ، أثناء عصر البطالمة وضم مجمع الموسيون إلى أن تم حرق المنطقة بالكامل على يد الإمبراطور أورليان .
تم تأسيس الأزاريطة بالشكل الحالي في عصر محمد علي باشا حيث استهدف من إنشاءها تأسيس مجلس صحي بعد انتشار مرض الكوليرا في مصر واستفحال خطره .
فقرر إدخال نظام الحجر الصحي المعمول به في أوروبا فاجتمع بقناصل الدول وشكل منهم لجنة وأصدر بعدها قرار إنشاء أول محجر صحي يقع بجانب الميناء الشرقي الذي يرسو به سفن الجاليات الأوروبية والأجنبية .
وتغير مكان الحجر الصحي الآن في الأزارايطة حيث يشغل مكانه الآن “المستشفى الأميري ـ الجامعي”
جاء اسم الحي من اسم “لازاريت” وهو الاسم المشتق من اسم أول محجر صحي تأسس في فرنسا بجزيرة ” سانت ماري دو نازاريه ” .
ولفظ لازاريت ذات أصل لاتيني معناها ( Ladre ) أي الأبرص أو المجزوم ، حيث كانت الدول الرومانية تبالغ في الحجر على المجذومين فكانوا يضعوهم في الحجر طوال حياتهم ، ومن ذلك اللفظ اشتقت كلمة الأزاريطة .
شهد حي الأزاريطة أحداثاً تاريخية جمة فقد سكنه أفلاطون الفيلسوف ، و أرخميدس عالم الطبيعة والرياضيات الشهير ، كما نشأت فيه القديسة هيباتا ، وشهدت عملية انتحار الملك كيلوباترا بعد هزيمتها في موقعة أكتيوم البحرية ومقتل حبيبها أنطونيو ، وولد فيه المخرج الكبير الشهير يوسف شاهين