كتب ـ وسيم عفيفي
في نوفمبر من العام 1950 م وفي سن الرابعة والعشرين أخرج يوسف شاهين أول أفلامه في مسيرته الفنية الإخراجية التي تتجاوز 40 فيلماً .
لم يكن فيلم “بابا أمين” هو الأول في مسيرة يوسف شاهين السينمائية فحسب ، بل كان هو الأول من نوعه من حيث فكرته وهي فكرة “العقيدة بعد الموت مع النفس و الشيطان” ، تلك الفكرة التي سبق وأن قدمها يوسف وهبي قبل 5 سنوات من بابا أمين في فيلم “سفير جهنم” ، لكن يوسف شاهين في فكرته التي طرحها في الفيلم كانت هي الأولى من نوعها التي تناقش مفهوم خروج الروح والرؤية للواقع من العالم الآخر وبشكل كوميدي ، تلك الفكرة التي ألهمت كثيرون بعد ذلك كـ “إسماعيل ياسين” في عفريتة إسماعيل ياسين سنة 1954 م وامتد أثرها إلى سنة 1975 في فيلم ممنوع في ليلة الدخلة لـ “عادل إمام”
ورغم قيمة هذا الفيلم في أنه أول فيلم يناقش مواقف ما بعد الموت وصلتها بالواقع ، إلا أن التميز الذي كان لافتاً هو زمن أجواء قصة الفيلم ، الزمن هو في رمضان
فرغم أن يوسف شاهين “مسيحي” إلا مصريته أهلته إلى إظهار الشكل اللائق بـ ” شهر رمضان ” بما يتناسب ويتناغم مع الحقيقة الواقعية للشهر الفضيل .
تمكنت الفكرة من الشاب يوسف شاهين ليتعهد كتابة السيناريو والحوار لها حسين حلمي المهندس وتمكن الفيلم من إظهار ملامح شهر الصيام عند المسلمين من أول مشهد حتى نهاية الفيلم ؛ مما أوصل رسالة وهي التلاحم القوي بين المسلمين والمسيحيين في صورة بسيطة وغير معقدة عبر التلقائية التي عبر بها يوسف شاهين المسيحي عن شهر رمضان في فيلمه .
الفيلم بطولة فاتن حمامة، حسين رياض، كمال الشناوي، ماري منيب، فريد شوقي، هند رستم
وتدور قصة الفيلم حول أمين موظف بسيط يعيش مع أسرته المكونة من زهيرة، وابنه نبيل المتفوق في دراسته، وابنته هدى التي تتبادل الحب مع علي ابن الجيران. يعرض مبروك على أمين أن يشاركه في مشروع يدر أرباحاً كثيرة، فيدفع له أمين كل مدخراته. يتذكر أمين أنه لم يحصل على إيصال بالمبلغ من مبروك، وفجأة يموت أمين.
يرى أمين من العالم الآخر كيف يخدع مبروك الأسرة، وكيف يحاول رشدي خداع هدى ودفعها للعمل كمغنية في ملهى ليلي، ولكن على ينقذها في آخر لحظة.
يستيقظ أمين من النوم، وندرك أن كل ما حدث كان كابوساً.